قالت مصادر الصناعة النفطية العالمية ل "الحياة" أن سعر برميل نفط مزيج برنت انخفض بقيمة دولار و20 سنتاً منذ يوم الاثنين الماضي وبعد مؤتمر منظمة "أوبك" لأن المتعاملين في السوق النفطية يشككون باحتمال التزام اعضاء المنظمة التخفيضات التي أقروها في المؤتمر الاستثنائي الذي كان قرّر خفض انتاج دول المنظمة استنادا الى انتاجها في شهر شباط فبراير بمستوى 2،1 مليون برميل في اليوم. وارتفع سعر مزيج "برنت" تسليم شهر أيار مايو في بورصة النفط الدولية في لندن امس الى 14.33 دولار بزيادة سبعة سنتات على سعر الاقفال يوم الاول من امس، مدعوما بعوامل فنية. وكانت اسعار النفط هبطت اول من امس بعد انتهاء اجتماع وزراء "اوبك" في فيينا. ورأى وزير النفط الجزائري السابق نورالدين آيت الحسين، وهو حالياً رئيس شركة "نلكوزا" للاستشارات النفطية، أن السوق يحتاج حالياً إلى تخفيض أكثر من مليوني برميل في اليوم لكي تتحسن الأسعار. وأضاف ان الخفض بمستوى 2،1 مليون برميل في اليوم من دول "أوبك" و300 ألف برميل في اليوم من دول خارج "أوبك" "غير كافٍ" لرفع الأسعار حتى في أفضل الحالات التي يكون فيها التزام الدول خفضها "جدي وكامل". إيران وكان مؤتمر "أوبك" الاستثنائي التأم على مدى حوالي 7 ساعات للتوصل الى الصيغة النهائية التي أعلنت دول المنظمة عبرها تخفيضاتها نتيجة الموقف الإيراني الذي كاد يعرقل التوصل الى اتفاق، إذ أصر وزير النفط الايراني بيجان زنغنة على خفض انتاج بلادهم بمعدل 140 ألف برميل في اليوم من أصل رقم الانتاج الذي اعطته إيران للأمانة العامة للمنظمة وهو 80،3 مليون برميل في اليوم لشهر شباط. وكانت أرقام المصادر الثانوية التي تعتمدها الامانة العامة ذكرت ان انتاج إيران لشهر شباط بلغ 6،3 مليون برميل في اليوم. وأكدّ الوزير الايراني أن إنتاج بلاده ارتفع في آذار مارس إلى مستوى حصتها الانتاجية، أي 9،3 مليون برميل في اليوم. وتسبب موقف الوزير الإيراني في توتر وإطالة الجلسة الاستثنائية التي انتهت في ساعة متقدمة من الليل، إلا أنه عاد ووافق أخيراً على اعتماد رقم انتاج شباط الذي اعطته المصادر الثانوية أي 6،3 مليون برميل في اليوم. وبما أن المعلومات عن موقف ايران في الجلسة وصلت الى المتعاملين في السوق ازداد التشكيك في امكان التزام ايران بهذا القرار. وبالاضافة إلى ذلك، تقول مصادر الصناعة النفطية ان هناك دولاً ليست لها أي مصداقية في التزام تخفيضاتها ولو أنها بدأت فعلياً خفض انتاجها منها مثلا نيجيريا، فهي معروفة تقليدياً في المنظمة بأنها من الدول الأقل استعداداً للالتزام. وقالت المصادر ان الدول الثلاث التي لا يشك بجديتها هي السعودية والكويت والامارات، أما باقي الدول فهي على رغم ما قاله وزراء نفط "أوبك" ل "الحياة"، لا تلتزم. إلا أن مصادر خليجية أكدّت ل "الحياة" انه في مثل هذه الحالة ستشهد الأسعار تدهوراً يؤثر في الجميع ويضر بهم، خصوصاً أن الدول الثلاث السعودية والكويت والامارات أكدت منذ اجتماع الرياض أن العبء على الجميع وأن أي دولة كبرى لن تتحمل العبء وحدها. ولكن الفترة الاختبارية للاتفاق كما قال وزير النفط السعودي علي النعيمي ل "الحياة" وزميله الكويتي الشيخ سعود الصباح هي للشهرين المقبلين، فإذا استمرت الأسعار في الانخفاض ربما لجأت دول "أوبك" الى خفض آخر. كم أنه من المنتظر، حسب مصادر نفطية عالمية، أن تعلن روسيا خفض انتاجها إذا استمر انخفاض الأسعار من الآن وحتى حزيران يونيو المقبل. وهو موعد المؤتمر المقبل لمنظمة "أوبك". ورأت مصادر الصناعة النفطية أن قرار "أوبك" كان نصراً لدولتين هما السعودية وفنزويلا، إذ أن السعودية حصلت على مساهمة الجميع في العبء عبر خفض انتاجهم، وحصلت فنزويلا على اتفاق قضى بعدم الخوض في قضية الحصص، إذ أن إنتاجها في شباط يفوق بكثير حصتها الانتاجية التي كانت تقررت في مؤتمر جاكارتا.