تنشر "الحياة" اليوم وغداً هذا المقال للبروفسور الراحل تلبية لرغبة سابقة من كاتبه، اذ كان نشره بالانكليزية في المجلة الادبية المتخصصة "راريتان" ربيع 2002 وتمنى لو أمكن ترجمته ليطلع عليه قراؤه العرب، وهو يتحدث عن اللغة العربية محللاً ومتذوقاً، لكنه، كالعادة، يعرّج على السياسة والسياسيين عرباً وأجانب. كلمة "الفصاحة" أو "البيان" لا تستعمل كثيراً اليوم، بمعنى تلك الممارسة اللغوية المتميزة كتابة أو شفاهاً، لكن خصوصاً شفاهاً، تلك المهارة في استعمال الكلمات التي قد تأتي في جزء منها من موهبة ذاتية، لكن أيضاً مع قدر من التطوير والتهذيب الذي يجعل "الفصيح" أو "البليغ" مالكاً شيئاً لا يمتلكه الآخرون. مما يخطر على البال فوراً عند الكلام على الفصاحة فن الخطابة، وأيضاً قوة الذاكرة. وقد برزت العلاقة بين الاثنين في تلك الدراسة اللامعة لفن التذكر التي قدمتها الراحلة فرانسيس ييتس، كما أبرزت تلك الدراسة تلاشي هذه المهارة الى حد الانقراض تقريباً، أو على الأقل انها لم تعد مادة للدرس. وقد تساءلت أحياناً كثيرة عمّا اذا كانت هناك علاقة ضمنية بين شغفي ب"الفصاحة" وتأثري العميق بالفيلسوف الايطالي من القرن الثامن عشر جيامباتيستا فيكو، الذي عمل في جامعة نابولي استاذاً لعلم البلاغة، مختصاً منه بمادة "الفصاحة". عندما يقرأ المرء كتابات فوكو المبكرة اليوم - وقد تبدو الى حد ما مضحكة في بدائيتها، قبل اصدار مؤلفه "العلم الجديد" في 1725 - يلاحظ أن غالبيتها دراسات فيلولوجية وتاريخية تتناول كيفية استعمال الأقدمين اللغة في أشكال قابلة للتفصيل والتدقيق. وكانت الدراسات الانسانوية للغة لأجيال بعد أجيال تتطلب معرفة بالبلاغة وعلم البديع بكل عناصره في التشبيه والمجاز وغيرهما، وبقيت تدرس الى ما قبل ثلاثة أو أربعة عقود في مادة الانشاء في الكليات أو حتى الثانويات، اضافة الى المناهج التي سعت الى تعليم الطلبة كيفية قراءة الأدب وتذوقه بحسب استخدامه لتلك الأشكال البلاغية، التي كان لكل منها اسمه الخاص واستعمالاته التي نشأت مع الحاجة الى الخطابة من النوع الذي مارسه فوكو ودرسه وقلّده. ولا شك في ان استعراض المهارة وتفرد الأداء الكلاميين جزء لا يتجزأ من الفصاحة، على رغم تحذير علماء البديع، من بينهم فوكو، من التحذلق والفخامة الفارغة التي لا تخدم إلا ذاتها، أي استعمال المهارة اللغوية للتسلط على المستمع، وهو بالتأكيد ليس من الفصاحة الحقيقية في شيء. وفي سيرته الذاتية يقول فوكو عن أفكاره حول الفصاحة: "اهتم فوكو أشد الاهتمام في تعليمه موضوعه بتقدم الشباب وفتح أعينهم وتجنيبهم الانخداع بالمعلمين المزيفين، ولم يكترث بعداء المتحذلقين. ولم يبحث أبداً في القضايا التي تخص الفصاحة الا متعلقة بالحكمة، بل كان يقول إن الفصاحة ليست سوى الحكمة عندما تتكلم، وأن مهمة كرسيّه أي كرسي البلاغة في الجامعة هي توجيه العقول وايصالها الى الشمولية، وأن غيره مهتمون بهذا الجزء أو ذاك من المعرفة، لكن مهمته تعليمها ككل متكامل يتناسق فيه كل جزء مع الأجزاء الأخرى، ويأخذ معناه منها. ومهما يكن الموضوع فهو يبين في محاضراته كيف ان الفصاحة تحييها روح مفردة تستمد الحياة من كل العلوم التي لها أي علاقة به". ص 198 - 199 هذا المنظور العضوي للفصاحة يستبق اهتمام الرومانسيين بالشكل الشعري، موضوع الكثير من كتابات كوليردج، عن دور المخيلة، اضافة الى اهتمامات مماثلة من معاصريه الألمان مثل الأخوين شليغل. لكن اهتمام فوكو كان تاريخياً الى حد كبير، أو على الأصح هو تاريخي ومعاصر في الوقت ذاته. وأعتقد ان ما مكّنه من ذلك كان اعتماده على معرفة طلبته بلغة قديمة غير محلية، أي اللاتينية. وربما كان من بين أسباب فقداننا القدرة على فهم "الفصاحة" وتذوقها، وكم تبدو موضة قديمة اليوم، هو التوقف عن تدريس اللاتينية في معاهدنا أو اعتبارها شرطاً ضرورياً لتعليم جامعي متكامل. من هنا لا احد يحاول حتى تقليد تلك النبرة اللاتينية الفخمة التي نجدها عند الدكتور جونسن أو بيرك، الاّ ربما على سبيل التقليد الكاريكاتوري الهازل. والأرجح ان هذا هو السبب في التركيز بدل ذلك على التواصل والاقناع الفوري والقدرة على "تسويق" الأفكار، وأيضاً السبب في أن اسلوب خطباء الجنوب الأميركي مثل باربرا جوردان وبيلي غراهام، بما فيه من تكلف وتفخيم، يبدو مبالغاً وغير مناسب، وكأنهم يحاولون التعبير عن شيء ما من دون امتلاك الخلفية المناسبة أو المستمعين المناسبين لذلك. ان ذلك النموذج في قدمه، اضافة الى صعوبة تناوله من دون الكثير من الانضباط الفكري ومعرفة قواعده، يلقي الضوء على أنماط الأداء الكلامي البالغة الزخرف والتعقيد التي اعتبرها فوكو ومعاصروه "فصيحة". لكن هناك ما يقرب من المعادل لكل هذا في الممارسة الكتابية والشفاهية العربية - اللغة التي تعتبر في أميركا حالياً، للأسف، قضية خلافية مخيفة لأسباب محض ايديولوجية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالطريقة التي تعاش وتستعمل بها تلك اللغة من جانب متكلميها. ولا أعرف من أين جاء هذا التصور للعربية كلغة تعبر عن عنف بشع يستعصي على الفهم. لكن لا بد من ان للموضوع بعض العلاقة بكل أولئك "الأشرار" في أفلام هوليوود في الأربعينات والخمسينات، بعمائمهم وتشفِّيهم السادي بضحاياهم، وأيضاً للهوس بالارهاب من دون أي ذكر آخر للعرب غيره في الاعلام الأميركي. لكن الواقع هو ان مفهوم المثقف العربي في أنحاء العالم العربي أقرب الى ما كان يعرفه أو يتكلم عليه فوكو منه الى عالم الناطقين بالانكليزية. ويعود التقليد الأدبي العربي في البلاغة والفصاحة الى ألف سنة... الى كتّاب عباسيين مثل الجاحظ والجرجاني وضعوا مخططات مذهلة التعقيد ومدهشة في حداثيتها لفهم البلاغة وأصناف البديع. لكن كل اعمالهم قامت على اللغة في شكلها الكلاسيكي المكتوب وليس على اللغة المحكية. وفي حال الأولى فهي تخضع لسيطرة القرآن، وهو في الوقت نفسه الأصل والنموذج لكل ما جاء بعده وهو كثير بالطبع. ان هذا بحاجة الى الايضاح، فهو كما اعتقد غريب تماماً على مستعملي اللغات الأوروبية الحديثة حيث نجد ما يقرب من التطابق بين اللغة المحكية والمكتوبة، وحيث فقد النص المقدس سلطته اللغوية تماماً. يتكلم كل العرب بلهجات محلية تتفاوت الى حد كبير بين منطقة وأخرى. إلا أن اللغة المكتوبة تختلف عن الكل، وسأعود اليها بعد قليل. لقد نشأت في أسرة تتكلم بخليط من اللهجات الفلسطينيةواللبنانية والسورية. وهناك فروق طفيفة بين هذه بما يكفي لأي مشرقي كي يعرف أن المشرقي الآخر أمامه يأتي من القدس أو بيروت على سبيل المثال، لكنها لا تعوق التواصل المباشر والسهل في ما بينها. لكنني بحكم ذهابي الى الدراسة في القاهرة وقضائي مطلع شبابي فيها صرت اتكلم اللهجة المصرية بطلاقة أيضاً، وهي أسرع وأكثر الماحاً بكثير، وأجمل كما اعتقد، من اللهجات التي نشأت عليها بين الأسرة والأقارب. وقد أتيح للهجة المصرية أن تكون الأوسع انتشاراً في العالم العربي بفضل السينما المصرية، والمسرحيات الاذاعية، والمسلسلات التلفزيونية في الآونة الأخيرة. وأتذكر ان نظرائي في السن في لبنان أو فلسطين تمكنوا دوماً من اداء الاغاني والقفشات الكوميدية المصرية بسهولة، وإن لم يبلغوا مستوى المصريين أنفسهم في سرعة التعبير وروح النكتة. في السبعينات والثمانينات، وتحت تأثير الفورة النفطية وقتذاك، بدأ انتاج المسرحيات التلفزيونية في أماكن أخرى، وبالعربية الفصحى، لكنها لم تنجح إلا نادراً. ولم تقتصر مشكلة هذه المسرحيات على كونها في غالبيتها تاريخية ثقيلة الظل، واعتبرت بذلك مناسبة لذوق المسلمين الملتزمين وكذلك المسيحيين المحافظين الذي لا يرتاح الى خفة الأفلام المصرية وانطلاقها، بل تقصد صانعوها ان تكون "مفيدة" للمشاهد، وفي شكل ممجوج، على الأقل بالنسبة إلي. ويمكن هواة تقليب "الريموت" اليوم أن يروا حتى أن أكثر المسلسلات المصرية بدائية أمتع بما لا يقاس من تلك المسرحيات الكلاسيكية. ويقتصر هذا الانتشار الآن على العامية المصرية. فلو انني حاولت فهم جزائري يتكلم بلهجته لن أفهم منه ما يذكر، نظراً الى الفارق الكبير في اللهجة والتعبير كلما ابتعدنا من شاطئ شرق المتوسط. وينطبق الشيء نفسه بالنسبة إلي على الكلام مع عراقي أو مغربي أو حتى خليجي. بالمقابل فكل نشرات الأخبار وبرامج النقاش والأفلام الوثائقية، ناهيك عن الاجتماعات والندوات والخطب في المساجد أو الاجتماعات السياسية، اضافة الى اللقاءات اليومية بين أشخاص بلهجات متباينة، تستعمل العربية الفصحى، وإن في شكل حديث مخفف يمكن فهمه في كل انحاء العالم العربي من الخليج الى المغرب. السبب هو أن الفصحى - مثل اللاتينية في علاقتها التي استمرت الى ما قبل قرن باللغات الأوروبية المحلية - أدامت حضورها الحيّ كاللغة المشتركة للانتاج الأدبي على رغم حيوية اللهجات المحلية الكثيرة، لكن المحصورة بمحليتها عدا اللهجة المصرية كما ذكرنا. اضافة الى ذلك، فإن اللهجات لا تملك المخزون الأدبي الهائل الذي للفصحى، على رغم شغف كل بلد عربي، على سبيل المثال، بشعره العامي وكثرة تداوله، ولو انه يقتصر على متكلمي تلك اللهجة المعينة. ونجد حتى الكتاب المعروفين على نطاق العالم العربي يستعملون الفصحى الحديثة في غالب الأحيان، من دون لجوء الى العامية إلا لتقديم نتف من الحوار. هكذا نجد عملياً ان لكل متعلم ومثقف ازدواجاً في الشخصية اللغوية. ومن المألوف تماماً، على سبيل المثال، التحادث بالعامية مع مراسل تلفزيوني أو صحافي قبل بدء المقابلة، ثم الانتقال الى الفصحى الحديثة، بطابعها الرسمي والمجامل أثناء المقابلة، مثلاً، ان تنتقل من "شو بدّك؟" باللهجة اللبنانية أو الفلسطينية، الى "ماذا تريد؟" بالفصحى. علينا ان نلاحظ ان المشكلة ليست في عدم وجود علاقة بين الدارجة والفصحى. فالحروف في حالات كثيرة هي نفسها، وكذلك نظام الجملة عموماً، لكن هناك تبايناً كبيراً في الكلمات والتلفظ، لأن الفصحى أو العربية "المثقفة" الموحدة تزيل كل أثر للهجات المحلية، لتبرز وسيلة مرنانة دقيقة التنغيم مع رفعة في التعبير وقدر كبير من التصريف، ما يمكنها من التوصل الى مستوى رفيع من الاناقة اللفظية التي قد تبدو أحياناً كثيرة، وليس دوماً، وكأنها وصفات جاهزة. واذا أُحسن استعمالها فلا مثيل لها في دقة التعبير وللطريقة المذهلة التي تتغير فيها الحروف ضمن الكلمة الواحدة، خصوصاً في نهايتها، لتقول شيئاً متميزاً مختلفاً. انها أيضاً لغة لا مثيل لها من حيث مركزيتها بالنسبة الى ثقافتها، كونها، بحسب ياروسلاف ستيكتيفتش، مؤلف أفضل كتاب حديث عنها، "ولدت مثل فينوس بكامل جمالها، وحافظت على ذلك الجمال على رغم كل مخاطر التاريخ وتخريب الزمن... وبالنسبة الى الطالب الغربي... توحي العربية بفكرة التجريد الرياضي. فالنظام المتكامل للحروف الصامتة الأصلية الثلاثة وأنواع الأفعال المستمدة منها بمعانيها الأساسية، والتكوين الدقيق لاسم الفعل واسمي الفاعل والمفعول... هذه كلها تتسم بالوضوح والمنطقية والنظامية والتجريد. انها لغة تشابه الصيغة الرياضية". لكنها أيضاً جميلة كتابياً، ومن هنا استمرار الموقع المركزي لفن الخط في العربية، ذلك الفن البالغ التركيب والتعقيد، الذي ينحو دوماً نحو النقش والزخرفة أكثر مما للتعبير النصّي. مع ذلك لم أعرف في حياتي سوى شخص واحد لا يتكلم غير الفصحى، وهو عالم سياسة وسياسي فلسطيني كان الأطفال يصفونه بأنه "الشخص الذي يتكلم مثل كتاب"، وأحياناً أخرى "الرجل الذي يتكلم مثل شكسبير". وهذا الأخير يرمز الى العرب الذين لا يتقنون الانكليزية - قمة الانكليزية الكلاسيكية - وهو بالطبع لم يكن كذلك، اذ تمتلئ مسرحياته بالمهرجين والفلاحين والبحارة والصيّاع المثال الأفضل على الانكليزية الكلاسيكية هو ميلتون، بلغته الجادّة المرنانة. وكان كل أصدقاء هذا الأكاديمي الفلسطيني يسألونه اذا كان يغازل بالفصحى وهو ما يبدو مستحيلاً لأن الدارجة هي اللغة الحميمية، لكنه لم يجب إلا بابتسامة غامضة. وهناك في شكل من الأشكال اتفاق يحكم نوع العربية التي نستعمل، وفي أي مناسبة، والى أي حد الخ... وفي المراحل المبكرة من الحرب في أفغانستان كنت أشاهد قناة "الجزيرة" لما فيها من نقاشات وتقارير اخبارية لا يقدمها الاعلام الأميركي. وأثار اهتمامي دوماً، بغض النظر عن المحتوى، مستوى الفصاحة العالي لدى الأطراف المتصارعة، حتى المكروهة منها، من ضمنهم اسامة بن لادن. فهو يتكلم بهدوء وطلاقة، من دون تردد أو خطأ نحوي، ولا بد من ان ذلك من عوامل تأثيره في كثيرين. كما ان هناك، على مستوى أقل، متكلمين من غير العرب، مثل برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار، ليس لهم لهجات محلية بل يستعملون الفصحى المستمدة من القرآن بطلاقة. لا يعني هذا ان ما يعرف اليوم ب"العربية الحديثة" الموحدة يشابه تماماً لغة القرآن قبل 14 قرناً، لأن لغة القرآن، على رغم الاستمرار في دراستها في كل مكان بالطبع، بعيدة من لغة التعامل اليومي، وتختلف في فصاحتها وتساميها عن النثر الحديث الأبسط من حيث التعبير. فقد جاءت الفصحى الحالية في الدرجة الأولى نتيجة عملية تحديث مثيرة بدأت في مرحلة النهضة في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وقام بها الى حد كبير مثقفون سوريون ولبنانيونوفلسطينيون ومصريون الكثير منهم من المسيحيين أخذوا على عاتقهم مهمة ادخال العربية الى عالم الحداثة وتبسيطها واستعمال مصطلحات حديثة لم تكن موجودة فيها في مرحلتها الكلاسيكية مثل "قطار" و"شركة" و"ديموقراطية" و"اشتراكية"، واستخراج مخزونها الهائل من القدرات من خلال القياس وهو موضوع يقدمه ستكتيفتش في شكل رائع، اذ يبرهن بتفصيل دقيق كيفية استخدام النهضويين قواعد الاشتقاق لإغناء منظومة اللغة بكلمات ومفاهيم جديدة من دون الإضرار بتلك المنظومة. وهكذا فرض هؤلاء على الفصحى مفردات جديدة تصل نسبتها في الفصحى الحديثة الى 60 في المئة. وقادت حركة النهضة الى التحرر من النصوص الدينية، وأدخلت ضمناً علمانية جديدة في كتابة العرب وكلامهم. لذا، فلا أساس للشكاوى في "نيويورك تايمز" من "الفيلسوف الأحمق" توماس فريدمان والمستشرق المنهك برنارد لويس، اللذين يكرران التعويذة القائلة إن الاسلام والعرب بحاجة الى اصلاح ديني على غرار الاصلاح البروتستانتي، لأن معرفتهما بالعربية سطحية، وليس لهما أي اطلاع على كيفية استعمالها من جانب العرب، حيث نجد انها تحمل في كل ثنية من ثناياها، فكراً وممارسة، أثر الاصلاح. ونجد هنا تكراراً لهذا الهراء حتى من بعض العرب الذين اضطروا لهذا السبب أو ذاك الى مغادرة العالم العربي في مرحلة مبكرة من العمر، فيما يعترفون في اللحظة ذاتها بافتقارهم الى أي معرفة جدية بالفصحى.