رفض لبنان الاتهامات الإسرائيلية التي حملته مسؤولية نقل أسلحة إلى الفلسطينيين بواسطة سفينة تقول تل أبيب إنها أبحرت من ميناء طرابلس، كما نفت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل ضلوعها في هذه القضية، فيما حملت إسرائيل الرئيس ياسر عرفات المسؤولية عن تهريب الأسلحة، وأبلغت "قلقها" إلى الولاياتالمتحدة. وفي بيروت، قالت مصادر رسمية رفيعة إن لبنان غير معني بكل ما أعلنته إسرائيل عن ضبط السفينة المحملة سلاحاً إلى الفلسطينيين في غزة. وأكدت المصادر ل"الحياة" أن بيروت ترفض حتى التعليق على ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبالتالي لا تود الدخول في سجال في هذا الشأن، ما دامت المعطيات الإسرائيلية غامضة وغير موثوقة، إضافة إلى أن لدى لبنان تأكيداً أن السفينة أبحرت من مرفأ طرابلس من دون حمولة، ما يعفي الجانب اللبناني من أي مسؤولية، خصوصاً أن البحرية الإسرائيلية تحدثت عن ضبطها محملة سلاحاً بعد حوالى شهر من ابحارها من مرفأ طرابلس. لكن معلومات غير رسمية سيتم التأكد منها، تحدثت عن أن السفينة أبحرت في اتجاه المياه الاقليمية في قبرص، وأنها شوهدت منتصف الشهر الماضي وهي ترسو في أحد موانئها. وفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء ارييل شارون إنه تم اعتراض السفينة قبل يومين قبالة سواحل رأس الناقورة شمالاً، وضبطت فيها شحنة كبيرة من الأسلحة، وكانت في رحلة هي الرابعة من نوعها. وقال للصحافيين إن طاقم القارب أكد أنه هرّب ثلاث حمولات من الأسلحة وأن مصدرها هو "الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، وانشغلت إسرائيل منذ ساعات مساء الاثنين في عرض الأسلحة المضبوطة التي شملت صواريخ مضادة للطائرات من نوع "ستريللا" وصواريخ "كاتيوشا" و"آر بي جي" والغاماً أرضية وبنادق اوتوماتيكية وغيرها، وحرصت على دعوة السفير الأميركي في تل أبيب مارتن انديك لحضور التغطية الإعلامية الواسعة لعرض أنواع المضبوطات. وقال شارون إن الكشف عن تهريب أسلحة إلى الأراضي الفلسطينية "تطور خطير جداً وانتهاك فاضح لاتفاقات أوسلو الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل"، مضيفاً انه "لو لم يتعهد عرفات شخصياً بضمان سيادة القانون والحفاظ على الأمن، لما كانت إسرائيل وقعت هذه الاتفاقات". ونفت السلطة الفسلطينية صلتها بتهريب الأسلحة، واتهم وزير الإعلام ياسر عبد ربه إسرائيل بمحاولة التغطية على الجريمة التي ارتكبها جيشها في خان يونس، غير أن المراسلين في وسائل الإعلام الإسرائيلية انبروا للحديث عن "نقل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى مستوى حرب شاملة". كما كتب اليكس فشمان، الذي وصف ما احتوته سفينة "سانتوربيني" بأنها "طرف الكتلة الثلجية لترسانة الأسلحة" التي تزودت بها السلطة الفلسطينية. ويعتبر القادة الإسرائيليون ان حيازة الفلسطينيين الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقات الموقعة مع الدولة العبرية يمكن أن تغير طبيعة النزاع. لكن السلطة الفلسطينية نفت أي علاقة لها بتهريب الأسلحة، وهو ما رفض شارون تصديقه. وأضاف: "السلطة الفلسطينية وحدها تستطيع أن تتسلم هذه الأسلحة" باعتبار أن "أحداً ليس لديه الامكانات لتسلم هذه الكمية من الأسلحة على سواحل غزة". واعتبر شارون أن هذا التهريب يثبت أن السلطة الفلسطينية تستعد لمعركة طويلة الأمد بهدف الحصول بالقوة على ما لا يمكنها الحصول عليه بالمفاوضات. وقال: "ليس هنالك أدنى شك في أن عرفات يريد تحقيق أقصى ما يستطيع عبر التفاوض وهو يريد الضغط للحصول على المزيد في المستقبل". وقال: "يجب عدم السماح لإرهابيين مسلحين بالتخفي وراء الأطفال لإطلاق النار". وأعلن وزير المال الإسرائيلي سيلفان شالوم، الذي يزور واشنطن للإذاعة الإسرائيلية: "لقد أبلغت كوندوليزا رايس مستشارة شؤون الأمن القومي في إدارة جورج بوش تفاصيل هذه القضية لتبلغ بدورها الرئيس بالتهديدات الفلسطينية".