في آخر سبعينات القرن الماضي ومع بزوغ الثورة الخمينية تشكلت مبادئ في غاية الخطورة أثرت بشكل سيء للغاية على المنطقة وأفرزت أفكاراً مدمرة هددت أمن الأوطان وحياة الإنسان، ومابرحت تلك الأمواج المتطرفة التي يقود حراكها الخميني وأتباعه تلطم سواحل البلدان بغزو فكري متدرج يصبو للسيطرة الفكرية أولاً وإيجاد الملاذ الروحي في نفوس الأتباع ثانياً. المشروع الإيراني كان مخادعاً بامتياز، منذ الوهلة الأولى ولمعرفته التامة بمدى أهمية ومكانة القضية الفلسطينية فاستخدمها سلعة للترويج عن نفسه بادعاءاته المزعومة لنصرة القضية، كان يصدق على نضاله المثل القائل(نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً) فنافح عنها فقط على المنابر والمنصات، لكنها كانت سلاحاً فعالاً لترويج بضاعته الخمينية! ثم بدأت أيدي النظام الإيراني تتدخل في شؤون المنطقة بعد أن كسبت المؤيدين أصحاب النفعيات المتعددة، واستخدمت المذهبية في أبشع صورها لتأصيل العقائد الخمينية المدمرة في نفوس المريدين والأتباع لكسب إخلاص النضال لتحقيق مآرب المشروع الفاسد الذي أطلق شراراته الخميني وتفانى أتباعه في تحقيقه، وبعد عقود من الكفاح الغاشم للاستيلاء على ممتلكات بلدان العرب هيأ الله لهذه الأمة أمراً رشداً. مشروع مضاد عظيم قاده بكفاءة عالية سمو ولي العهد محمد بن سلمان، فاصطدم المشروع الخميني بالمشروع المحمدي الصلب الذي بعثر كل الخطط الإيرانية وأسقط أهدافه بكل بسالة وأصاب أتباعه بالذهول مرة بعد الأخرى، المشروع المحمدي يرتكز على عناصر عبقرية في محتواها، على رأسها الغموض والمفاجآت والقوة والعزيمة، عناصر كفيلة بنجاح هذا المشروع بكل أهدافه المرسومة، وكل المؤشرات في الساحة السياسية والدولية تشير بقوة إلى نجاح وصعود الفكر السياسي الجديد الذي يقود زمامه ولي العهد. وعلى رأس الأهداف المرسومة التي كانت على مستوى التنظير والتحليل صعبة المنال واليوم هي حقيقة وواقع، جمعها لدول كثيرة تحت قيادة واحدة دون حدوث أي شرخ أو نكوص عن البذل لخدمة المشروع، إنجاز ضخم قاده باقتدار وإرادة باسلة محمد بن سلمان، ومن الأهداف التي تم إنجازها انحياز المجتمع الدولي لنصرة القضايا التي تبنتها السعودية انحياز تام دون انقطاع وتوقف، المشروع المحمدي المضاد كل يوم يحصد الأهداف ويحقق المقصود وينتصر للحق والحقيقة.