أشار ميلان كونديرا في روايته (الخلود) إلى الإنسان العاطفي بقوله: «لا ينبغي تعريف الإنسان العاطفي بأنه الشخص الذي يشعر بالعاطفة؛ لأننا جميعًا قادرون على الإحساس بها، بل هو من بوأ العواطف مقام القيم، وبمجرد ما تُعد عاطفة من العواطف قيمة حتى يسعى (...)
تفقد الثقافة مبررات وجودها حين تفشل في عزل الموقف الثقافي عن فردانية الفكر وشكلياته، أو من خلال تحويلها - أي الثقافة أو الفكرة أو الرأي - إلى مادية واحدة في كيانٍ واحد، لا يمكن فصلها عن بعضها والتفريق بين ما هو شخصي وما هو ثقافي؛ ذلك أنها تنسحب بهذه (...)
توقفت كثيرًا لأتفكر في وجودنا الكُلي، وذلك حين قرأت للمرة الأولى مصطلح (عجز الروح) في كتاب مدخل إلى الميتافيزيقيا لمارتن هايدغر، والذي نقل إلى العربية على يدي د. عماد نبيل. كان هايدغر يتحدث عن الحالة التعليمية وتقهقر دور الجامعات كقوة أساسية للوحدة (...)
ينبغي علينا معاودة التفكير بطريقةٍ نقدية لكل شيء. بكل ما يتصل بإنسانيتنا، بكل ما يتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في تعقيدات السيرورة الكونية، لأن النقد فطرة راسخة ومتجذرة وأصيلة في الخليقة، ولأن الشيء الوحيد الذي لا يقبل النقد هو اللاشيء، باعتباره (...)
في لحظةٍ ما يقرّر النهار الفائت أن يكون بحوزتي، أنا الذي لا أملك الكثير من الوقت لأعيش يومي، وليس في استطاعتي ترك نيّاتي على غارب التأهب لمواكبة حالاته الطارئة المتقلبة، فكيف سأبدأ مسافات البكور، مروراً بوسطه، ووصولاً للشفق الذي يعلن هبوط السبات على (...)
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بما حدث في معرض الكويت الدولي للكتاب هذا العام، حيث صادرت الرقابة الكثير من المؤلفات الجديدة، والتي حمل أصحابها قانون المطبوعات لديهم المسؤولية الكاملة في منعها رغم عدم منافاتها للآداب العامة.
لكن التساؤل المثير للعقل هو (...)
لم يكن التوقيت عتمة باهرة، ولست من المترفين الذين يشترون لحزنهم تذاكر سفر تعينهم على الهروب الكبير، أنا من أولئك البسطاء جداً الذين لا يختارون المواجهة مع أوجاعهم لشجاعة في النفس، وإنما تُفرض عليهم تلك المواجهة فرضاً لا مناص منه. ومع هذا فإني أزعم (...)
لا بد أن تنتهي غزوة الظل يوماً، وذلك الهامش الذي ظل خلف حدود لا تعبر النيّة إلى المتن، سوف يشق النص بصرخة مؤزرة، ولن تسعف الترتيبات المسبقة أحداً لينجو من طنين الحقيقة. هكذا هي الحياة كما أقرأها، تقوم على احتمالية المفاجأة، وما يبدو اليوم وديعاً (...)
لا يوجد موقف راسخ على الإطلاق إلا في ثوابت الحياة ومن ضمنها العقيدة، وما عدا ذلك فإن الموقف قابل للتحول والتغير والتماوج بين الإيجابية والسلبية وبين الموافقة والرفض وبين اليقين والشك، فلا يمكن رسوخ الموقف الثابت في عقلية الإنسان تجاه أمر متحول غير (...)
تمتدُ المسافة ولا تتجذر في المواقف وعند لزوم التأريخ، غير أنّ السؤال المُشبع بالتعجب وتناقضات السنوات الفائتة، يظل معلقاً منذ التكوين الأول في سقيفة العقل المبني للمجهول، ولا يمكن لأحد ما أن يدرك أن كل الأسئلة المحشورة في حلق الغريب الحانق ليست إلا (...)
لأن الكتابة تنقلنا إلى عوالمٍ لم نعشها، وتسبر بنا أغوار الحيوات الأخرى سواء كانت سابقة أو لاحقة، وتُعبِّد لنا طرق التاريخ بالتأريخ، وتُعيد تشكيل الوجود، وتخلق أوهام البداية، وتفتح الأبواب بعد النهاية، فإن الزمن يحين ينفصل عن كينونته الثابتة في ظرف (...)
تولد الفكرة في ذهن الكاتب كومضة نور، وتختمر في عبورها الماكر إلى تجلياته النفسية والفكرية، لتبدأ بمداعبة يراعه كشرنقةٍ مولودة للتو في لحاءِ سنديانٍ عتيق، قبل أن تنحدر لأسنة أقلامه التي تأخذ شكل مشاعره، وبعد هذه الدورة الطويلة التي قد تستغرق سنوات من (...)
لطالما كنت مؤمناً أن الثقافة بين الحداثة والتقليد ليست إلا صراعاً بين طبقات المجتمع في سبيل واحد هو الدفاع عن المصلحة الخاصة بالدرجة الأولى، فمن يكون التغيير في صالحه فإنه يكون ثورياً في سبيل تحقيق الحداثة والانقلاب على كل مفاهيمه وعاداته الموروثة (...)
قبل عدة سنوات، كنت أعمل تحت إدارة مدير مهووس بالثقافة الأميركية، حتى أنه عندما جاءوا له بمكتب جديد، طلب من عمال التركيب إعادة كرسي (الضيافة) الثاني، حيث يكون في العادة أمام كل مكتب كرسي ضيافة عن اليمين وآخر عن الشمال، ليجلس عليه من يراجع في معاملة (...)
لا يمكن الاختلاف على أن الهوية هي العنصر الأهم في المكون الثقافي لمنطقة ما، ويمكن التأكيد على أن (الثقافة) هي النافذة التي يمكن أن تطل منها على الشعوب وتتعرف على تقدمهم أو تراجعهم من جميع النواحي الأخرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، (...)
يوصف النسق بأنه الترتيب في نظام واحد، ويمكن القول بأنه كل عناصر جند متتابعة، والأنساق الحياتية تختلف باختلاف التراكيب والبيئة، فهناك النسق الاجتماعي، وهناك النسق الأسري والاقتصادي والثقافي والتربوي والصرفي والقيمي، تلك الأنساق المتعددة هي ما تجعلنا (...)
بعيداً عن التحليل الأدبي والثقافي والتنظير الفلسفي، إلا أنه يمكنني القول إن الفيلسوف شقي بعقله، فهو في حيرة دائمة وقلق حيال كل الأشياء بحيث يشقى بالشمولية ومحاولة الربط بين كل الأحداث والأشخاص وذلك ليفسر أسرار الحياة ومن يعيشها. وقد ولد من بين (...)
كنت إلى وقت قريب أدرك أننا نسقيون بالدرجة الأولى، وأن الشكل الذي نكون عليه ليس من الضروري أن يكون هو الشكل الحقيقي الذي نبطنه، بل إن نتاج البيئة والتربية وما استقيناه في أزمان سابقة يتشكل ليكون هو النسق المستفحل النائم، ذلك النسق الذي يصحو عندما (...)
هناك نظرية اقتصادية تُعرف بنظرية (المنفعة الهامشية المتضائلة) وهي تدل على أن استهلاك الفرد لأي وحدة أو بضاعة ازدادت درجة إرضائه حتى يبلغ درجة الإشباع الكلي، فيتوقف عن استهلاكه، وهذه النظرية يمكن تطبيقها على كل السلع وفي كل المجالات الاقتصادية (...)
أتساءل هل يمكن اعتبار هوية العقل ضمن نطاق الحيز المادي للجسد؟
ففي الفلسفة الذهنية وهي الفرع الفلسفي المهتم بدراسة طبيعة العقل بكل الأحداث والوظائف والخصائص الذهنية بالإضافة إلى الوعي واللاوعي وعلاقته بالحالة الجسدية ينقسم الفلاسفة إلى قسمين، قسم (...)
يُعد الأدب الفلسفي نوعاً فريداً من الأعمال الأدبية، إذ يضخ الفيلسوف عصارة فكره في نصه ويناقش تلك الأسئلة التي دارت في خلده، واقفاً بين النص والأسئلة على الحياد وتاركاً للقارئ المتعمّق مهمة إيجاد الإجابات أو سبر غور الأسئلة العميقة لاهثاً خلف (...)
قضى يونس تلك الليلة بين أبطال قصصه وروايته الكثيرة، الكل يريد أن يحاسبه على تلك النهايات الحزينة البائسة، الكل يريد أن يحاكمه بسبب كل تلك التعاسة التي ضخها لسنوات طويلة في حياة أبطال قصصه الخياليين، وكان عليه أن يجيب ويبرر أسباب تلك التعاسة!
قال (...)
يمكن القول بأن الكهنوت في اللغة هي وظيفة الكاهن، وتنبثق أو تشتق من تلك التسمية الوظيفية الدينية عدة مسميات أخرى مثل رجال الكهنوت وهم رجال الدين عند اليهود والنصارى، ومن ضمن ما انبثق عنها أيضاً من مسميات «سر الكهنوت» ويعني أحد أسرار الكنيسة السبعة (...)
ربما يمكن القول إن العولمة تعني أن يكون الشيء عالمياً، بمعنى أن يصبح ذات انتشار عالمي أوسع، وهي عملية اقتصادية نشأت من خلال المؤسسات التجارية على المستوى العالمي، حيث توسع انتشار تلك المؤسسات لتبدأ الدول الرأسمالية الكبرى والمتحكمة في الاقتصاد (...)