أفشل حزب "الديموقراطيين من اجل الجمهورية" الذي يقوده رئيس الجمهورية السابق فرانشيسكو كوسيغا مساعي رئيس الوزراء الايطالي المستقيل رومانو برودي لاعادة تشكيل حكومة جديدة في اعقاب سحب الثقة من حكومته. وقرر برودي امس الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة بعدما انسحب حزب كوسيغا من المفاوضات حول تشكيل الحكومة متهماً برودي بالتحايل ومحاولة فرض شروط تفرض على الحزب الدخول في تحالف الزيتون الذي يقوده رئيس الوزراء المستقيل. ورشح مراقبون الأمين العام لحزب اليسار الديموقراطي الشيوعي سابقاً ماسيمو داليما لرئاسة الوزراء بعدما حظي بتأييد كوسيغا الذي اعتبر ان زعيم اليسار الديموقراطي سيكون قادراً على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة يكون هدفها الرئيسي اقرار الموازنة العامة للسنة المقبلة. ومعلوم ان تحالف الزيتون سقط في امتحان الثقة في البرلمان بعدما حرمه شركاؤه الشيوعيون من اصواتهم احتجاجاً على الميزانية المتقشفة التي اقترحها برودي تلبية لشروط دخول البلاد الى الوحدة النقدية الأوروبية. وبرز داليما كمرشح جدي بين آخرين وخصوصاً وزير الخارجية لامبرتو ديني لأن حزب اليسار الديموقراطي هو اكبر الاحزاب السياسية في البلاد. وفي حال تكليفه، سيكون داليما اول رئيس وزراء من الشيوعيين سابقاً في تاريخ بلاده المعاصر. وفور اعلان برودي اعتذاره، باشر رئيس الجمهورية اوسكار لويجي سكالفارو سلسلة مشاورات جديدة مع قادة الاحزاب السياسية بهدف اختيار رئيس جديد للوزراء. ويسعى سكالفارو الى تجنيب البلاد انتخابات اشتراعية مبكرة تضع مزيداً من الاعباء على كاهل الخزينة ودافعي الضرائب، في حال فشل أي من الشخصيات السياسية في تشكيل حكومة تحظى بثقة البرلمان. والتقى سكالفارو بعد ظهر امس رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب نيكولا مانشينو ولوتشيانو فيولانتي، وبعد ذلك ممثلي الكتل السياسية الرئيسية في البرلمان. ويجتمع الرئيس الايطالي اليوم الجمعة مع ممثلي الاحزاب الصغيرة قبل ان ينهي استشاراته بلقاء الرئيس السابق فرانشيسكو كوسيغا.