عندما يخالف الفرد وهو ذو الرأي الحصيف فكرة الجماعة ويغتر برجاحة عقله، ويقرر التخلي عنهم لأن أفكاره في اعتقاده تعانق السماء، فهو حتماً مع ذكائه المفرط مصيره للضياع، لأن الشجاعة والنباهة وحدهما لا تكفي إذا لم تكن ضمن المجموعة، فكم من مغامر ذي لب متوقد خسر وخاب وذهبت كل آماله أدراج الرياح؛ لأنه وقع في فخ الاختلاف ثم الابتعاد، فمن كانت هذه مزاياه وبالرغم منها فقد كل شي، فكيف بمن لا يملك أدوات النجاح والتفوق، هل من الممكن أن يعلو نجمه في الأفق وهو خارج عن إرادة المجموعة! الجواب حتماً هو الهلاك ولا شيء سواه، قطر بالتحديد هي مثال للطالب البليد الذي كانت نجاحاته في فترة ما لأنه كان مع المجموعة، ثم قرر أن يتجاوز الجميع بإمكانيات محدودة مع ضحالة فكر عقيم! قد يكون في الواقع المشاهد ثمة نجاحات باهرة لدول ذات قدرات متواضعة، ولكن بالطبع لم تنجح إلا في محيط الجماعة ولا شيء سواه، هكذا قطر تخطط وتعمل وتبذل كل شيء في سبيل تحقيق ما تسعى إليه لكن بانفرادية أرهقت نفسها قبل أن تحاول جاهدة في تمرير مخططاتها الفوضوية. كل طموحات قطر التي تصبو إليها مصيرها للسراب، لأنها جمعت بين الأمرين، سوء الفكرة الفوضوية وحماقتها وطيشها، وثانياً لأنها اختارات التفكير خارج صندوق الجماعة. قطر أمام خيارين إما الانصياع والعودة لأحضان الخليج وإكمال مشوار النمو الاقتصادي، أو طريق الظلام والضياع والدخول في صراعات لن تبقيها سعيدةً أبداً.