خلال خمسة وعشرين عامًا مضت كنت أركض وراء رغبة وهدف تمنيته كما لم أتمن شيئًا في حياتي، ولم أحصل عليه حتى الآن، الفرق هو أني لم أعد أرغب به لا لسوء فيه، بل لقناعتي بأنه لم يكن لي يومًا خير فيه ولم يكن خيرًا لي. سألت الله كثيرًا أن يعطيني إياه، لكن (...)
كم من خديعةٍ هشمت أضلاع ثقتنا بأنفسنا، وكم من خيبةٍ مكنَّاها من قلوبنا ففطرتها. تجاوز الخيبات فن، وإتقانه يتطلب مهارة عالية، لا نحصل عليها عادةً إلا بكثرة التجارب، واتقاد الوعي. في إحدى تغريداتي على تويتر أدرجت - على سبيل جسّ النبض - استطلاعًا لآراء (...)
ليس من السهل عليك أن تهذب نفسك وتصبح وصيًا حازمًا عليها.
كما أنَّ حرمانها من اتباع هواها هو خنقٌ صريح لحريتك.
استوقفتني مقاطع (سنابية) عظيمة للدكتور إبراهيم التركي، تحدث فيها عن الوعي والحرية وطرح سؤالًا شائكًا؛ عمَّا إذا كان الوعي يسبق الحرية أم أن (...)
هل نستطيع البحث عن أنفسنا بداخلنا؟
وماذا إن فقدنا سُبل التواصل مع ذواتنا؟ مَن سيدلّنا علينا؟
أن تفقد ذاتك يعني أنك خاوٍ منك، هائمٌ بلا هدفٍ، باقٍ لكن دون جدوى من بقائك.
برأيي، إن رحلة البحث عن الذات هي الأصعب.
ففي كل الرحلات التي تقطعها في حياتك قد (...)
هل ستكون الحياة عادلة إن عشناها بأثرٍ رجعي،
وكان لهثنا فيها لتحقيق طموح من سبقونا وفقدوا فرصة الوصول لأهدافهم؟
للأسف يمارس الكثير من الآباء والأمهات هذا السلوك حين يفرضون على أبنائهم طريقًا ليسلكوه،
لأنهم وبكل بساطة رسموه لأنفسهم لكن رغبة آبائهم (...)
ما بين مرارة الفقد وأمل العودة نقف في حيرة، أيهما أمرّ فقد الميت أم خسارة نهائية لمن هم على قيد الحياة؟
في حال الوفاة تكون الصدمة الكبرى والفاجعة العظيمة، وكأي مصيبة تبدأ كبيرة ثم تضمر وقد تتلاشى أو نتعايش معها بالسلوان.
بينما يبقى الأمل في لقاء (...)
حين يتحدثون عن خصلة ما نراهم ينسبونها للرجل وأخرى يجزمون بأنها نسائية.
وما يزالون ونزال نفعل حتى سادت صورة نمطية وأحيانًا (جندرية) تفنّد الإنسانية وتقصيها. حتى صرنا في زمنٍ شحّت فيه الأنسنة وساد فيه التمييز في كل شيء. فهذا رجل وتلك امرأة، هذا أبيض (...)
في الأسبوع المنصرم تناولت موضوع شعرنة الروايات، وما زلت أطوف في فلكها، والحديث عن هذا الفن السردي العريق ذي شجون. فن الرواية بحرٌ مكتنز، مدارسه كثيرة وأساليبه عدة، برع فيها من برع وتميز من تميز. تم تحويل الكثير من الروايات العالمية والعربية إلى (...)
عندما نقرأ رواية عربية كُتبت بلغة شاعرية مُتجليّة، بلا شك سنقول (الله) بكل ما أوتينا من نشوة.
سنُحلّق مع بديع الوصف وجمال التشبيهات والصور البلاغية والفلسفية التي تنساق ضمن الأحداث وحبكتها.
ما أسلفت ذكره قد يستمتع به القارئ النهم المتقدم وهو من (...)
في كل مسابقة مهما اختلف مجالها لا بد أن يُختار لها مُحكِّمِون.
وبما أن الاهتمام يقودنا للمجال الثقافي بشكلٍ خاص،
فسأخص بحديثي المسابقات الثقافية الكبرى حيث نجد بأن لجان التحكيم لها الدور الأكبر وربما الوحيد في اختيار العمل الفائز
ولا يترك فيها مجالٌ (...)
من دأب على زيارة معرض الرياض الدولي للكتاب منذ سنوات وحتى هذا العام سيلاحظ هذا التبدل النوعي في أنماط العناوين المتاحة فيه.
ليس المعرض وحسب، بل إن هذا التبدل طال نقاط البيع في المملكة.
ففي السابق كان القارئ ينتظر معرض الكتاب حتى يُسارع لاقتناء الكتب (...)
في التسعينيات الميلادية وتحديدًا في صناعة السينما الهندية، لمع نجم الممثلة "سونالي بيندري".
حيث اشتهرت بمظهرها الأنثوي ولعبت الكثير من الأدوار التي جسدت فيها الفتاة الهادئة البريئة والساذجة أحيانًا.
لم تكن من نجمات الصف الأول أو الأعلى أجرًا، ولم (...)
حُمَّى السؤال أغرق هذه الأيام في بحرٍ من الأسئلة، فلا يهتدي عقلي إلى إجابة، وإن وجدت فإنها إجابات عائمة وفضفاضة تقودني للمزيد من الاستفهامات. لا يستقر عقلي على قناعة، بل تتسع فوهة السؤال وأغدو في متاهة فمع كل جوابٍ جديد أغرق في لجّة سؤالٍ آخر.
كان (...)
شاهدت مؤخرًا فيلمًا أمريكيًا ذاع صيته بعنوان (صندوق الطائر) Bird Box، كانت لديَّ فكرة مسبقة عنه، وبتساؤلات عن سبب هذا الإقبال عليه والجماهيريه رغم أن الفكرة بدت لي عميقة جدًا، وعادةً لا نجد رواجًا لمثل هذه الأفلام لدى الجماهير إلا أن أداء الممثلة (...)
يحدث أن تقرر حضور ورشة تدريبية في مجال ما، تنظمها إحدى الجهات (الرسمية) والتي يُفترض أنها معنية بالقيمة والجوهر ولا تهدف للماديات بل ببناء الوعي ونشر الثقافة، لكنك تُصدَم بأن هذه الورشة أو الدورة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب أو حتى المتوقع، وذلك (...)
ربما لم يكن الفرنسي ديكارت مدركًا حين قال: (أنا أفكر إذًا أنا موجود)
بأن هذا الوجود المقرون بالإدراك والتفكير قد يتسبب للإنسان بالوقوع في فخ الغربة.
فكم من مفكرٍ قاده وعيه إلى حتفه؟
كم منهم انتحر بسبب الاكتئاب؟ وكم منهم عاش وحيدًا منسلخًا عن (...)
منذ أن كان الإنسان عدوًا لما يجهله أصبح التغيير كابوسًا يطارده. وباتت فكرة التطوير مُستبعدة وذلك من باب الخوف من الفشل أو عدم الاعتياد. فنجد من يستمر في تخصصٍ لا يُحبه ومهنة لا يُتقنها رغم إلمامه بذلك خشية التغيير المفضي للفشل. أو قد يكون هذا (...)
أن تحاول كتابة مقالك وأنت لا تملك فكرة هو تحدي لنفسك بالمقام الأول، فعليك أن تثبت لها بأن المزاجية العفنة لم تتمكن منها، وبأنك قادر على توليد الأفكار واجترار قدرتك على التأمل. والذي سيقودك بدوره للتحليل ومن ثم استنتاج ما يجود عليك عقلك به. لا تأخذك (...)
لم تكن رواية "مزرعة الحيوان" التي كتبها جورج أورويل عام 1945م سردًا دوستوبيًا وحسب، بل كانت ترمز إلى أبعد ما كُتبت عنه وله.
فلو أسقطناها على واقعنا المعاصر أي نماذجٍ سنرى مما أورد أورويل في روايته؟
الترميز العالي فيها وجبة دسمة لمن يريد ممارسة (...)
لطالما كان للدكتور سعد البازعي هم ثقافي ومعرفي يناضل من أجله وهكذا كان الحال حين غرد مؤخرًا في تويتر حول تساؤلاته عن غياب وزارة الثقافة عن المشهد الثقافي وعدم خروجها حسب ذكره بشيء مفيد، ثم تلتها بأيام تغريدة أخرى كرر فيها نداءاته حيث قال: "لو تلقت (...)
أن تكون عميقًا أي أن تملك نظرةً ثلاثية الأبعاد للعالم، أن تسبر أغوار الفكرة وتُمنطق الحَدث وتتأمل السبب وتستشعر جدوى النتيجة، أن تُشعل فتيل حدسك وتفكر خارج الصندوق، أن تكون مُتعبًا جدًا من كثرة التحليل المُرهق، حتى تتماهى في عمقك للحد الذي يعزلك عن (...)
سيكون وياما سيكون في قادم الزمان ومقتبل العصر والأوان، محميّة ثقافية في بُقعةٍ من الأرض نورانية، نجمع فيها من يبلُغنا نبوغه ونتوسم تفرده ونجابته.
سنختار الناشئين مِن الذكور والإناث، أولئك الذين نخشى أن تبيد وتُهدر قدراتهم دون توجيه، ومن قد تأخذهم (...)
يُقال حَمقت السوق إذا كسدت ومنها جاءت مفردة "أحمق" أي كاسدٌ عقله فكيف يؤخذ منه رأيٌ ومشورة؟
هذا فيما يخص الحماقة لغةً لكن كيف نقيّم شخص ما بأنه أحمق؟
فالصفة باتت دارجة ويطلقها أحدهم على من يخالفه الرأي، أو يشذ عن قاعدة ابتكرتها الجماعة.
نعرف أيضًا (...)
عندما يحضر الموت ينتهي كل شيء نعرفه، تُسدل الستائر وتُعلن نهاية الذاكرة والشعور والانتماء والوعي. للموت هيبته وهيمنته،
فمن أين له كل هذا الحضور ونحن لم نجربه بعد؟ فمن ماتوا لم يعودوا ليخبرونا عمَّا حدث لهم بعد ذلك.
كل ما لدينا من معلومات هي غيبيات (...)
حين نستمع لمقطوعةٍ موسيقية تُشنَّف بها أسماعنا، ثمة شعور ما يبدأ بالتمرد يحفزنا على التعبير سواءٌ أكان بإيماءاتٍ جسدية على هيئة رقصاتٍ وتمايل أو بدندناتٍ صوتية تماشيًا مع النغم.
كما أنها حاضرة في حياة المبدعين فكم من فنانٍ تشكيلي لا تتجلّى فرشاته (...)