أشار ميلان كونديرا في روايته (الخلود) إلى الإنسان العاطفي بقوله: «لا ينبغي تعريف الإنسان العاطفي بأنه الشخص الذي يشعر بالعاطفة؛ لأننا جميعًا قادرون على الإحساس بها، بل هو من بوأ العواطف مقام القيم، وبمجرد ما تُعد عاطفة من العواطف قيمة حتى يسعى (...)
أطلق صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة المكتبات، مبادرة تطوير المكتبات العامة والتي ستتولى إدارتها هيئة المكتبات، وستعمل من خلالها على تحويل المكتبات العامة إلى منصاتٍ ثقافية بمفهوم حديث تلتقي فيه (...)
تفقد الثقافة مبررات وجودها حين تفشل في عزل الموقف الثقافي عن فردانية الفكر وشكلياته، أو من خلال تحويلها - أي الثقافة أو الفكرة أو الرأي - إلى مادية واحدة في كيانٍ واحد، لا يمكن فصلها عن بعضها والتفريق بين ما هو شخصي وما هو ثقافي؛ ذلك أنها تنسحب بهذه (...)
أحاول قدر الإمكان ألا أطرق عالم الغرائب، أهش هذا الخاطر كلما لاح في ذهني كما يهش المرء الذباب، فلا أحد في النهاية يود أن يكتب عن أمر مستهلك. هل قلت إن الغرائب مستهلكة؟ آه، نعم، هي كذلك، بل إن (فهد عامر الأحمدي) جعلها في زاويته الشهيرة تبدو في متناول (...)
توقفت كثيرًا لأتفكر في وجودنا الكُلي، وذلك حين قرأت للمرة الأولى مصطلح (عجز الروح) في كتاب مدخل إلى الميتافيزيقيا لمارتن هايدغر، والذي نقل إلى العربية على يدي د. عماد نبيل. كان هايدغر يتحدث عن الحالة التعليمية وتقهقر دور الجامعات كقوة أساسية للوحدة (...)
لقد مر زمن طويل منذ أن قرأت رواية خصوصية اللفظ، عمومية المعنى، رمزية القصد. أعني ذلك النوع من الروايات التي تصيب المرء بدوار يجعله يغلق الكتاب ألف مرة ليتفكر في كل شيء يحيط به، ويفكك رموزه، ويقرن بين مركبات وعيه، والحقائق الماورائية لتشييدها بكل هذا (...)
ليس تراجعًا عن أقوالي حين قلت في غير مرة بأن الكتابة الأدبية مليئة بالإسقاطات الشخصية ذات الخصوصية والحساسية والانطباعات المسبقة المتراكمة في ذهن الكاتب. ولكن ما أود إضافته هو أن الكتابة الواعية بنفسها، هي كتابة فاسدة، إذ لابد أن تتحرر هذه العملية (...)
لطالما كان هناك خيط رفيع جدًا بين الرأي الفلسفي الجريء، وبين الاندفاع الصبياني الذي يلجأ إليه الفلاسفة الجدد أو فلنقل (مدعي الفلسفة) عند إطلاق آرائهم الطائشة التي تفتقر غالبًا إلى أبسط حيثيات المنطق الحكيم ومكونات البُعد الفلسفي، كما ينقصها الدقة (...)
عندما قدم الفيلسوف الألماني هابرماس مجموعة من المحاضرات في الكوليج دو فرانس، اقترح عليه ميشيل فوكو عقد لقاء مع مجموعة من الفلاسفة الأمريكان في العام 1984 م تحت عنوان مرور قرنين على نص: «ما التنوير؟» ولكن اللقاء لم يتحقق بسبب وفاة الأخير في الخامس (...)
لم تزل حتى الآن آثار الثقافة والفلسفة الإقطاعية حاضرة بشكل أو بآخر في تعاملاتنا اليومية وتحديدًا في وجودنا المؤسساتي الذي يعمد إلى إلغاء الإنسان، ودمجه في الكيان الكُلي حفاظًا على الهوية الموحدّة وفق عقد اجتماعي يقنن ويبرر هذا الطمس (الهوياتي) للفرد (...)
كان على ساندريلا أن تنتظر عندما تدق الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل لتعرف إن كان الأمير الذي راقصها متيمًا بها شخصيًا، رغم حقيقة فقرها، واضطهادها، وخدمتها لزوجة أبيها وبناتها، أم أنه أحبها لأنه رآها في تلك الهيئة التي جاءت بها إلى الحفلة. وكان (...)
ينبغي علينا معاودة التفكير بطريقةٍ نقدية لكل شيء. بكل ما يتصل بإنسانيتنا، بكل ما يتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في تعقيدات السيرورة الكونية، لأن النقد فطرة راسخة ومتجذرة وأصيلة في الخليقة، ولأن الشيء الوحيد الذي لا يقبل النقد هو اللاشيء، باعتباره (...)
في الوقت الذي تتبنى فيه وزارة الثقافة حراكًا ثقافيًا وأدبيًا ينعش المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، ويتناول (المكون الثقافي) بكل ما يحمله من إرث ومعنى ومواد ومعطيات، من خلال تداول جميع الرؤى التي يتبناها فئات مختلفة من رواد ونقاد ومثقفين (...)
ليس مُستغربًا أبدًا هذا الانحدار الثقافي الذي تشهده الساحة المعرفية والمشهد الأدبي الحالي، إنه ما يمكن أن يُطلق عليه مجازًا مُسمى الارتفاع الوهمي، أو العلو إلى الأسفل، حيث أن كل شيء يطفو على السطح، ولا أحد يستطيع الإتيان بالفرائد من العُمق، لأن (...)
يقول الكاتب الياباني هاروكي موراكامي عن ماركيز: «بالنسبة لي، أتوقع أن ماركيز كان يكتب عن واقعيته هو، وأعتقد أنني أقوم بالشيء نفسه. فأنا أكتب عن واقعيتي، عالمي الحقيقي». هذا المقال كاملًا موجود في موقع مكتبة تكوين.
وأنا أعتقد تمامًا أن كُل كاتب لابد (...)
لطالما كُنت مؤمنًا أنَّ الثقافة تتجذر في اللبنات الأولى عند بناء التركيبة الإنسانية المُكتملة، فهي التي تكوِّن اتجاهاته لاحقًا، وتجعله ذا قلب سليم وعقل حكيم يستطيع تحديد أهدافه ورؤاه، ويقبل بالتعايش مع كافة أطياف المُجتمع وبالأخص من يختلفون معه، (...)
لطالما كانت أصابعي تجوع وتعرى في وادٍ غير ذي زرع مِن أجلِ أن تستبقي حالة اللا وعي وتُغذيها، ليبقى هذا القلق المُحفز عائمًا في ظُلماتِ دماغي، ويترك الأفكار كنُقطٍ بيضاء أعود إليها حين يأتي الوقت المناسب لكتابتها - بالطبع لن أتجاهل تدوينها بشكلٍ أو (...)
على الرغم من إيماني الدائم بما جاء في نظرية «موت المؤلف» إلا أنني على قناعة بأنَّ كُل كاتب لابُد وأن يترك في عمله الروائي أو قصائده شيئًا من أثره، لأن الكتابة في أساسها هي عملية تداع للخبرات المتراكمة والأحداث الخالدة في ذاكرة كل مؤلف بما تحمله من (...)
مُنذ انتهاء عرض الحلقة الأولى من مسلسل «العاصوف» الذي أثار جدلًا واسعًا بين المُثقفين والكُتاب والنُقاد الفنيين والجمهور ينقسمون إلى قسمين: فمنهم من يرى أن مجتمعنا لديه تاريخ أكثر ثراءً من الذي عرضه ناصر القصبي ورفاقه في المسلسل، وهؤلاء تكفل القصبي (...)
تقوم الحياة على لعبة كبيرة من التحولات والمراوغات الإنسانية للطبيعة الفطرية والقدرية، وهي بذلك تُثبت أنها عميقة إلى القدر الذي لا يستطيع إنسان ما أن يكتشف سرها، ويحيط علماً بإكسيرها، وواضحة مستقيمة للدرجة التي تجعلها في متناول اليد كمعادلة رياضية (...)
رُبما يختلف الكثير من القراء معي حيال هذا الطرح، ولكني أعتقد أن الرواية الحديثة التي تعتمد على التفاصيل السردية والبلاغة الوصفية واللغوية قد أثبتت تفوقها وتأثيرها ورسوخها في وجدان القارئ أكثر من الرواية الكلاسيكية التي تعتمد على البناء والتركيب (...)
لقد أدركتُ لاحقاً أن الثقافة وهم كبير تجذر في أعماقنا، بينما هي مجرد قش يتطاير عن «المثقف» عند أول هبوب للرياح، وليس هذا ما آلمني في بادئ الأمر، لكن ما آلمني جداً هو انسلاخ هذا المعتقد عن ظني، بعد أن كلفني الكثير من التبجيل والتوقير والاحترام لمن (...)
إن كنت عزيزي القارئ تعتقد أن دور النشر التي تستقطب مشاهير (السوشيال ميديا) ككتاب، إنما تفعل ذلك بدعوى (حرية الكتابة) وخلق مناخ أدبي متنوع، وحالة ثقافية شاملة لجميع الفئات والشرائح، فأنت مخطئ، والمعلومة الصحيحة تقول إن دور النشر «التجارية» تهدف إلى (...)
دعني عزيزي القارئ أخبرك بمشهدين من مشاهداتي للمشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، قبل أن تحملك الثقافة إلى ما هو أبعد من واقعها، وتأخذك في جولة على متن أحلام وردية لا تستبصر الشكل الحقيقي لواقع مشوه.
المشهد الأول بأسماء افتراضية:
كان حسن (...)
في لحظةٍ ما يقرّر النهار الفائت أن يكون بحوزتي، أنا الذي لا أملك الكثير من الوقت لأعيش يومي، وليس في استطاعتي ترك نيّاتي على غارب التأهب لمواكبة حالاته الطارئة المتقلبة، فكيف سأبدأ مسافات البكور، مروراً بوسطه، ووصولاً للشفق الذي يعلن هبوط السبات على (...)