نورة بنت سعد السراء «أم خالد الباحوث» سيدة جوادة، كريمة، جليلة المقام ورفيعة القدر، سادت على الجود عمرها كله، إلى أن جاد بها المرض فرحلت إلى مستقر يليق بطهرها،
لقد كانت الدنيا بوجودها أحن، لقد كانت ألطف، وبرحيلها نقص شيء من عذوبة الحياة (...)
(محمد عصام الخميس) شاب ذو ال27 ربيعاً، توفي في حادث مروري شنيع، (محمد) محبوب ومعروف لا يعرّف.
اختار أن يكون زاهداً بعلمه فشاركه مع كل الناس، اختار أن يكون مؤثراً وهكذا كان ولا زال. إن البعض منّا يعيش الحياة طولاً، يعيش طويلاً، يعيش عادياً ويموت (...)
في السابق كان الأطفال يلعبون لعبة تُدعى (تليفون خربان)، لم يعد أحد منهم اليوم يلعبها، كان تكنيك اللعبة أن يتم في البدء اختيار كلمة بشكل عشوائي من قِبل أحد الأفراد، ومن ثم يتم تناقلها همساً بين فريق اللعبة المتحلق. كل منهم ينقل الكلمة إلى أذن من هو (...)
كانت ساحات الحروب وطرق التجارة تعجان برغبات الانتصار والربح، وكذلك بالحسرات نتيجةً للأوبئة المنبعثة والمنتشرة منهما، وحصيلةً لذلك فقد فتك وباء الطاعون والجدري بعشرات الملايين من البشر من قديم الزمان، ففي أثينا قبل الميلاد على سبيل المثال قتل وباء (...)
العالم كله والناس أجمعون توّاقون إلى النجاح، لا أحد يطيق الفشل؛ ولهذا الكل يطلق ساقيه لتيار الريح المعاكس لهبوب الهزيمة.
مئات الكتب، المحاضرات، الدروس والحكم عن النجاح وأدبياته وطرقه وكيفية الوصول إليه، قصص وسير الناجحين تتداول بانهمار وتروى لينتعش (...)
كلف التقدم البشر فاتورة باهظة ومكلفة جداً، حيث لم يكن أمام تضورهم من ظمأ التفوق مفر من دفع ما يطلبه مارد التفوق مهما كلف الأمر، وهذا كي ينالوا الشعور بالقوة والعظمة والتمكن، فيقول لنا التاريخ والأرقام درجة الولع البشري للغلبة والاعتلاء على الأرض (...)
حين تتلقى اتصالاً ستتمكن على الفور من تمييز ما إذا كان المتصل قريبك أم لا، وأيضاً ما حالته المزاجية من نبرة صوته. وحين تلتقي بشخص من مصر ستتمكن من تمييزه عن الآخر من سورية، وهذا يعني أنك تمتلك أذناً موسيقية منذ ولادتك ولديك القدرة على الإدراك (...)
لا شيء من الأفكار يظهر وينبثق من العدم، فكل ما يظهر ويحصل الآن هو نتاج تراكمي لتاريخ طويل ومعقد من المعرفة والأفكار.
فالأدب والفلسفة والنهضة الفكرية وتطور الثقافة والذهنية البشرية ما هي إلا نتاج لأعمال مفكرين وكتّاب دونت وحفظت أفكارهم في مخطوطات (...)
رجل الأمن السعودي يعلم عن سر ويحمله كنجمة خفية على كتفيه، رتبة ترشقها نفحة مباركة من مكة، ففي كل العالم هناك أمن لكن رجال أمن الحج مختلفون وملهمون مسؤوليتهم حفظ الروحانية، سلامة الخشوع من التبعثر، اكتافهم وسائد لمن أغشاه الإعياء.
في الصور الملتقطة (...)
«سن الخمسين سن الغرائب سن صحوة الضمير أو موت الضمير سن قدوم الشيخوخة أو عودة المراهقة سن الزوجة الجديدة»..
الدكتور مختار رواية (7) د. غازي القصيبي
وماذا عن خمسين الزوجة، عن منتصف عمرها وأزمته، الخمسين التي توقف ضوء عينيها عن الانسكاب على كتب أطفالها (...)
جرف سيل الثورة التكنولوجية والصناعية المشاعر الأوروبية وحذفها خلف أكوام العلوم والتقنية، منكمشة بصرامة التنظيمات والقوانين وخاضعة للعقلانية العالية، حيث يقول الفيلسوف الفرنسي «ميشيل لكروا» في كتابه «عبادة المشاعر»: إن الحالة النفسية لسنوات الخمسينات (...)
تقول الكاتبة الأميركية (سو غرافتون): «الكتابة عمل مرهق مشوب بالتوتر. نظريتي هي: إذا كنتُ غير مسيطرة على جانبي المظلم - خيباتي، مخاوفي، تخبطاتي التي يبدو أنه مقدر لي خوضها كل يوم - فستدمر عواطفي السلبية قدرتي على الكتابة».
قد تنفرط مسبحة الكاتب في أي (...)
حدثت كارثة عام 1989م في مباراة ليفربول ضد نوتنغهام راح ضحيتها الكثير من الأرواح بسبب تقصير الشرطة وتحميل الجماهير المسؤولية. إلا أن تلك الحادثة لم يأخذها الوقت وتتلاشى، فرئيس الوزراء البريطاني الأسبق خرج على العلن واعتذر قائلاً: «باسم الحكومة (...)
تشهد المملكة ويشهد لها العالم زمناً مختلفاً وتغيراً مذهلاً، لم تخطر سرعته وحجمه على بال أحد، ومن لا يدرك التغيير المحتم حدوثه هنا، ومن يمر عليه مرور الكريم المبتهج، دون أن يحلله أو يقرؤه جيداً، لن يتمكن من هضمه كم يستحسن، وبالتالي لن يقدر على التنعم (...)
وصف أمين معلوف الرأي العام بالعملاق النائم، وسعيد تقي الدين بالبغل وعباس محمود العقاد بالفيلماني الغاشم أي عظيم ضخم الجثة، كناية عن جبروت الجمهور وطغيانه، الذي لا يمكن أن تتعرف عليه إلا كتلة مجتمعه ولا يمكنك تبين أفراده وعناصره المفردة حيث تذوب (...)
"كنت أمشي في الطريق بصحبة صديقين، وكانت الشمس تميل نحو الغروب، عندما غمرني شعور مباغت بالحزن والكآبة. وفجأة تحولت السماء إلى لون أحمر بلون الدم. توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية من فرط إحساسي بالإنهاك والتعب.
واصل الصديقان مشيهما ووقفت هناك (...)
في التسعينات أذكرُ موعظةً كانت تُقَص على الناس، وكانت بالتحديد من نوع الخيال العلمي (Sci-Fi)، تعضهم وتحذرهم من ويلات الوقوع في الآثام، حتى لا تكون عاقبتهم مشابهة لذاك الرجل، الذي ارتكب إثما فلازمته رائحة كريهة منفرة تنبعث من مسام جلده، ذلك الرجل لم (...)
حين أعيد قراءة آيات حكاية النبي موسى عليه السلام وعبدالله الذي أتاه رحمة وعلمه الله من لدنه علماً في سورة الكهف، حينما قايضه موسى توقاً إلى المعرفة، العلم مقابل إتباعه، أجابه مدركاً أن الصبر شرط للمعرفة: (إنك لن تستطيع معي صبرا)، وكيف له أن لا يخنق (...)
"إذا رغبت في شيء ما، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغباتك"
هذه المقولة وردت في الرواية الشهيرة الخيميائي، وكذلك أيضاً تلهج بها وبما هو مثلها ألسنة وأفئدة رواد سوق التفاؤل، وتصدح حناجر الباعة لِتسويقها، حيث أصبح التفاؤل أو الإيجابية إحدى أهم السلع (...)
لو كان باستطاعتي أن أدلي بصوتي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لما تأخرت دقيقة واحدة في انتخاب المرشحة (هيلاري رودهام كلينتون) لسبب واحد فقط، ألا وهو التخفيف من درجتي التباين والتذبذب العميقة والمحيرة في دور المرأة على خشبة المسرح السياسي والحقوقي (...)
عبدالله بن عبدالعزيز إنسان غير عادي، رحيله غير عادي، فقده غير عادي.. مصابنا فيه جلل!
نزلت من سماء تلك الليلة وفود من الملائكة، تربت على الأكتاف وتربط بفتلة عزاء على قلب، من قلوب أمة، وشعب، وعائلة، مثقلة بحزن لم تجتمع عليه كما اجتمعت على موته، (...)
! لو لم أكن أنا.. من سأكون! لربما قد أكون (فتحية) من السودان محاضرة في جامعة الخرطوم، أو قد أكون (لي) بائعة خضار في سوق فيتنام الشعبي، أو أكون صبياً كينياً يدعى (أديسولا) غذائي عصيدة وافترش التراب والتحف القش.
وقد أكون أنا من وضعت نظرية النسبية وليس (...)
في رحلتي الصيفية الأخيرة زرت مدينة ألمانية تدعى قارمش "Garmisch"، لم أكن قد قرأت عنها، ولم يرافقني دليل سياحي، ليحكي لي عن تاريخها وبماذا تشتهر، وعن عادات وتقاليد أهلها.
تجولت أنا الغريبة في مدينة أجهل كل شيء عنها عدا اسمها، إلا اني سرعان ما تكشفت (...)
تقول وهي تتأمل صورة ملهمتها (كاثرين الكبيرة) المرتكزة على مكتبها: «فجأة رأيت نفسي أجلس إلى طاولة مع كل الناس الذين كنت أراهم عبر شاشة التلفزيون فقط» كان هذا حديث المرأة التي تحكم الدولة الأصعب في أوروبا، بل ملكة أوروبا غير المتوجة المستشارة (...)
"عندما يتحدث إليك الناس يخرج من أفواههم قطع من هيجل وهايدجر أو ماركس، في حالة أولية غير مصاغة جيداً.."
كان هذا جزء من حديث "علي عزت بيجوفيتش"، عن من يظنون أن القراءة المبالغ فيها تخلق الذكاء أو حتى توسع المدارك وتنهض بالوعي، وذلك ليس صحيحا بالضرورة (...)