في تطور ينذر بنقل الأزمة إلى جبهات أخرى، أعلنت الولاياتالمتحدة أمس أن هناك "دليلاً دامغاً" على تورط "حزب الله" وإيران في قضية سفينة الأسلحة التي اعترضتها إسرائيل في البحر الأحمر. ودعا الرئيس جورج بوش الرئيس ياسر عرفات إلى نبذ الإرهاب والعمل بجد من أجل السلام. وجاءت هذه التطورات في وقت شردت قوات الاحتلال الإسرائيلي فيه 123 عائلة فلسطينية بهدمها نحو 70 منزلاً في مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة. راجع ص4 وفي اشارة جديدة إلى انتكاس قرار وقف اطلاق النار، أكد الأمين العام ل"حركة الجهاد الإسلامي" رمضان عبدالله شلح أن الحركة ستشن هجمات جديدة ضد الإسرائيليين. ووصف الرئيس الفلسطيني عملية هدم البيوت في مخيم رفح للاجئين امس بأنها "جريمة بحق الانسانية"، حسب ما نقل عنه النائبان العربيان في الكنيست احمد الطيبي ومحمد بركة اللذان التقياه في مقره في رام الله مع الوزيرة العمالية الاسرائيلية السابقة شولميت ألوني. وعلى رغم تبني واشنطن موقف اسرائيل باتهام السلطة الوطنية الفلسطينية بمحاولة تهريب اسلحة الى داخل الاراضي الفلسطينية والاعتقاد بان الرئيس ياسر عرفات على علاقة بذلك، فان الادارة الاميركية لن تقطع علاقاتها مع السلطة، فقد اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان "من المهم ان تبقى الإدارة منخرطة مع الطرفين" الاسرائيلي والفلسطيني. واضاف بوش انه بانتظار الاطلاع على الادلة القاطعة ولكن يعتقد ان هذه الاسلحة كانت تهدف الى "ترويج الارهاب". وتابع بوش انه "حين يتم التأكد من الحقائق فانه يجب محاسبة المسؤولين"، وكرر موقف الولاياتالمتحدة المبني على ضرورة متابعة واشنطن الانخراط مع الطرفين، وكشف انه سيطلب من المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني ان يتوجه الى المنطقة في الوقت المناسب ليستمر بالدفع باتجاه الحوار. ودعا بوش عرفات الى "نبذ الارهاب ورفض اولئك الذين يودون تعطيل عملية السلام عبر الارهاب" وقال: "يجب عليه ان يعمل بجد للوصول الى طاولة مفاوضات السلام". واعلن البيت الابيض ان بوش اتصل مع الرئيس المصري حسني مبارك لبحث مواضيع الارهاب ومهمة زيني ومسألة سفينة الاسلحة. وكان وفد استخباراتي اسرائيلي قدم ايجازاً للمسؤولين في واشنطن حول تفاصيل سفينة الاسلحة والرواية الاسرائيلية لتفاصيلها. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الوفد الاسرائيلي لديه قناعة بأن الرئيس الفلسطيني على علم بمسألة السفينة وشرح للأميركيين الاهداف السياسية الفلسطينية والايرانية للقيام من وراء عملية التهريب. وقالت المصادر ان اسرائيل تتهم عماد مغنية بالوقوف وراء هذه العملية والمشاركة فيها والتخطيط لها. وعلى رغم التركيز الاسرائيلي على ربط السفينة بالسلطة الفلسطينية ومعرفة عرفات المسبقة بعملية التهريب، فان وزير الخارجية كولن باول ميز بين السلطة وعرفات، إذ اعلن ان المعلومات التي تلقتها واشنطن ومعلومات اخرى تقوم بجمعها تربط بوضوح بين السلطة الوطنية والسفينة، لكنه اشار الى انه لم ير أي معلومات حتى الان تربط الرئيس عرفات مباشرة بها. وأعلن باول ان القنصل العام الاميركي سيتصل بالمسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية ليوضح لهم اهمية الموضوع وضرورة ان توليه السلطة اهتماماً فورياً وان تبدأ بالتحقيقات اللازمة.