أعرب زعيم "رابطة الشمال" الانفصالية في ايطاليا اومبرتو بوسي عن استعداده لاجراء محادثات مباشرة مع حكومة رئيس الوزراء ماسيمو داليما في حال سعت الحكومة الى اجراء اصلاحات دستورية وتعديل قوانين الانتخابات. واكد بوسي هذا التحول في موقف الرابطة خلال مؤتمرها الذي عقدته نهاية الاسبوع الماضي في مدينة بريشا الشمالية. وقال ان الرابطة مستعدة للحوار مع داليما الذي "يملك قدرة متميزة على اجراء اصلاحات دستورية من شأنها تغيير القوانين الانتخابية ما يمكننا من تشكيل حكومة خاصة بنا". واعتبرت دعوة بوسي التي جاءت، حسب قوله، في ضوء "اشارات ايجابية من قبل داليما"، الخطوة الاولى من نوعها في اتجاه تخلي الرابطة عن دعواتها السابقة الى انفصال الشمال الايطالي في جمهورية مستقلة يطلق عليها اسم "بادانيا". واكد بوسي الذي تستحوذ رابطته على 55 مقعداً برلمانياً، ان داليما يختلف عن سلفه رومانو برودي فهو قادر على إحداث تغييرات حقيقية "سنساندها من اجل طرد زعيم المعارضة اليمينية سيليفيو بيرلوسكوني الذي لا يزال يتاجر عوضاً عن ان يكون داخل السجن منذ اكثر من سنتين"، لاتهامه بقضايا فساد وسوء استغلال السلطة. وفي الوقت نفسه، صد بيرلوسكوني الذي لا يزال يتزعم "قطب الحرية" اليميني المعارض تحركاته مطالباً باجراء انتخابات اشتراعية جديدة ورفض حكومة داليما التي اعتبرها "غير شرعية". وهاجم بيرلوسكوني خلال مهرجان حاشد ضم اكثر من مليون من انصاره قدموا من مختلف انحاء البلاد الى روما للتظاهر ضد الحكومة، رئيس الجمهورية اوسكال لويجي سكالفرو واتهمه بالانحياز الى اليسار. وقال ان سكالفرو "لم يقم بواجبه بأمانة وأعاد التاريخ الى الوراء"، في اشارة الى تعيين شيوعي سابق رئيساً للوزراء الامر الذي اعتبره "خيانة للناخبين الايطاليين". كما هاجم بيرلوسكوني ومعه زعيم حزب "التحالف الوطني" الفاشي جان فرانكو فيني وزعيم حزب الوسط المسيحي الديموقراطي بيير فرديناندو كاسيني، رئيس الجمهورية السابق فرانشسكو كوسيغا الذي يتزعم حزب "اتحاد الديموقراطيين من اجل الجمهورية" واعتبروه "خائناً" لتحالفه مع الشيوعيين. ويذكر ان داليما، الذي أدّى القسم الدستوري امام رئيس الجمهورية متعهداً ان تلتزم حكومة اليسار الوسط التي يقودها، بتحسين الانفاق العام والمضي قدماً في برنامج التخصيص وتوفير المزيد من فرص العمل، حصل على الثقة في البرلمان بغالبية 333 صوتاً في مقابل 281.