دائمًا هناك إنجاز ونتائج في ظل أي أزمة، مهما كانت ضبابيتها، وقوتها، وشدة تعقيدها، وأزمات كبرى عصفت بالبلدان، ولكن ما أن تجاوزتها إلا وأضحت تلك البلاد أقوى من قبل، والتاريخ يشهد بذلك، فالأزمات تصنع الوعي، وتُشكل المبادئ، وتُزيد من شدة بأس القناعات، وهنا قضية رغم زخم أحداثها ومتناقليها وأخبارها وأثرها، إلا أنها حتمًا ستكون لها انعكاسات أكثر من أن تُحصى، وعلى رأس هذه المكاسب سينكشف بقوة دور الإعلام المضاد المزيّف لكل حقيقة، الذي ما فتئ يصيغ الأخبار على غير واقعيتها، ويُظهرها في سياقات توافق ميوله، وتُغذي توجهه، وسينكشف للمتلقي البسيط حجم الدور الذي تستغله هذه المنصات الإعلامية في تشويه الحقائق، وسيزيد من مناعة تقبله لتلك الأطروحات، ومن المكتسبات سيكون وثوق المجتمع الدولي أكثر من سابقه، بعد أن انكشف زيف الشعارات، وكيف أنها كانت تلعب دورًا يجعل من الأكذوبة وكأنها حقيقة مسلّمة، وأن كثيرا من أصحاب الشأن الدولي سيعيدون النظر بلا تعجل كما فعلوا في وقت استعار الأزمة، ناهيك عن أن الصحافة الغربية التي كانت تُمول بأموال مشبوهة، ستسقط مصداقيتها أمام القارئ البسيط؛ لأنها - وفي الحقيقة - ما زالت تسرق لُباب كثير من المطلعين على الشأن، وكأن الأخبار التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام الغربية لا تخرج إلا من أفواه الصادقين المحيادين، وكأن الكذب يُستحال عليهم. وسيقتنع المجتمع الدولي برمته بأن السعودية هي في الخفاء لا تقل وضوحًا عن العلن، بعيدًا عن وعود كاذبة، وأحلام زائفة، فأي حليف سيتعامل مع السعودية بسياسة واضحة، ولا يخشى من الغموض أو الازدواجية كما تمارس هذه اللعبة كثير من الدول التي لم تحصد إلا الخيبات. حتى إن رؤوس الأموال ستتدفق على السعودية، وستدفع كثير ممن كانت تحوم حولهم شكوك؛ بسبب التشويه الممنهج يعيدون النظر مع هذه الدولة، التي تتعامل مع الأحداث بهدوء وذكاء ورصانة تثير الدهشة والإعجاب. ويبقى من عظيم المكتسبات رغم قوة أواصر الولاء المتبادل بين القيادة والشعب، إلا أن هذا الولاء سيزيد إصرارًا وتمسكًا بعد أن تساقطت الأقنعة التي كان يرتديها الدجالون من زمرة المارقين من الإعلام المضاد، وستبقى هذه العلاقة بين الشعب وقيادته علامة فارقة وأنموذجا في الوطنية الحقة. Your browser does not support the video tag.