تستحق محادثات السورية-الاميركية بين الرئيسين حافظ الاسد وبيل كلينتون التي تعقد اليوم في جنيف وصف "قمة استراتيجية تبحث التفاصيل"، اذ انها ستترك اثراً على مستقبل العلاقات بين دمشقوواشنطن والوضع الاقليمي من جهة، وستبحث في العناصر الاربعة ل"الخلاف" السوري-الاسرائىلي التي تمنع توصل الطرفين الى اتفاق سلام من جهة ثانية. راجع ص 3 وكان الرئيس كلينتون ابلغ الرئيس الاسد انه يحمل "اخباراً طيبة" من رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك تتعلق بالانسحاب الكامل من الجولان لاستئناف مفاوضات السلام المجمدة منذ بداية العام الجاري، لذلك فإن الجانب السوري "يتطلع" لمعرفة تفاصيل هذه "الاخبار الطيبة". وبعد وصول الرئيس الاسد مساء امس على رأس وفد كبير يضم وزير الخارجية السيد فاروق الشرع وعدداً من الخبراء في ملف مفاوضات السلام والسياسيين والاعلاميين السوريين واللبنانيين، وصل الرئيس كلينتون فجر اليوم الى فندق "انتركونتينننتال" في العاصمة السويسرية، حيث يقيم الوفدان. ومن المقرر ان تجري اتصالات بين الشرع ونظيرته الاميركية مادلين اولبرايت، تمهيداً لمحادثات الاسد - كلينتون التي من المقرر ان تبدأ نحو الثالثة بعد ظهر اليوم. وقال مصدر ديبلوماسي ل"الحياة" ان جدول اعمال القمة سيستمر الى الساعة الثامنة مساءً وانها ستضم الى الرئيسين اثنين من كل طرف هما الشرع واولبرايت ومنسق عملية السلام دينس روس و"ربما" رئيس الاركان السوري الاسبق اللواء يوسف شكور، مضيفاً : "ربما يستأنف الرئيسان محادثاتهما يوم غد اذا استدعى الامر ذلك". وقالت مصادر اخرى ل"الحياة" ان "نتائج المحادثات ستقرر ما اذا كان الرئىس الاميركي سيلخص نتائج المحادثات في تصريح صحافي يلقيه في ختامها او ان يصدر الطرفان بياناً يتضمن ذلك"، على ان يبلغ الجانب الاميركي الاسرائيليين هاتفياً او عبر ارسال اولبرايت الى الشرق الاوسط - حسب نتائج المحادثات - تمهيداً لاستئناف المحادثات. وزادت ان اقتصار المحادثات على ساعات محددة "ليس مؤشراً سلبياً، بل انه يدل الى ان الاتصالات لم تتوقف وان القضايا العالقة في انتظار قرارات سريعة وحاسمة"، مشيرة الى ان القمة تأتي بناء على "طلب" كلينتون الذي قال انه يحمل "شيئاً جديداً" في شأن محادثات السلام بين دمشق وتل ابيب. واوضحت:"ان الاتصالات لم تتوقف وان مبعوثين عرباً واجانب عديدين نقلوا رسائل لتقريب وجهات النظر" بين سورية واسرائيل خلال الشهرين الاخيرين. ويأمل الجانب السوري بأن يكون "جديد" باراك يتعلق ب"التزام فعلي" بالانسحاب الكامل من الجولان الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967، وذلك بعدما "اقرّ" مطلع الشهر الجاري امام اعضاء حكومته بأن اربعة رؤساء وزراء سابقين تعهدوا الانسحاب الكامل من الجولان وانه سيكون "استمراراً" لمواقفهم. يذكر ان الجولة الثالثة من محادثات باراك - الشرع في شيبردزتاون فرجينيا الغربية الاميركية لم تعقد في 19 كانون الثاني يناير الماضي كما كان مقرراً في ختام الجولة الثانية في العاشر من الشهر نفسه، بسبب رفض باراك الموافقة على عقد اجتماعات اللجنة الرابعة ل"ترسيم" حدود الرابع من حزيران. كما ان الجانب السوري رفض علنياً ارسال وفد خبراء الى واشنطن للقاء نظرائهم الاسرائيليين، بسبب انزعاج دمشق من "تسريب" الاسرائيليين "وثيقة العمل" التي توصل اليها الاميركيون في ضوء مواقف دمشق وتل ابيب من ملفات: الحدود، الامن، المياه، وعلاقات السلم العادية. موسى: القمة لا يمكن ان تفشل وفي واشنطن "الحياة" اعرب وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عن أمله في ان تؤدي قمة جنيف الى النجاح لجهة استئناف المحادثات السورية - الاسرائيلية، واحراز تقدم في جوهر المفاوضات. وقال: "لا يمكن ان تفشل القمة لأن ذلك سيؤدي الى تداعيات سلبية". واضاف في مؤتمر صحافي امس، على هامش زيارة الرئيس حسني مبارك للولايات المتحدة انه يأمل بأن تؤدي المفاوضات التي سيجريها مبارك مع الرئيس كلينتون بعد غد الثلثاء الى "عدم السماح للفرصة الحالية بأن تضيع". واضاف: "افترض ان لبنان لن يكون غائباً عن قمة جنيف".