رفضت الصين بشكل قاطع الادعاءات الأوكرانية التي تحدثت عن وجود «أعداد كبيرة» من المواطنين الصينيين يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي في الحرب الدائرة شرق أوكرانيا، ووصفت هذه المزاعم بأنها «لا أساس لها من الصحة على الإطلاق». وجاء الرد الصيني بعد تصريح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال فيه إن القوات الأوكرانية أسرت رجلين صينيين في منطقة دونيتسك، زاعمًا وجود «عدد أكبر بكثير» من الصينيين يقاتلون في صفوف الجيش الروسي. دور بناء وفي أول تعليق رسمي من بكين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، خلال مؤتمر صحفي، أن بلاده تلعب دورًا بناءً في دفع الحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وأضاف: «الحكومة الصينية تطلب دومًا من مواطنيها تجنّب مناطق النزاع، والامتناع عن المشاركة في أي عمليات عسكرية أو الانخراط في الأعمال القتالية لأي طرف كان». وأشار لين ضمنًا إلى أن أي صينيين تم أسرهم قد يكونون انضموا إلى القوات الروسية بشكل فردي دون تنسيق رسمي مع بكين. دعم دبلوماسي لا عسكري ورغم الدعم الدبلوماسي والاقتصادي الذي تقدمه الصينلروسيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022، بما في ذلك توسيع التجارة في مجالات الطاقة والسلع الاستهلاكية، لم تُسجل أي مؤشرات على تزويد بكينلموسكو بمقاتلين أو معدات عسكرية، بحسب التصريحات الرسمية. كما لم تتبنى الصين حتى الآن موقفًا عسكريًا مباشرًا في الحرب، واقتصرت على طرح خطة سلام لم تلقَ ترحيبًا دوليًا. وفي السياق نفسه، أفادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن واشنطن على علم بالتقارير التي تحدثت عن وجود مواطنين صينيين يقاتلون لصالح روسيا، ووصفتها بأنها «مقلقة». وأضافت أن الصين باتت «داعمًا رئيسيًا لروسيا» في حربها، مشيرة إلى أن نحو 80% من المواد ذات الاستخدام المزدوج التي تحتاجها موسكو لاستمرار القتال تأتي من الصين. استمرار المعارك وميدانيًا، تتواصل الحرب على جبهات متعددة، مع تحضيرات جارية لحملات عسكرية ربيعية وصيفية من كلا الطرفين. وبينما وافقت كييف على مقترح أمريكي بوقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، رفضت موسكو المقترح فعليًا. وفي تطور لافت، أعلنت أوكرانيا تعرض مدينة كراماتورسك في دونيتسك لهجوم واسع بطائرات مسيرة، أسفر عن إصابة فتاة ووالدتها وجدتها. وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت 55 طائرة مسيرة من طراز «شاهد» وطائرات وهمية خلال الليل. ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها أسقطت 158 طائرة مسيرة أوكرانية فوق 11 منطقة، مشيرة إلى أن الهجمات لم تسفر عن إصابات. كما تم تعليق الرحلات الجوية مؤقتًا في عدة مناطق روسية، بعد وصول طائرات مسيرة أوكرانية إلى منطقة أورينبورغ، الواقعة على بعد نحو 1200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. تعميق الفجوة ووسط هذه التطورات، تتصاعد التوترات بين بكينوواشنطن، التي تتهم الصين بتقديم دعم غير مباشر لاستمرار الحرب، ما يعمق الفجوة في العلاقات الثنائية المتوترة أساسًا بسبب ملفات التجارة والتكنولوجيا والمنافسة الجيوسياسية. مسار الحرب بين روسياوأوكرانيا (2022 - 2025) 1. البداية • 24 فبراير 2022: روسيا تبدأ غزوًا شاملًا لأوكرانيا. • الأهداف المعلنة: «نزع السلاح والنازية» من أوكرانيا، بحسب الكرملين. • الواقع: قتال عنيف وواسع النطاق على جبهات متعددة. 2. العام الأول (2022) • سيطرة روسية على مدن كبرى في الشرق والجنوب (خيرسون، ماريوبول). • مقاومة أوكرانية شرسة بدعم غربي عسكري واقتصادي. 3. العام الثاني (2023) • هجوم مضاد أوكراني: تحرير مساحات من خاركيف وخيرسون. • روسيا ترد: حملة ضربات صاروخية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. 4. العام الثالث (2024) • حرب استنزاف: لا تغييرات إستراتيجية كبيرة. • تصعيد نوعي: هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة. • أوكرانيا تتلقى دعمًا غربيًا متزايدًا، ولكن بوتيرة أبطأ. 5. مطلع 2025 – الوضع الحالي • جبهات القتال ثابتة تقريبًا: خط اشتباك بطول 1000 كم. • تصعيد جوي: • روسيا تطلق عشرات المسيّرات والصواريخ يوميًا. • أوكرانيا تردّ بهجمات داخل الأراضي الروسية. • مخاوف من تدخلات خارجية جديدة: • أسر مقاتلين أجانب (من الصين وكوريا الشمالية). • توتر أمريكي – صيني بسبب دعم غير مباشر لروسيا. 6. المبادرات السياسية • اقتراح أمريكي: هدنة 30 يومًا – رفضتها موسكو. • خطة سلام صينية: رفض غربي وأوكراني لها.