يواصل معرض "فنّ المملكة" استقبال الزوّار في محطته الثانية بمدينة الرياض، ويستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه في أولى محطاته الدولية بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، والذي أُقيم في القصر الإمبراطوري بالتزامن مع قمة مجموعة العشرين في نوفمبر 2024، واستقطب خلالها أكثر من "26" ألف زائر خلال شهرين، وحظي بإشادة واسعة من النقاد والجمهور. حيث يُجسّد المعرض التزام هيئة المتاحف بدعم الفنانين السعوديين وتعزيز حضورهم الدولي، كما يعكس دور المتحف السعودي للفن المعاصر في تمكين الفنانين، وترسيخ مكانة المملكة كمركز للابتكار الفني والممارسات الثقافية المتجددة، انطلاقًا من دور هيئة المتاحف في تعزيز الأشكال الجديدة من التعبير الإبداعي ودعم الفنانين، ويحتفي "فنّ المملكة" بالمشهد الفني السعودي المعاصر، مقدّمًا رؤى إبداعية متنوعة تعكس ثراء الهوية الثقافية للمملكة وتُبرز التحولات التي تشهدها الساحة الفنية. الفن في عصر الصورة والمعلومة.. في زمن تتسارع فيه التقنيات وتتدفق فيه الصور والمعلومات من كل حدب وصوب، في مشهد بصري متسارع يفتقر أحيانًا إلى التماسك والدقة، ينطلق معرض "فنّ المملكة" من تساؤلين جوهريين: * هل يمكن للفن المعاصر أن يُعبّر عن الثقافة؟ * كيف تساهم الفنون البصرية في إعادة بناء السرديات حول المجتمع والذاكرة، وتفكيك الماضي وإعادة تشكيل الحاضر؟ وتُمثل هذه التساؤلات خلفية فكرية للمعرض، تسعى الأعمال من خلالها إلى التفاعل مع واقع متغير، والبحث عن أدوات بصرية جديدة تسمح بإعادة طرح الأسئلة حول المجتمع والهوية، لا الاكتفاء بإجابات جاهزة. هوية فنية وتحولات معاصرة.. ويستلهم المعرض فكرته من العلاقة المتشابكة بين الفن والهوية، حيث يسلّط الضوء على تحولات المشهد الفني في المملكة، متتبعًا المسارات التي شكّلت تجربة الفنانين السعوديين، من الارتباط بالتراث والتقاليد المحلية إلى التفاعل مع القضايا الراهنة والتطورات التكنولوجية الحديثة. ويقود المعرض الزوّار في رحلة عبر قصص الماضي وأحلام المستقبل، ورغبات النفس وتخيلات الفكر، في سياق بصري يعكس الانفتاح على التجريب والبحث. حيث يشارك في المعرض 17 فنانًا سعوديًا بارزًا، هم: مهند شونو، لينا قزاز، منال الضويان، أحمد زيداني، معاذ العوفي، أحمد ماطر، عهد العمودي، شادية عالم، فيصل سمرا، أيمن يسري ديدبان، دانيا الصالح، فلوة ناظر، سارة إبراهيم، أحمد عنقاوي، ناصر السالم، بسمة فلمبان، وفاطمة عبد الهادي. وتتنوّع الأعمال المعروضة بين اللوحات الزيتية، والمنحوتات، والأعمال التركيبية، والفيديو، في مشهد فني يعكس التفاعل بين الموروث والحداثة، ويستكشف الوسائط الإبداعية الحديثة التي باتت تشكل جزءًا من ممارسات الفنانين المعاصرين. وقد صُمم مسار المعرض ليُجسّد المشهد الثقافي المشترك بين الفنانين، وفي الوقت ذاته يعكس وجهة نظر كل فنان وهويته المتفرّدة، ما يمنح الزوّار تجربة بصرية تتسم بالتنوّع والاتساق معًا. بأساليب جمالية ومواد متنوّعة، تنسج الأعمال المعروضة حكاية عن التاريخ والذاكرة والتقاليد الثقافية للمملكة، وتعمّق من فهم الزائر لأفكار متشابكة ومواضيع معقّدة، من خلال تأملات ترتقي به إلى آفاق جديدة من المعرفة. ويتناول المعرض موضوعين رئيسيين: "الصحراء، باعتبارها رمزًا للرحابة واللانهاية والحياة"، "خصوصية التقاليد الثقافية وتطور الثقافة البصرية من الماضي إلى الحاضر". ويتقاطع هذان الموضوعان مع مفاهيم مثل: الذاكرة، الوعي البيئي، الأصول، والهوية، لتقديم طيف من الأسئلة العميقة التي تعكس تاريخ المملكة، وتاريخًا أثرته الإبداعات الفنية وأغنته القضايا المعاصرة، حيث تتميّز النسخة الثانية من المعرض، المُقامة في المتحف السعودي للفن المعاصر، بأنها تضم أعمالًا فنية جديدة لم تُعرض في البرازيل، وقد صُمّمت خصيصًا لهذه المحطة، ما يوفّر للزوار تجربة بصرية حصرية ومختلفة. محطة قادمة في بكين.. ومن المؤكد سينتقل المعرض بعد ختامه في الرياض، إلى المتحف الوطني الصيني في بكين، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين. يذكر أن معرض "فنّ المملكة" يستمر حتى "24 مايو" المقبل، في المتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس.