سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تستدعي زيني بعد الفيتو السلطة تغلق مراكز غير عسكرية ل"حماس" و"الجهاد" في غزة مجزرة في بيت ياحون بعد اقتحامها . أميركا تخلي الساحة لاسرائيل وعرفات يتجه الى اعلان وقف الانتفاضة
استدعت الإدارة الأميركية امس مبعوثها الى الشرق الأوسط الجنرال المتقاعد أنتوني زيني للتشاور، وذلك بعد ساعات من الفيتو الأميركي على مشروع قرار في مجلس الأمن يدين "أعمال الإرهاب" ضد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين ويدعو الى رقابة دولية في الأراضي الفلسطينية. وتزامن ذلك مع تصعيد غير مسبوق في الأراضي الفلسطينية رافقته تكهنات بأن الرئيس ياسر عرفات سيعلن وقف الانتفاضة في خطاب سيوجهه الى شعبه في أول ايام عيد الفطر. راجع ص5 و9 ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في الشرطة الفلسطينية ان السلطة اغلقت امس اربع مؤسسات سياسية وثقافية واجتماعية تابعة لحركتي "حماس" و"الجهاد" تنفيذاً لقرار يقضي بإغلاق 16 مؤسسة تابعة للحركتين. وتصاعد التوتر في الاراضي الفلسطينية عندما أعاد الجيش الإسرائيلي احتلال بلدة بيت حانون في قطاع غزة حيث استشهد خمسة فلسطينيين. وهذه هي المرة الاولى منذ اقامة السلطة الفلسطينية عام 1994 التي تقدم فيها اسرائيل على اعادة احتلال مدينة كاملة في قطاع غزة بعد ان كانت نفذت هذه السياسة في الضفة الغربية مرارا وتكرارا. وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات على مغادرة زيني الى الأردن ومصر للبحث في الأوضاع المتدهورة، وقبل ساعات من اعلان واشنطن استدعاءه بهدف "تقديم تقويم للوضع الى الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول في ضوء الأحداث الأخيرة" حسب ما اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية الذي اضاف ان "زيني سيعود الى المنطقة لمواصلة مهمته". وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان التصعيد ضد الشعب الفلسطيني وقادته لم يحدد بسقف زمني ولن يتوقف "الا بعد ان يتم فرض نظام جديد في المناطق". وكشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس ان الخطوط العريضة للتصعيد الحالي وضعت في لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الاميركي قبل اسبوعين وغداة التفجيرات في القدس وحيفا. وزادت ان بوش طرح امام شارون خيارين اولهما شن عدوان منفلت على عرفات مع الاخذ بالحسبان امكان ان تكون النتائج وخيمة، او اتباع اسلوب "الضغط الزاحف" بدعم أميركي، مضيفا: "تعال نمنح عرفات فرصة اخرى وفي حال لم تأت بنتائج نمارس عليه ضغوطاً فظة وانا ادعمك بكل قوة". ولم يأت التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة مفاجئا، فهو اعقب الفيتو الاميركي في مجلس الامن الذي حمل في طياته رفض واشنطن مساعدة الرئيس الفلسطيني واطلاق يد شارون لاستكمال تقويض قيادته والبنية التحتية للسلطة الفلسطينية. وكانت اسرائيل رحبت بالفيتو الأميركي، معتبرة ان واشنطن تحركت "ضد الارهاب والنفاق"، في حين دانته السلطة الفلسطينية بشدة، معتبرة انه لن يخدم عملية السلام والاستقرار في المنطقة. وبرر السفير الاميركي جان نغروبونتي الفيتو الاميركي بقوله ان مشروع القرار "لم يتطرق الى الهجمات الأخيرة ضد الاسرائيليين أو المسؤولين عنها". وفيما ينتظر الفلسطينيون مضمون الخطاب الذي سيلقيه عرفات عن مخاطر الوضع الحالي، وسط توقعات باعلان وقف الانتفاضة المستمرة منذ نحو 15 شهرا، اعلنت الجامعة العربية ان اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيعقد الخميس المقبل في مقر الجامعة في القاهرة بعد تلقيها امس طلباً من فلسطين لعقد هذا الاجتماع للبحث في الأوضاع الخطيرة والمتردية جراء الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية.