أول خطوة في مشروع التغير والتحول هي الحلم، والحلم لا يأتي مصادفة أو بعفوية، بل هو نتاج لاتساع الأفق والتخيل لدى الإنسان، فكل من يحمل مشروعاً حضارياً وإصلاحياً هم أولئك الحالمون، وعند قراءة متأنية لسير الأفذاذ الذين تمكنوا من قيادة مشروعات إصلاحية تجد في طيّات حياتهم ومراحلها أنهم كانوا حالمين، ويحملون أفكاراً عميقةً يزهو من عبقها الشعور والحس الإبداعي! أفكار حالمة لامستنا على خجل، إذ لم نكن نتحدث بها إلا على مضاضة خوفاً من مناهضة الآخرين وتهكمهم لنا، لأنها أحلام بعيدة عن كل الواقع، لم تكن هناك مؤشرات وبوادر تنم عن سبيل لتحقيقها، الأحلام كانت تتمثل في مشروعات نهضوية عملاقة في مملكتنا الحبيبة، كنا نتحدثُ كثيراً عن أن هذه الأرض المباركة تحمل كل ما يكفل النجاح للمشروعات السياحية والتجارية والحضارية، فالشباب -وهم السواد الأعظم- متعطشون لها، والعقول النيّرة متحفزة للعمل والإنتاج، والأدوات متوفرة، والطبيعة الجاذبة هبة ربانية عظيمة لم نحسن أن نبعث في جنباتها الحياة إلى ذلك الوقت! وتجسدت تلك الأحلام في شخص سمو ولي العهد، لامست إحساسه الصادق، ثم ترجمها لسانه (طموحنا عنان السماء) ثم تجسدت واقعاً بأفعاله، وما برحنا إلى هذه اللحظة وأحلامنا يوماً بعد يوم تصبح حقيقة، وكل ما كان في حسابات الخيال والأحلام بدأ يصبح واقعاً وصرحاً شاهداً لأحلامنا، سمو ولي العهد يحمل أفكاراً حالمةً وهي تعكس مدى عقليته الحالمة الطموحة، وكفى بنا فخراً أن قائداً للوطن يراهن على أن مسيرته عنوانها الأحلام ستصبح حقيقةً، والطموح لا حدود له، والعمل وحده دون الالتفات للمحبطين والمتنمرين هو من يذلل الصعاب، وآن لثروات هذه البلاد أن تطفو على سطح العالم، وأن تبرز كنوزها المدفونة، وتجذب أنظار الجميع إليها. الريادة في كل المجالات هي الطموح، ولن تتأتى لنا الصدارة في عالم يعج بالمشروعات الرائدة إلا بالعمل والإنجاز، ولن نصل للإنجاز إلا بالنهوض وتجاوز كل من يصرف أنظارنا عن تحقيق الأحلام، فكم من شواهد في هذا العالم المنيف تدل على أن تلك النجاحات كانت أفكاراً حالمةً تبناها أشخاص أفذاذ حالمون، صروحهم التي شادوها بقيت شاهدة بنجاح ما كانوا يصبون إليه، وبقيت تلك المعالم خير تذكار وميثاق على كفاحهم تجاه طريق تحقيق الأحلام..