أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن جهود تسوية مسألة الحدود اليمنية - السعودية قطعت شوطاً كبيراً، وان البلدين "نياتهما صادقة لمعالجة هذه المسألة عاجلاً أم آجلاً". ووصف الرئيس اليمني "جيش عدن الإسلامي" بأنه "ظاهرة إعلامية لا وجود لها في الواقع"، وقال إن زعيم جماعة "أنصار الشريعة" أبو حمزة المصري "محتال ومهرج"، مؤكداً ان "لا خطر على اليمن من الارهاب والتطرف". أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ان "شوطاً كبيراً تم انجازه في مسألة الحدود اليمنية - السعودية. ونحن على تواصل بين البلدين والنوايا صادقة لإنهاء هذه المسألة عاجلاً أو آجلاً". وحمل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعنف على أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" ووصفها بأنها "ظاهرة صوتية وهي في خصومة مع الشعب والوطن". وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في دار الرئاسة بصنعاء بمناسبة الاعلان عن يوم الاقتراع لإجراء أول انتخابات لرئيس الجمهورية في اليمن يوم 23 أيلول سبتمبر المقبل، "إن مجلس النواب كان على حق عندما حجب التزكية البرلمانية عن مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، لأن ترشيحه تم من لندن وليس من اليمن. وكان الهدف من الترشيح تعطيل الانتخابات وتعكيرها". وقال علي صالح إنه مرشح للانتخابات الرئاسية باسم المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم وحزب التجمع اليمني للاصلاح وأحزاب المجلس الوطني للمعارضة والشعب اليمني. واعتبر المرشح المنافس نجيب قحطان الشعبي مرشحاً مستقلاً على رغم انتمائه إلى المؤتمر الشعبي. وقال إن الشعبي "هو أيضاً مرشح الشعب اليمني". وتحدث الرئيس علي صالح عن "الاختلالات وحالات الفساد والاصلاحات الشاملة في البلد"، ووعد بأن تكون مهمة الحد منها في أولويات الفترة الرئاسية المقبلة كهدف لاستكمال بناء دولة المؤسسات وتصحيح الاختلالات في كل مفاصل النظام. واتهم جهات خارجية بالعمل على تقويض الأمن والاستقرار في اليمن من خلال أعمال الخطف والتفجيرات المتكررة. واعتبر أن زعيم جماعة "أنصار الشريعة" أبو حمزة المصري، ومقره لندن، "مجرد محتال ومهرج"، وأن "لا خطر على اليمن من الارهاب والتطرف". وقال إن "جيش عدن الإسلامي ظاهرة إعلامية لا وجود لها على الواقع". وفي رد على سؤال من "الحياة" في شأن ما إذا كان يرى بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستتم في إطار العملية الديموقراطية على رغم اقصاء مرشح المعارضة من قائمة الترشيح داخل البرلمان، قال: "نحن نرى في الانتخابات الرئاسية الأولى في اليمن تجربة فريدة. وكنت شخصياً، ومن دون مزايدة، لا أريد خوضها، وأن أترك المجال لغيري، لكن إصرار أحزاب سياسية وشخصيات اجتماعية وجماهير الشعب وفي مقدمها المؤتمر الشعبي وحزب الاصلاح وأحزاب المجلس الوطني للمعارضة جعلني أقبل الترشيح". وتابع: "بالنسبة إلى قرار مجلس النواب عدم قبول مرشح أحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة، الأمر يعود إلى المجلس، وأنا شخصياً اعتبره قراراً محقاً وفي محله، لأن مرشح المعارضة علي صالح عباد، الملقب مقبل، الأمين العام للحزب الاشتراكي تم ترشيحه من لندن وكان هدفه تعطيل العملية الانتخابية". وأضاف مهاجماً قيادات الحزب الاشتراكي وبعض أحزاب المعارضة "ان معارضة ما يسمى مجلس التنسيق لا تحظى باحترام المواطن وهؤلاء في خصومة مع الشعب ومع الوطن، فكيف يتم منحهم تزكية ممثلي الشعب لخوض الانتخابات. إنني أنصح هذه الأحزاب بالتصالح أولاً مع الوطن نتيجة ما اقترفته من أعمال تخريبية وأحداث آثمة ضد البلد، وتبني برامج حقيقية بدلاً عن الشتائم والاستهتار بالمبادئ والثوابت الوطنية". وطالب الرئيس علي صالح أحزاب المعارضة اليمنية بتشكيل أكثر من جبهة وطنية متماسكة يكون لها تأثير على الساحة من خلال "نشاطها الوطني وتنافسها ببرامج وطنية حقيقية تجعل منها مؤهلة لتصبح البديل للحكم في البلد. أما في وضعها الراهن فهي عبارة عن منابر إعلامية ونشاطات فردية عتيقة أسيرة لماضي الصراع ومشدودة نحو ممارسة الثأر السياسي". ورداً على سؤال عن أولويات المرحلة المقبلة في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية قال الرئيس علي صالح ان "الهدف الرئيسي هو القضاء على كل ما هو سلبي في ادارة شؤون الحكم رئاسية او حكومية او ادارية او تنموية وإقتصادية، والعمل على تصحيح الاختلالات والأخطاء في كل مفاصل الدولة". وعما اذا كان يعتزم تشكيل حكومة وفاق وطني او مصالحة وطنية بعد الانتخابات قال الرئيس اليمني: "ليس هناك خلافات وطنية أساساً الا في رؤوس الذين هم على خلاف مع الوطن ويطالبون بمصالحة وطنية، مصالحة مع من؟ ولماذا الحديث دائماً عن حكومة وفاق او مصالحة؟ الوطن مستقر وليس هناك ضرورة حتى لإعادة تشكيل حكومة بعد الانتخابات لأن ذلك غير ملزم ونظامنا السياسي مرن جداً وهو بين النظام الرئاسي والنظام البريطاني". ورداً على سؤال عن انباء عن عزم المرشح الرئاسي المنافس نجيب قحطان الشعبي الانسحاب من الانتخابات الرئاسية قال الرئيس اليمني "لم أسمع بمثل هذه المعلومات وربما ان هذه الانباء تعليقات صحافية لا اكثر. ولا علم لدينا بأن الأخ نجيب قحطان لوح او ينوي التلويح بالانسحاب هذا فقط دس صحافي. واعتبر ان "نجيب قحطان مرشح مستقل على رغم انه عضو في المؤتمر الشعبي العام الحاكم وهو مرشح للشعب وهو بترشيحه يمارس حقه الدستوري والديموقراطي. والتنافس بيننا سيكون بالبرامج وليس بالشتائم كما يريدها الآخرون". وأشاد بالعلاقة بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح وقال انها "علاقة استراتيجية جمعتنا فيها المبادء والثوابت الوطنية ومهما اختلفنا فلن يكون الخلاف الا من اجل الوطن وخدمته". وتحدث الرئيس اليمني عن حادث خطف ديبلوماسيين فرنسيين قبل ايام في محافظة مأرب. وقال ان "الخطف الاخير تم بتدبير جهات معينة في الداخل انه عمل تخريبي هدفه خطير وستكشف التحقيقات أبعاد الحادث ومن يقف وراءه". وأضاف ان "الذين خطفوا الفرنسي وزوجته يوم الخميس الماضي هم انفسهم متهمون بمحاولة اغتيال الأخ عمر الجاوي زعيم حزب التجمع الوحدوي توفي قبل نحو عام منذ 8 سنوات وقتل في المحاولة العقيد احمد الحريبي انذاك وهؤلاء مطلوبون امام اجهزة القضاء". وفي شأن انباء افادت ان لدى الحكومة اليمنية توجهاً لترحيل من تبقى من يهود اليمن الى اسرائيل، قال الرئيس علي صالح "هذه مزاعم كاذبة لدينا عدد قليل من ابناء الديانة اليهودية وهم يمنيون يتمتعون برعاية الدولة والقانون يحميهم ويكفل حقوقهم ولا توجد نية لترحيلهم كما ان اليمن لن تستقبل اي يهودي من الخارج او من اسرائيل لأن اسرائيل دولة معادية ولم تلتزم السلام الشامل والعادل في المنطقة الذي يعيد الحقوق العربية في فلسطين ولبنان وسورية وهذا هو موقفنا". وهاجم الرئيس صالح عملية التطبيع مع اسرائيل وقال ان هذا التطبيع لن يعيد الحقوق العربية بهذه الطريقة انه لفائدة اسرائيل على حساب العرب". ودعا الى التضامن العربي وأشاد بتطورات التقارب المغربي - الجزائري، واعتبره خطوة في طريق عودة التضامن والمصالحة العربية - العربية".