روما - أ ف ب - باشر ماسيمو داليما زعيم اليسار الايطالي الذي كلف الجمعة تشكيل الحكومة الجديدة في ايطاليا، مشاوراته السياسية أول من أمس باستقباله الائتلاف السابق من وسط اليسار "تحالف الزيتون". واستقبل قبل ظهر أمس القوى السياسية التي أعلنت نيتها دعمه. وبعد وسط اليسار، سيجري داليما محادثات مع المنشقين الشيوعيين بزعامة ارماندو كوسوتا ومع الوسطيين في الاتحاد الديموقراطي من اجل الجمهورية بزعامة الرئيس المسيحي - الديموقراطي السابق فرانشيسكو كوسيغا. وقال داليما زعيم ديموقراطيي اليسار وهو أكثر أحزاب ائتلاف "الزيتون" نفوذاً، انه سيتأكد من حصوله على الغالبية اليوم، تاريخ ابلاغه رئيس الجمهورية بنتائج مشاوراته. والمعضلة التي تواجه داليما هي الإبقاء على إخلاصه لليسار، وقد يضطر الى الاعتماد على الحزب الديمقراطي المسيحي السابق الذي نجح على مدى نصف قرن في ابعاد الشيوعيين عن السلطة. وقال مازحا خلال الحملات الانتخابية عام 1996 "اليسار والمعتدلون لا يجتمعون". ومن اجل تحقيق حلمه بقيادة اليسار الى السلطة وحد الصف مع من كانوا يوما ألد أعدائه وهم محافظو البنك المركزي السابقين واقتصاديين وكبار رجال الاعمال من داخل ائتلاف رومانو برودي. ويتوقع بعض المراقبين ان يبذل قدراً أكبر من المرونة والواقعية من أجل الجمع بين الىسار والوسط. ويتحدث دالىما عن حلمه بأن تصبح ايطالىا "دولة عادية" وهو عنوان كتاب له يقول فيه: "واجب جيلي ان يصل بالىسار الايطالي الى الحكومة". وتأثر دالىما بوالده جوزيبي الذي اشترك في العمل السري ضد الديتاتور الفاشي بنيتو موسوليني وأصبح في ما بعد عضوا في البرلمان عن الحزب الشيوعي وانضم دالىما الى الحزب الشيوعي عام 1968. وحصل الشيوعيون على أكثر من ثلث عدد الاصوات في انتخابات جرت في ذروة تألقهم قبل 20 عاماً، ولكن سقوط حائط برلين تركهم يبدون كقوى وجدت في غير زمانها، ودعا زعماؤهم الى الاصلاح. وخرج المتشددون لتأسيس حزب خاص بهم بدلاً من البقاء مع الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي تأسس عام 1991. وتولى دالىما زعامة الحزب عام 1994 واتخذ لنفسه ولحزبه مكانة قوية في الىسار الاوروبي الجديد الذي حقق انتصارات كبيرة في بريطانيا وفرنسا والمانيا.