اكدت القمة السورية - المصرية بين الرئيسين حافظ الاسد وحسني مبارك ازالة البرود في العلاقات بين البلدين، إذ انها القمة الاولى منذ نحو سنة تخللتها رسائل متبادلة عبر وزيري الخارجية المصري السيد عمرو موسى والسوري السيد فاروق الشرع. واستهدفت القمة اطلاع الرئيس المصري على آخر تطورات المفاوضات السورية - الاسرائىلية والاسباب التي أدت الى عدم استئنافها في 19 الجاري، كما كان الجانب الاميركي يتوقع. وأكد الرئيس مبارك دعم بلاده مطالب دمشق بالانسحاب من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967. وجدد مصدر سوري التأكيد، امس، ان بلاده تريد "تعهداً خطياً بالانسحاب الى خط 4 حزيران لاستئناف المحادثات" بين الشرع ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، لافتاً الى ان باراك "تهرب من التزام ذلك في مفاوضات شيبردزتاون متذرعاً بأسباب داخلية ومطالباً بمعرفة ما ستقدمه سورية مقابل الانسحاب" من الجولان. في المقابل، ابلغت مصادر مصرية "الحياة"، نقلاً عن الوزير موسى قوله ان الرئيس مبارك اطلع الاسد "على نتائج الاتصالات المصرية في شأن تطورات عملية السلام" خلال المحادثات التي "ركزت اصلاً على هذا الموضوع". واعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان الرئيسين عقدا امس في "قصر تشرين" اجتماعين احدهما مغلق وآخر موسع ضم من الجانب السوري نائبي الرئيس السيد عبدالحليم خدام ومحمد زهير مشارقة ورئيس الوزراء المهندس محمود الزعبي والشرع ووزيري الاعلام الدكتور محمد سلمان والرئاسة السيد وهيب فاضل. في حين حضر من الجانب المصري وزيرا الاعلام الدكتور صفوت الشريف والخارجية والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز. وتناولت المحادثات ايضاً استئناف اجتماعات اللجنة العليا السورية-المصرية بين رئيسي الوزراء، وهي لم تجتمع منذ سنوات، اضافة الى تعيين سفير سوري في القاهرة بعد انتهاء فترة عمل الدكتور عيسى دروريش في نهاية العام الماضي، علماً بأن الدكتور مجيد ابو صالح، عضو الوفد المفاوض الى شيبردزتاون، عين قائماً بالاعمال في القاهرة. وشاب الجمود علاقات البلدين اثر فوز باراك في الانتخابات الاسرائىلية بسبب رغبة القاهرة في التركيز على المسار الفلسطيني ودعوتها الى قمة خماسية تضم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، الامر الذي رفضته دمشق. لكن المسؤولين المصريين جددوا في الشهور الاخيرة تأكيد دعم مصر المطالب السورية لاستئناف المفاوضات في اطار تبادل الاشارات لإعادة الحرارة الى العلاقات الثنائىة. وكرر مسؤولون امس ان العلاقات بين البلدين "استراتيجية". ومن المقرر ان ينتقل الرئيس مبارك اليوم الى عمان لاجراء محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين.