طلب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من حكومة الدكتور عبدالكريم الإرياني تقديم برنامج خلال ثلاثة أشهر يهدف إلى "استئصال" الفساد والاختلالات في مفاصل الدولة والسلطات الثلاث، في ما اعتبر ضوءاً اخضر للحكومة لممارسة صلاحيات واسعة في هذا المجال، للمرة الأولى. وكان علي صالح يتحدث أمام مجلس النواب أمس بعد أدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات. ولوحظ حضور قادة أحزاب "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" التي قاطعت الانتخابات الرئاسية في 23 الشهر الماضي مراسم أداء اليمين، وفي مقدم هؤلاء علي صالح عباد مقبل الأمين العام للحزب الاشتراكي، الذي كان مجلس النواب رفض تزكيته لخوض الانتخابات وعبدالملك المخلافي الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري. واعتبر علي صالح أن برنامجه الانتخابي الذي طرحته أحزاب "التحالف الوطني" المؤتمر الشعبي وتجمع الإصلاح والمجلس الوطني للمعارضة هو برنامج ولايته الرئاسية الجديدة، وقال: "بتعاون كل القوى السياسية الخيّرة سننجز المهمات التي تضمنها البرنامج". وحض أعضاء مجلس النواب على التخلي عن طلب وساطات رئيس الدولة وباقي المسؤولين لأنها "تخريب لكل التشريعات والقوانين، وإذا استمررنا بهذا الأسلوب هنا وهناك فلا قيمة لتشريع أو قانون". وفي مؤشر يستبعد إجراء الرئيس اليمني تغييراً حكومياً أو تعديلاً وزارياً بعد الانتخابات، دعا علي صالح حكومة الإرياني حضر والوزراء مراسم أداء اليمين الدستورية إلى تقديم "برنامج خلال ثلاثة أشهر لاستئصال كل السلبيات والقضايا العالقة والمستعصية، للتعاون من أجل حلها في شكل مسؤول"، وحض الوزراء على العمل ل"اقتلاع كل سلبيات الماضي سواء في رئاسة الدولة أو الحكومة أو القضاء أو في مجلس النواب". ورأى مراقبون في هذه الدعوة ضوءاً أخضر من علي صالح للحكومة لممارسة صلاحيات واسعة تمكنها من المضي في الإصلاحات الشاملة على كل المستويات، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها. ودعا علي صالح أحزاب المعارضة "بالمطلق" الى إعداد نفسها الإعداد السليم لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2004 "بجدارة"، معتبراً تحديد الدستور الولاية الرئاسية بخمس سنوات مكسباً يمنياً. وأضاف: "أطالب القوى السياسية بأن تهيئ نفسها لخوض الانتخابات المقبلة في شكل تنافسي". وشدد على ضرورة إصلاح السلطة القضائية وإنهاء كل اختلال فيها، مؤكداً أهمية التغيير الشامل، وزاد: "يجب ألا نظل نراوح في مكاننا جامدين، فالتغيير مهم للاستفادة من كل ما حولنا". ونبه الى أن "عجلة التقدم والديموقراطية والوحدة دارت الى امام ولن تعود أبداً الى خلف". وألقى رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله الأحمر كلمة لدى أداء الرئيس اليمين، وحض علي صالح على "أداء كل المسؤوليات الوطنية التي على عاتقه" خلال ولايته الجديدة، كونها "حافلة بالتحديات التي لن تعالج بمجرد الحديث عنها بل بجهود جبارة تتطلب ارتقاء الجميع الى مستوى التحدي". ودعا الى العمل "بعيداً عن تصفية الحسابات ورصد المكامن على حساب مصلحة الوطن".