طلعت جريدة «لوموند»، بنشرة طبية جاء فيها أن (ميشيل فوكو) مات في الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر الخامس والعشرين من تموز (يوليو) بمستشفى لاسالبيزير في باريس، إثر تعقيدات أصابت جهازه العصبي نتيجة لحالة تسمم حاد في الدم.
وأحاطت بهذه النشرة مجموعة غير (...)
تنتقل الأفكار والنظريات - على غرار الناس ومدارس النقد - من شخص إلى شخص، ومن موقف إلى موقف، ومن حقبة إلى أخرى. وعادة ما تتعدى الحياة الثقافية والفكرية، على يد دورة الأفكار هذه، وتستمد منها أسباب الحياة والبقاء، وسواء اتخذت حركة انتقال الأفكار (...)
وكان جمال رقصها يكمن في تكامله: في الإحساس الذي تنقله إلينا بجسد مذهل في لدونته وتناسقه، جسد يتهاوج عبر سلاسل معقدة وإن كانت تزيينية من العوائق المصنوعة من الشاش والأحجبة والقلائد والأسلاك الذهبية والفضية، ما ألمع برق ثوبها وما أضبط ثباتها إذ تقف (...)
يواصل ياسر عرفات واعضاء سلطته منذ اسابيع التأكيد على انه سيعلن الدولة الفلسطينية في الرابع من أيار مايو المقبل. وبدا أولاً أن التأكيد يشكل تهديداً لاسرائيل، ولبنيامين نتانياهو بالذات، الذي يماطل منذ فترة في التوصل الى اتفاق على انسحاب اسرائيلي جديد (...)
أكتب هذه السطور بعد الاجتماعات المتواصلة التي عقدها قادة الفلسطينيين والاسرائيليين والأميركيين، وكلهم يعاني من الضعف بسبب الأزمات الداخلية، وأعلنوا بعدها عزمهم على اختتام مرحلة الاتفاقات الموقتة التي حددها اتفاق اوسلو. وكان من الضروري بالنسبة لهم (...)
الندوب لا تزال طرية، والجراح تنزّ، والماضي لا يزال حيّا في الذاكرة. مع ذلك ليس هناك اتفاق في العالم العربي حول ما تمثله اسرائيل لنا والطريقة الأصحّ لتعاملنا معها. حتى ان استعمال ضمير الجمع هنا، بما يوحي بوحدة في المواقف، ينطوي على قدر من المبالغة، (...)
استحوذت منطقتان في العالم العربي على اهتمامي خلال الاسابيع الاخيرة: الجزائر ولبنان. كان اسم الاولى في ما مضى مرادفاً للمقاومة المناهضة للاستعمار والصلابة المبدئية، فيما ارتبط اسم الثانية بالانفتاح والتنوع ومتعة الحياة. ومع ذلك فان كلا المنطقتين مرّ (...)
اوشك، وانا اكتب هذه السطور من كلكتا، على انهاء اول زيارة اقوم بها الى الهند، هذا البلد الذي شعرت نحوه دائماً بانجذاب كبير وكنت اطمح دائماً الى التعرف عليه. واذكر اني درست عن الهند عندما كنت صبياً في مدارس بريطانية في فلسطين ومصر، وقرأت روايات (...)
نظمت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الشهرية الفرنسية، بالاشتراك مع دورية "ريفيو ديتود باليستينيين" مجلة الدراسات الفلسطينية، ندوة بحثية في باريس الأسبوع الماضي وكنت من بين المشاركين. وإذ اعتبر الاعلان عن الندوة أنها تمثل اللقاء العلني الأول بين ما يسمى (...)
الان، وبعدما تأكد بوضوح أن اتفاق اوسلو هو كما كان فعلاً منذ البداية عملية "سلام" تعاني اختلالاً عميقاً ويتعذر تطبيقها، يحتاج العرب والاسرائيليون وانصارهم المتعددون والمتنوعون الى التفكير بوضوح اكبر بكثير وليس العكس. ويبدو ان بعض النقاط الاولية يطرح (...)
عاد دنيس روس الى واشنطن من رحلته الأخيرة الى الشرق الأوسط بالنتيجة المعتادة: لا تقدم، مهما كان ضئيلاً، في عملية السلام التي تحتضر. فقد رفضت اسرائيل اقتراحاً أميركياً متواضعاً بانسحاب جديد يشمل 13 في المئة من أراضي الضفة، ورفضت السلطة الوطنية الرفض! (...)
يفصل بين عبدالرحمن بن خلدون، المتوفى في 1406 عن 74 سنة، والفيلسوف جيامباتيستا فيكو من نابولي المتوفى في 1744، البحر الأبيض المتوسط وثلاثمئة سنة من الزمن. لكن المفكرين يعرضان تشابهاً مذهلاً في منظورهما للتاريخ، المنظور الذي لا يزال يعني لنا كثيراً (...)
يندر للصراعات في العالم الحديث، سواء كانت سياسية أم عسكرية، أن تتخذ صفة الثبات. فإذ يحدد طرف ما موقعه ويتمسك به، عليه ايضاً ان يستخدم المناورات والتكتيكات المتحركة كي يحمي ذلك الموقع. ويتصاعد التعقيد والحركية في الصراع كلما غلب عليه الطابع السياسي. (...)
الأميركيون، مثل غيرهم من الشعوب، منهمكون عادة في مشاكل حياتهم اليومية - العمل، كلفة تعليم الأطفال، القلق على المعاش - إلى حد لا يترك مجالاً للتفكير في الدور الكبير الذي تلعبه بلادهم في شؤون العالم. الصحيح أيضاً ان هذه القارة بعيدة تاريخياً وجغرافياً (...)
لأسباب يصعب علي فهمها لا يزال هناك لدى حكومات عربية بعض الامل في ان يبلغ نفاد صبر اميركا تجاه اسرائيل قريباً النقطة الحرجة، ليحفز اطلاق مبادرة جديدة مثيرة، وربما يستحث اخيراً جبروت الولايات المتحدة لتتصدى، بفاعلية، لتكتيكات رئيس وزراء اسرائيل (...)
تحتفل أوركسترا «الديوان الغربي - الشرقي» بالذكرى العاشرة على تأسيسها، وتحيي حفلتين موسيقيتين في لندن على مسرح رويال ألبرت هول الأولى في السابعة من مساء اليوم والثانية (أوبرا «فيدليو») في السابعة والنصف من مساء غد.
والأوركسترا كان أنشأها إدوارد (...)
تحتفل أوركسترا"الديوان الغربي - الشرقي"بالذكرى العاشرة على تأسيسها، وتحيي حفلتين موسيقيتين في لندن على مسرح رويال ألبرت هول الأولى في السابعة من مساء اليوم والثانية أوبرا"فيدليو" في السابعة والنصف من مساء غد.
والأوركسترا كان أنشأها إدوارد سعيد وقائد (...)
"في بعض الأيام، يُثقل الماضي كثيراً على القلب. لكنني أعاود الاستغراق فيه وأتذكر". تلك هي الكلمات الاخيرة، البسيطة والمؤثرة بعمق، في الكتاب الذي تستحضر فيه سيرين الحسيني ماضيها الفلسطيني والذكريات المقتطفة ? كما يقول الشاعر ? في هدأة إقامتها الحالية (...)
حين نتحدث عن أدونيس يكون حديثنا عن شاعر كبير ومتفرد، يدلل معظم النقاد على أنه رائد للشعر المعاصر استطاع أن يقود حركته الطليعية، وقد مكنه من ذلك تمتعه بملكات لغوية نادرة ووجدان أصيل. وبناء على هذا صار أدونيس مؤسساً لفن الشعر العربي بأسلوب لم يظهر له (...)
وأنا أعيد قراءة مجموعة من المقالات السياسية الاخيرة التي كتبها والدي تثير مشاعري حماسة رسالته والالتزام الذي تعبّر عنه، وهو شيء متأصل بقوة في الفلسفة الانسانية العلمانية التي ناصرها بلا كلل. وتترك تحليلاته لدى القارئ الانطباع العميق بأنه يتعامل مع (...)
تواصل "الحياة" نشر هذا المقال الطويل للبروفسور الراحل تلبية لرغبة سابقة من كاتبه، اذ كان نشره بالانكليزية في المجلة الادبية المتخصصة "راريتان" ربيع 2002 وتمنى لو أمكن ترجمته ليطلع عليه قراؤه العرب، وهو يتحدث عن اللغة العربية محللاً ومتذوقاً، لكنه، (...)
تنشر "الحياة" اليوم وغداً هذا المقال للبروفسور الراحل تلبية لرغبة سابقة من كاتبه، اذ كان نشره بالانكليزية في المجلة الادبية المتخصصة "راريتان" ربيع 2002 وتمنى لو أمكن ترجمته ليطلع عليه قراؤه العرب، وهو يتحدث عن اللغة العربية محللاً ومتذوقاً، لكنه، (...)
يجبر المنفى المرء على التفكير فيه ويا لها من تجربة فظيعة. انه الشرخ المفروض الذي لا التئام له بين كائن بشري ومكانه الاصلي، بين الذات وموطنها الحقيقي: فلا يمكن البتة التغلب على ما يولّده من شجن اساسي. واذا ما كان صحيحاً ان الادب والتاريخ يحفلان (...)
خلال الايام الاخيرة من تموز يوليو، افصح النائب توم ديلاي جمهوري من تكساس، وهو زعيم الغالبية في مجلس النواب ويوصف عادةً باعتباره احد الرجال الثلاثة او الاربعة الأقوى نفوذاً في واشنطن، عن آرائه في ما يتعلق بخريطة الطريق ومستقبل السلام في الشرق الاوسط. (...)
قبل تسع سنوات الحقت بكتابي "الاستشراق" خاتمة جديدة حاولت فيها توضيح ما قلته وما لم أقله في ذلك العمل، مركزا ليس فقط على المناقشات الكثيرة التي أثارها منذ صدوره في 1978، بل أيضا كيف أن هذا العمل الذي يدور على تصورات المستشرقين ل"الشرق" أثار تفسيرات (...)