احتشد نحو نصف مليون شخص من مؤيدي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح صباح أمس في مدينة إب، حيث نظم مهرجانه الخامس عشية الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 الشهر الجاري. وواصل منافسه الوحيد نجيب قحطان الشعبي حملته في عدد من المحافظات، وشهدت مهرجاناته حضوراً شعبياً لا بأس به. ولوحظ أن المرشحين للرئاسة علي صالح والشعبي لم يتبادلا الحملات والانتقادات، وركزت انتقادات الشعبي على سياسة الحكومة في معالجة الأوضاع الاقتصادية والاختلالات الأمنية، وهاجم مقاطعي الانتخابات أو من يدعون الى مقاطعتها معتبراً أنهم يسيرون خارج السرب و"ضد الاجماع الوطني". واحتشد أكثر من نصف مليون شخص في الأستاد الرياضي في مدينة إب تأييداً للرئيس علي صالح مرشح أحزاب التحالف الوطنيالمؤتمر الشعبي العام الحاكم، والتجمع اليمني للاصلاح، والمجلس الوطني للمعارضة، وذلك في مهرجان انتخابي لم تشهد مثله محافظة إب، اذ توافد ابناؤها من كل المناطق والمديريات رافعين شعارات مؤيدة للرئيس، ولافتات كتبت عليها عبارات من برنامجه الانتخابي، وأخرى تذكره بمطالب المواطنين المتعلقة بالخدمات العامة وتحسين الأحوال المعيشية وتعزيز مسيرة الاصلاحات الشاملة. ولوحظ أن النساء كان لهن حضور مكثف في مهرجانات علي صالح ومنافسه، لكن أياً منهما لم يلفت في خطاباته الى دعم مشاركة المرأة. ولم يكرر الرئيس اليمني في خطابه في إب أمس هجومه على أحزاب المعارضة المنضوية في مجلس التنسيق الأعلىبزعامة الحزب الاشتراكي، كما فعل في عدن وحضرموت، وتحدث عن المستقبل الذي "يحتاج من كل أبناء الوطن الى العمل وتجاوز الخلافات والضغائن والتكاتف من أجل التنمية والبناء الاقتصادي واستكمال بناء الدولة الحديثة وانهاء كل مظاهر الفوضى والاختلالات في كل المجالات". ووعد ناخبيه في إب بتأمين كل الخدمات لمناطقهم في ضوء خطط الحكومة و"دعم عملية النهوض التنموي في البلاد ومجالات الاستثمار". وأكد التزامه "الديمقراطية كخيار وطني لا رجعة عنه لأنه تعبير عن ارادة الشعب وحريته في اختيار ممثليه في الحكم". واعتبر أن الانتخابات الرئاسية "بداية حقيقية لممارسة الديموقراطية على أصولها، والتزام مبدأ التداول السلمي للسلطة، من منطلقات ومفاهيم وطنية ودستورية وديموقراطية حقيقية". ووعد الرئيس صالح باجراء الانتخابات المحلية في أقرب وقت، مشدداً على أن "الخيار الديموقراطي سيظل من الثوابت الوطنية لتكون صناديق الاقتراع، وليس الدبابة أو المدفع أو الانقلابات العسكرية، السبيل لانتخاب نواب الشعب ورئيس الدولة". وأكد ان "من حق كل مواطن أن يقول كل شيء، ومن حق المعارضة ان تقول كل شيء، لكن من حق الحكومة أيضاً أن تقول كل شيء وليس من حق المعارضة أن تحجب عن الحكومة حقها في قول الحقائق عن انجازاتها".