يقول مبدأ باريتو، إن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب، ويعرف هذا المبدأ أيضًا بقاعدة 80 / 20، وسمي هذا المبدأ على اسم عالم الاقتصاد الإيطالي (فيلفريدو باريتو). فقد لاحظ باريتو أن الناس في مجتمعه ينقسمون طبيعيًا إلى ما أسماه (القلة الحيوية أو القوية) وهم يشكلون (20%) في مجال المال والنفوذ، و(الكثرة) وهم يشكلون (80%) من عامة الشعب أو الكثرة الضعيفة. وتأتي أهمية القاعدة من حيث إننا مطالبون بتقليص الهادر والمنفق في جهودنا ومواردنا عن طريق تطبيقها واقعيًا، بحيث يمكن فعلًا استغلال أقل جهد ممكن للوصول لأكبر نتيجة مرجوة، وذلك من أجل أن يتم التركيز والاهتمام بأكثر الوسائل فاعلية في تحقيق الأهداف وأفضل النتائج. وهي في الحقيقة من النظريات الجميلة والتي يمكن أن نستفيد منها بشكل عملي في إدارة قضايانا المالية في طريقة صرفنا أو إدارة مشترياتنا. فعندما نقوم بمراجعة لبنودنا المالية نجد أن بعضها يسيطر بنسبة (80%) من مصاريفنا ومشترياتنا، لكن ذات فائدة أو منفعة لا تتعدى (20%)، مثل الأكل في المطاعم أو شراء كماليات لا يستفاد منها ونحوها. بينما نجد أن ما نسبته (20%) من مصاريفنا والتي لم نعطها حقها مثل التعليم والقراءة وبرامج تطوير الذات ذات نفع كبير وظاهر. كذلك نوعية المشتريات؛ فنجد أن بعض الملابس تكلف من نسبته (80%) من نسبة الميزانية المحددة لكن لا يتم استخدامها إلا مرة أو مرتين، بينما نجد أن باقي الميزانية (20%) يتم بها شراء ما نستخدمه بشكل متكرر ودائم لكن ذات جودة منخفضة فسرعان ما يهترئ ويصبح غير صالح للاستخدام مما يعني استنزاف غير مباشر للميزانية وفي غير موضعه. وعندما نتأمل أكثر في مقتنياتنا المنزلية أو حتى مشترياتنا الغذائية نجد أن قانون (باريتو) ينطبق عليها، فنجد أن (80%) من الأطعمة التي نأكلها ذات ضرر صحي على المدى البعيد مثل الوجبات السريعة أو المشروبات الغازية وكذلك التدخين عافانا الله وإياكم منها. لذلك من الممتع والمفيد أو نقوم بمراجعة وتحليل بشكل دوري لمخططاتنا المالية في محاولة لتطبيق مبدأ باريتو في كيفية تطويره والاستفادة منه من اجل مستقبل مالي أكثر عملية وفاعلية... ودمتم في ثراء. [email protected]