هل ستكون الحياة عادلة إن عشناها بأثرٍ رجعي، وكان لهثنا فيها لتحقيق طموح من سبقونا وفقدوا فرصة الوصول لأهدافهم؟ للأسف يمارس الكثير من الآباء والأمهات هذا السلوك حين يفرضون على أبنائهم طريقًا ليسلكوه، لأنهم وبكل بساطة رسموه لأنفسهم لكن رغبة آبائهم حالت دون ذلك الحُلم. وهكذا دواليك جيلًا بعد جيل، لا أحد يحيا كما يريد، ولا أحد يملك الحق في تحقيق ما يصبو إليه في حياته اليتيمة التي سيعيشها. طريق النجاح وعر لم يكن يومًا مُعبدًا لطالبيه، فكيف سيكون هذا الطريق إن لم نملك رغبة مسبقة به؟ كيف سنستطيع نقش أسمائنا على ذاكرة التاريخ ما دمنا نعمل لنحقق حُلم اسم آخر؟ لو أن كل عائلة أعطت لأبنائها الحق في اختيار الطريق لما تاه منهم أحد، ولما اضطر أحدهم أن يحيا بازدواجية وهذا لا يشمل المجال العملي وحسب. بل أنه يمتد للحياة الاجتماعية، فالحق الشخصي والمشروع في اختيار شركاء الحياة شبه مسلوب. كم من البشر أحب وتزوج من لا يُحب؟ كم منهم قضى ليالٍ يحلم ويحب لكنه بحكم الأعراف تزوج وفق رغبة غيره. هل قدر الله لنا أن نحيا دون حياة تشبهنا؟ هل العدل فيما يفعلون؟ أم أنه دستورٌ بديهي بات من المسلمات الواجب حدوثها؟ ما أعلمه يقينًا وأؤمن به، أن لكل إنسان الحق في رسم طريقه والعيش كما يهوى ويريد وأن حياتنا ملكنا وحدنا، نقرر فيها ما نشاء فسنعيشها مرة واحدة، ومن الإجحاف في حق أنفسنا أن نفلتَ أحلامنا ولا نسعى لتحقيقها. ما دمنا قادرون على تحقيقها دون الإضرار بأحد فلم نتنازل عنها؟ لما الضعف في حين توفر خيار القوة؟ حُب الوالدين واجب، والانتماء للعائلة أو القبيلة قوة. لكن ذلك لا يعني أن نخسر أنفسنا مهما كان الثمن. مخرج: عشها كما تريد لا كما يريدون واحرص على حلمك قبل أن يهرب منك قبل أن تفقد نفسك ولن تجدهم حينها حولك. ** ** - حنان القعود