تصاعدت اعتراضات الأساقفة الكاثوليك الايطاليين امس الأحد على تكليف رئيس الجمهورية اوسكار لويجي سكالفرو، الشيوعي السابق ماسيمو داليما، تشكيل حكومة جديدة في البلاد. واعربت وكالة الانباء الدينية الكاثوليكية "سيرا" وصحيفة "المراقب الروماني" الناطقة باسم الفاتيكان عن "القلق" ازاء تكليف "شيوعي سابق" قيادة الحكومة الايطالية. وطالبت الوكالة والصحيفة بتشكيل حكومة اخصائيين تكنوقراط انتقالية تكون مهمتها الأولى، تمرير موازنة سنة 1999 المتقشفة التي قدمتها حكومة رومانو برودي المستقيلة وكانت سبباً في سقوط الحكومة. وبينت صحيفة "المراقب الروماني" ان احلال شيوعي سابق في رأس السلطة في البلاد، سيخلق جرحاً عميقاً في العلاقة بين حقوق المواطن والشروط التي تفرضها السلطة الجديدة. وحذرت وكالة الانباء الكاثوليكية "حزب اتحاد الديموقراطيين من أجل الجمهورية" المنشق عن الحزب الديموقراطي المسيحي المنهار، ويقوده رئيس الجمهورية السابق فرانشيسكو كوسيغا، من السير قدماً في دعم جهود داليما لتشكيل حكومة ائتلافية مع الشيوعيين. واعربت صحيفة الفاتيكان عن صدمتها لأنه بعد خمسين عاماً من المعاناة وانتصار الحرية والديموقراطية ضد الشيوعية يقدم رئيس الدولة الايطالية اوسكار لويجي سكالفرو على تكليف شيوعي سابق، كان زعيماً للشبيبة الشيوعية ورئيساً لتحرير صحيفة الحزب، تشكيل حكومة جديدة. من جهة أخرى، اعطى الضوء الأخضر لماسيمو داليما حزب الشيوعيين الايطاليين وهو الجناح المنشق عن حزب إعادة التأسيس"الشيوعي الذي يقوده ارماندو كوسوتا ولديه 21 نائباً في البرلمان، وكذلك، حزب اتحاد الديموقراطيين من أجل الجمهورية ولديه 29 نائباً. وسيقدم ماسيمو داليما الذي يعتبر أول شيوعي سابق ورئيس أكبر حزب سياسي في ايطاليا اليوم برنامج حكومته الى رئيس الجمهورية على ان يعلن عن التشكيلة الوزارية المرتقبة الأربعاء في البرلمان. وسيشارك اعضاء من حزب الشيوعيين الايطاليين، للمرة الأولى في تاريخ البلاد في الحكومة الجديدة، جنباً الى جنب مع اعضاء من حزب كوسيغا اليميني الاتجاه. وستحظى حكومة داليما بتأييد غالبية برلمانية تتيح لها تمرير الموازنة الجديدة المتقشفة التي اقترحتها حكومة رومانو برودي لتلبية الشروط المتبقية لدخول البلاد الى الوحدة النقدية الأوروبية. وخاطب رئيس الجمهورية الذي كلف داليما تشكيل الحكومة لتفادي انتخابات مبكرة، القوى الدينية واليمينية بالقول انه "مضطر لهذا الخيار الذي لا يتعارض مطلقاً مع الدستور". واكد داليما من جانبه بأن الحرب الباردة مع قوى المعارضة "قطب الحرية" انتهت إلا أن سيلفيو بيرلوسكوني زعيم المعارضة اليمينية اكد انه سيخوض حرباً ساخنة مع حكومة داليما.