قال مصدر خليجي رفيع المستوى في "اوبك" ل "الحياة"، أمس، ان المطروح ليس اتخاذ قرار جديد بخفض الانتاج ولكن مدى التزام جميع اعضاء "اوبك" بوعودهم السابقة، موضحاً أن المطروح في السوق ليس فقط كمية الانتاج لكن "مصداقية اوبك". وعقد وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" اجتماعاً غير رسمي بعد ظهر أمس في جناح وزير النفط الاماراتي رئيس "اوبك" عبيد سيف الناصري، تمهيداً لاجتماعهم الرسمي الذي بدأ في وقت لاحق أمس، ويهدف الى ايجاد حل للَجْم تدهور أسعار النفط الذي بلغ في اليومين الماضيين مستويات دنيا تاريخية لم يشهدها منذ نحو 12 عاماً. وبدأ التعامل في بورصة النفط الدولية في لندن أمس بارتفاع سعر خام القياس البريطاني "برنت" تسليم كانون الثاني يناير نحو 15 سنتاً الى 11.35 دولار للبرميل. لكن على رغم هذا التحسن النسبي في اسعار النفط يتوقع المحللون في الاسواق النفطية استمرار تدهور الاسعار بنحو دولار واحد على الاقل اذا قرر وزراء "اوبك" في فيينا اليوم استمرار العمل باتفاق الخفض السابق وعدم اتخاذ اجراءات جديدة لخفض الفائض النفطي في الاسواق. وكان بين المواضيع التي تداولتها اوساط "اوبك" أمس عدم التزام عدد من الدول في المنظمة اتفاقات خفض الانتاج السابقة واثر ذلك في أي تخفيضات جديدة يمكن بحثها في ظل هذا الوضع. واجرى وزير النفط السعودي على النعيمي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع مسؤولين نفطيين بينهم وكيل وزير النفط المكسيكي خورخه خافيير. واجمعت مصادر "اوبك" على ان المؤتمر لن يتخذ قرارات جديدة بالنسبة الى خفض الانتاج، لكنه سيصر على التزام الدول التي لم تلتزم بالخفوضات وخصوصاً فنزويلاوايران. وتشير معلومات "اوبك" الى ان انتاج المنظمة في تشرين الاول اكتوبرالماضي بلغ 24.568 مليون برميل يومياً، ما يشير الى التزام الاعضاء بنسبة 93 في المئة من الخفوضات. لكن المحللين يشككون في مدى التزام دول "اوبك" قرارات خفض الانتاج التي توصلت اليها المنظمة في آذار مارس وحزيران يونيو الماضيين، وتقضي بخفض انتاج المنظمة بنحو 2.6 مليون برميل يومياً، على رغم اصرار الامين العام ل "اوبك" ريلوانو لقمان امس على أن دول "اوبك" التزمت الخفض المقرر بنسبة 90 في المئة. وتوجه اتهامات الى فنزويلا بتجاوز حصتها لاسباب سياسية محلية تتعلق بانتخابات الرئاسة الشهر المقبل. ولا تستبعد اسواق النفط ان تتراجع ايران عن وعودها بتقليص انتاجها النفطي نظراً الى انها تقول دائماً ان انتاجها ضعيف اساساً.