ظهر محافظ بيروت في مظهر تعتريه الكآبة والحسرة والألم، وبينما كان يحث الشعب اللبناني على التماسك لم تتماسك دموعه عن الخروج.. وبينما كانت الأحداث المنتظرة في الأسبوع المقبل على الصعيد السياسي اللبناني وعلى رأسها قرار المحكمة بشأن نتائج تحقيق مقتل الشهيد رفيق الحريري، حدثت هذه الكارثة الكبرى التي هزت لبنان والمنطقة، وتبقى الأسباب مفتوحة، وجميع الاحتمالات واردة، وكل النظريات ممكنة، فترمب لم يأل جهدًا في وصف ما حدث بهجوم متعمد، بل وقال خبراؤه: إن هذا الانفجار وقع نتيجة قنبلة أحدثت كل هذه التصدعات والهزات والضحايا بين مفقود وجريح ومقتول، وما لبث الإعلام المضلل الذي يديره الحزب المسيطر على لبنان المتمثل في حسن نصر الله بتضليل الرأي العام بأن لا صلة له ولا لحزبه بما حدث، وهذا تعارضه طبيعة السيطرة التي يتمتع بها حسن نصر الله، فمع كل هذا النفوذ الذي أوصل أصدقاءه لسدة الحكم، يتهرب من تحمل المسؤولية وعن قول الرواية الصحيحة بهذا الشأن، فكيف به وهو يتمتع بكل هذا الاختراق للحكومة اللبنانية يعجز الآن عن وصف المشهد وتحليل أحداثه، لا يوجد تفسير آخر إلا أنه هروب من النكبة التي أوصلها لبيروت حتى تفجرت في مشهد مروع لا يتوقعه أكثر اللبنانيين تشاؤمًا.. ومما لا يدع مجالًا للشك أن المسؤول عن هذا المصاب الجلل هو حسن نصر الله، هو ما صرّح به مسؤولون يعملون في الاستخبارات الأميركية كما نقلته فوكس نيوز أن معظم العمليات في مرفأ بيروت تحت سيطرة غير رسمية خاضعة لحزب الله.. وإذا كان ثمة تنصل من هذه الرواية فلا يمكن الهروب من المسؤولية، حيث إن الحكومة في لبنان خاضعة لميليشيا الحزب، وليس هذا مجرد تكهنات، بل هذا ما صرح به كثيرًا رئيس الحكومة اللبنانية في غير موضع..