أكد الرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" عبيد بن سيف الناصري ان المنظمة ستعقد مؤتمراً طارئاً يوم الاثنين المقبل في فيينا، فيما كشفت مصادر نفطية رفيعة في أوبك ان دولاً من خارج المنظمة ستدعى لحضور هذا المؤتمر. وقال الناصري وهو وزير النفط بدولة الامارات في تصريح الى "الحياة" ان المؤتمر الطارئ الذي سيحضره جميع الوزراء في "أوبك" سيبارك الاتفاق الذي تم التوصل اليه الأحد في الرياض وسيضفي عليه الطابع القانوني والجماعي في اطار المنظمة". وينص اتفاق الرياض الذي شارك فيه وزراء نفط السعودية وفنزويلاوالمكسيك على خفض الانتاج بين 6.1 و2 مليون برميل يومياً. وتوقع مصدر رسمي في "أوبك" في حديث الى "الحياة" ان تلتزم الدول التي اعلنت عزمها على خفض انتاجها تقليص انتاجها فعلياً وليس مجرد الاعلان عن رغبتها في ذلك، ليكون للقرار تأثير حقيقي على تحسين السوق النفطية ورفع مستوى أسعار النفط. وقدّر المصدر انتاج "اوبك" بين 28.5 و28.6 مليون برميل في اليوم وأنه في حال توصل اعضاء المنظمة الى خفض حوالى 1.6 مليون برميل في اليوم، فإن الانتاج سيكون في مستوى 27 مليون برميل في اليوم. وتوقع المصدر ان يكون التزام الدول "جدياً"، مشيراً الى ان بعض الدول المشكوك تقليدياً في قدرتها على الالتزام بما يتفق عليه مثل نيجيريا بدأت فعلاً بخفض انتاجها. وذكر المصدر ان الاجتماع الطارئ سيقرر هذا التخفيض للأشهر التسعة الباقية من السنة، وأن المؤتمر الطارئ لن يتحدث عن سقف انتاجي ولا عن حصص انتاجية وان الاتجاه هو تبسيط الأمور من دون الخوض في مسائل الحصص والسقف من اجل التوصل الى اتفاق يدعم السوق النفطية. والدول التي اعلنت حتى الآن خفض انتاجها هي: السعودية 300 الف برميل في اليوم، فنزويلا 200 الف برميل، إيران 140 الف برميل، قطر 30 الف برميل، الامارات 125 ألف برميل، الكويت 125 الف برميل، نيجيريا 125 الف برميل، ليبيا 80 الف برميل، الجزائر 50 الف برميل، أندونيسيا 70 الف برميل. اما الدول خارج "اوبك" التي تعهدت خفض الانتاج فهي: المكسيك 100 الف برميل في اليوم، عُمان 30 الف برميل، مصر 30 الف برميل.لذا يكون اجمالي المخفوضات لدول "اوبك" وخارجها بلغ حتى الآن مستوى 1.405 مليون برميل في اليوم، وهو رقم لا يزال اقل من الهدف الذي ينبغي التوصل اليه ويقضي بخفض الانتاج بين 1.6 مليون برميل في اليوم ومليوني برميل في اليوم من دول "أوبك" وخارج "اوبك". والملاحظ ان قطر اعلنت خفضاً ضئيلاً اذ ان انتاجها حالياً يبلغ 700 الف برميل في اليوم ويعكس تجاوزاً بنسبة 40 في المئة للحصة المحددة لها في المنظمة. لكنه اصبح واضحاً الآن ان "اوبك" تريد تجنّب الحديث عن الحصص وتريد معالجة وضع السوق الفعلي لتحسين الاسعار. وتحسنت اسعار النفط منذ اجتماع الرياض لكن المتعاملين في السوق لا يزالون يشككون في جدية التزام بعض الدول خفض الانتاج مما أدى الى تراجع في تحسّن الأسعار. وأكدت مصادر نفطية ل "الحياة" ان رئيس أوبك سيحضر رسمياً اجتماع لجنة المراقبة الوزارية التي ستعقد اجتماعاً مقرراً لها قبل اتفاق الرياض في 30 الجاري في فيينا. وقالت ان الناصري وجه دعوات الى الدول الاعضاء في أوبك لحضور الاجتماع فيما سيتم توجيه دعوات لعدد من الدول المنتجة خارج أوبك لحضور الاجتماع. وقال الناصري ل "الحياة" ان اجتماع لجنة المراقبة سيتحول الى اجتماع طارئ فيما ستجري مشاورات لعقد اجتماع مشترك مع دول منتجة اخرى. وتتوقع المصادر ان تبادر دول اخرى في أوبك وخارجها بالاعلان عن خفوضات في انتاجها للوصول الى الحد الأدنى الذي وصفه اتفاق الرياض للتخفيض على أقل تقدير مع احتمالات مشجعة بالوصول الى تقليص الانتاج الى الحد الأعلى المعلن وهو مليوني برميل يومياً. وقال تجار في السوق النفطية ان اسعار النفط ستشهد مزيداً من التماسك والارتفاع مع عقد مؤتمر طارئ لمنظمة أوبك. ورأت المصادر ان غالبية الدول التي أعلنت خفوضات في انتاجها ستلتزم الاتفاق بعدما أدركت المخاطر التي يمكن ان تصيب اسعار النفط وعائدات الدول المنتجة داخل أوبك وخارجها.