أكد صندوق النقد الدولي تقدم المملكة في عدد مراكز البيانات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس الجهود المتسارعة التي تبذلها المملكة لتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز حضورها في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي. وأوضح الصندوق، في دراسة حديثة بعنوان «التحول الرقمي في اقتصادات مجلس التعاون الخليجي»، أن السعودية قطعت شوطًا كبيرًا في دعم التحول الرقمي، ولا سيما من خلال تأسيس هيئة مستقلة للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي تمثل المرجع الوطني المعني بكل ما يتعلق بتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، تطويرًا وتنظيمًا وتنسيقًا، وبالشراكة مع مختلف الجهات ذات العلاقة. وأشادت الدراسة بإطلاق الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كدولة رائدة عالميًا في هذا المجال، خاصة في ظل التوسع المتزايد في استخدام هذه التقنيات بمختلف القطاعات الحيوية، ودورها في دعم التنمية المستدامة. في السياق نفسه، نوه الصندوق بجهود المملكة في إصدار نظام حماية البيانات الشخصية، الذي يُجسد التزامها بحوكمة البيانات، وضمان خصوصية الأفراد، وتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية متكاملة تواكب التطورات التقنية المتسارعة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية. وتواصل «سدايا» عملها في تطوير منظومة البيانات الوطنية من خلال إنشاء مراكز بيانات مستدامة تُدار وفق أعلى معايير الكفاءة والاستدامة، وبمعدل فعالية استخدام الطاقة (PUE) منخفض، ومعتمد من معهد «UPTIME» العالمي المتخصص في تقييم وتصنيف مراكز البيانات. كما ثمّنت الدراسة مبادرات المملكة في إطلاق عدد من المنصات الرقمية الرائدة التي أسهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي بمختلف القطاعات وتحسين جودة الحياة، وعززت من كفاءة الخدمات الحكومية، وذلك في إطار تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.