بوخارست - رويترز، أ ف ب - علق وزير الخارجية الاميركي كولن باول على تصاعد اعمال العنف في الاونة الاخيرة بين اسرائيل والفلسطينيين امس قائلا للطرفين: "سيكون هناك غد وبعد غد" يجب ان يتعايش فيهما الطرفان جنبا لجنب. وفي مؤتمر صحافي عقد بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في رومانيا على هامش مؤتمر منظمة الامن والتعاون في اوروبا لم ينتقد باول اسرائيل لمهاجمتها المدن الفلسطينية واطلاق صواريخ قرب مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ردا على احد اسوأ التفجيرات الانتحارية داخل اسرائيل منذ اعوام. وقال باول: "تتعافى اسرائيل في الوقت الحالي من ضربة قوية وجهت لها مساء السبت الماضي بسبب الاعمال الارهابية ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون... يرد بطريقة يعتقد انها مناسبة للدفاع عن شعبه وبلاده". واضاف ان الناس يجب ان يتذكروا ان محادثات السلام ضرورية في المستقبل اذا رغب الاسرائيليون والفلسطينيون في التعايش جنبا لجنب في سلام، وقال: "في محادثاتنا مع رئيس الوزراء شارون اشرنا ايضا الى انه سيكون هناك غد وبعد غد ونحن نحاول اعادة العملية التي ستؤدي الى وقف النار ومفاوضات. وفي الوقت الذي يتخذ فيه اجراء واجراء مضاد يجب ان يضع الجميع في اذهانهم انه ان اجلا او عاجلا يجب ان نتوصل لطريقة للمضي قدما وفي الوقت الذي تضعون فيه خططكم يجب ان تضعوا هذا الامر في الحسبان". وقال باول الذي ارسل مبعوثه الجديد للسلام في الشرق الاوسط الجنرال انتوني زيني للمنطقة قبيل اندلاع اعمال العنف ان عرفات بامكانه القيام بالمزيد لكبح جماح الناشطين. وتابع قائلا: "عندما تحدثت معه مساء السبت ذكرته بذلك وقلت له ان هذا ليس مجرد هجوم ضد اسرائيل والاسرائيليين المدنيين الابرياء ولكنه هجوم على سلطته لانه كان مستعدا للعمل مع الجنرال زيني. واوضحت لعرفات ان عليه الرد بجدية على هذا الهجوم ضد اسرائيل وضده وضد العملية التي نحاول ان نبدأها واعتقد انه بحاجة الى القيام بالمزيد مما رأيناه حتى الان". بيريز ودعا بيريز السلطة الفلسطينية الى وضع التنظيمات المسلحة الفلسطينية تحت "قيادة مركزية" وقال للصحافيين متحدثا بشكل منفصل بعد اجتماعه مع باول: "اعتقد ان عرفات عليه وضع كل الجماعات المسلحة تحت سيطرة واحدة. لديه الان اربعة جيوش وكل منها يطلق النيران في اتجاه مختلف ويضع سياسات مختلفة. اعتقد ان عليه اعتقال من يقومون باعمال ارهابية وان يصبح قائدا مسؤولا يعمل في اتجاه التوحيد". واشار بيريز في وقت لاحق امام عدد من المراسلين الى انه لا يعتقد ان القوات الاسرائيلية ستقوم "بتحرك ما ضد عرفات". وقال: "لا اعتقد ان علينا اطاحة السلطة الفلسطينية .. ليست هذه نية اسرائيل" لكنه دعا عرفات الى ان يقرر ما اذا كان "لا يزال شريكا في عملية السلام" مع الدولة العبرية. وقال الوزير الاسرائيلي: "على الفلسطينيين ان يوقفوا مثيري الاضطرابات .. وسوقهم الى السجن والعمل على تجنب عمليات ارهابية اخرى تضطرنا الى اشياء لا نريدها في العادة" مشيرا الى العمليات الانتحارية لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". واضاف: "اننا لا نعتبر العرب او المسلمين او الفلسطينيين اعداءنا. عدونا هو الارهاب". واعتبر بيريز ان السلطة الفلسطينية "هي الطريق نحو الاستقلال" لكنه حذر من ان "الفلسطينيين يضعون مستقبلهم في خطر طالما ظلوا منقسمين". وقال: "عندما اطلب من عرفات ان ينزع سلاح المجموعات الراديكالية فأنا لا اطلب منه ان يكون تابعا لنا او يقوم بدور الشرطي لاسرائيل ولكن ان يتصرف كمسؤول عن مستقبل شعبه". ولم يعلق باول على تصريحات بيريز التي قال فيها ان حزب العمل الذي يرأسه سيراجع مستقبله مع الحكومة الائتلافية الاسرائيلية بعدما وصف مجلس الوزراء الاسرائيلي السلطة الفلسطينية بانها "كيان يدعم الارهاب". وقال: "انا متأكد من انه ستكون هناك خلافات في الرأي في مثل هذا الائتلاف وهذا يوضح قوة النظام الديموقراطي الاسرائيلي وانا متأكد من ان الفرصة ستتاح لنا للتحدث عن الامر". وكان باول قال للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته من واشنطن الى بوخارست انه وبيريز سيراجعان الموقف لمعرفة الاجراءات الاخرى التي بامكان الولاياتالمتحدة اتخاذها لتقليل العنف. وقال باول انه لا يعتقد بعد المحادثات "المتعقلة للغاية" بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في الولاياتالمتحدة الاحد الماضي ان اسرائيل ستستهدف عرفات شخصيا. وزاد: "اعتقد ان رئيس الوزراء شارون يعترف بان عرفات ما زال رئيس الشعب الفلسطيني. لم يتخذ شارون اي اجراءات حتى الان ولا اتوقع منه ان يتخذ اي اجراءات لاستهداف السيد عرفات بشكل مباشر".