بُنيت القرية التراثية بمحافظة المذنب في منطقة القصيم في بداياتها بالطين وأخشاب الأثل وسعف النخيل والأحجار، وبعد انتقال سكانها للأحياء الحديثة أصبحت مهجورة ومشوهة، وقد قامت بلدية المذنب بإعادة ترميم مبانيها. وتشهد القرية التراثية إقامة بعض الفعاليات والأنشطة الاجتماعية، كما تحظى بزيارات العديد من الزوار والسياح وضيوف منطقة القصيم والذين يبدون إعجابهم في الخطوة التي حققت إزالة التشوه واستثمار المكان، وتحتوي القرية على سوق المجلس الذي تم تأهيله وإعادة تطويره على طراز عمراني قديم، وأصبح يشهد حراكاً تجارياً وبشرياً نشطاً. وأوضحت المرشدة السياحية بثينة البحيري أن سوق المجلس بالقرية التراثية بمحافظة المذنب أعيد ترميمه من قبل بلدية محافظة المذنب باستخدام المواد القديمة من نفس البيئة، وعلى تفاصيله وهيئته السابقة، وافتتح رسمياً عام 1426ه، وأرجعت سبب تسميته بهذا الاسم لوجود المجلس الذي يتوسط السوق، ولا يزال يستقبل ضيوفه حتى يومنا هذا. ويتكون السوق من مجلس ضيافة يومية بمساحة 50م مفتوح طيلة اليوم لاستقبال الضيوف والزوار ومرتادي السوق من كبار السن ممن عاصروه وعملوا فيه، كما يوجد عدد 33 محلاً ملتفة حول الساحة المكشوفة تسمى سابقاً "دكاكين"، يتم فيها عملية البيع والشراء وتناقل أخبار البلدان، حيث كان أهل البادية يجلبون بضائعهم وأهل الحاضرة يعرضون بضائعهم بنفس الوقت. ويعتبر سوق المجلس من أهم الأسواق في منطقة القصيم في ذلك الزمان، أما في وقتنا الحاضر فقد تحولت الدكاكين إلى معارض لعرض التحف التراثية، والقطع الأثرية النادرة، إضافةً إلى بعض الحرف القديمة، كما يوجد مدرسة الكتاتيب القديمة وغرفة السجن الخاصة بأمير البلدة قديماً. وذكرت البحيري أن سوق المجلس حصل على جائزتين على مستوى المملكة وهي جائزة الأمير سلطان بن سلمان للحفاظ على التراث العمراني، كأول مدينة تراثية متكاملة تم تشغيلها دون تدخل أو استخدام المواد الحديثة، وكذلك جائزة التميز السياحي كأفضل مكان جذب تراثي. ويحتوي الموقع على بيوت قديمه تحولت إلى متاحف تراثية كمتحف "بيت الغيلان"، والذي منذ نشأته وحتى يومنا الحاضر محافظ على أركانه ومحتوياته القديمة، ويأتي بعدها قصر الإمارة الطيني القديم، ويقع في الجهة الغربية من السوق، بالإضافة إلى مسجد باهلة القديم والذي يقع في علو مرتفع من السوق من جهة الغرب. وتقام في البلدة القديمة فعاليات متنوعة من تراثية وثقافية وسياحية وترفيهية، ويفد إلى الموقع عدداً من الزيارات الرسمية الكريمة، من أصحاب السمو الملكي والأمراء وأصحاب المعالي الوزراء والسعادة، وعدد من الوفود الأجنبية المختلفة من دول العالم كالسفراء والقنصليات في المملكة. وأشارت البحيري إلى أن السوق يشهد في آخر يوم جمعة من كل شهر مزاد تراثي شهير يتوافد إليه محبي التراث من محافظات منطقة القصيم وجميع مناطق المملكة ودول الخليج العربي. سوق المجلس بالمذنب السوق بتكويناته القديمة والجديدة أصبح نموذجاً