امتنع أكثر من 181 طالباً (95 طالباً و86 طالبة) من قرية «المودنية» في محافظة الأفلاج عن الدراسة في مدارس قرية «النايفية» التي تبعد عن قريتهم ذهاباً وإياباً أكثر من 20 كيلومتراً لليوم الثاني على التوالي، بدعوى تجاهل إدارتي التربية والتعليم للبنين والبنات في الأفلاج الاستجابة لمطالبهم التي بدأت منذ 23 عاماً. وتتمثل مطالبات أهالي الطلاب بفتح مدرستين للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في قريتهم. وأصر الطلاب وأولياء أمورهم على عدم انتظامهم في الدراسة هذا العام حتى حل مشكلتهم، مشيرين إلى أنهم سيستمرون في الامتناع عن الحضور، ولو وصل الأمر بهم إلى ترك أبنائهم وبناتهم الدراسة بالكامل. وحصلت «الحياة» على نسخة من ورقة رسمية تضم مرئيات المدير السابق لإدارة التربية والتعليم في الأفلاج تنص على أنه يرى فتح مدرسة في قرية المودنية للحاجة إليها. وقال المتحدث باسم أهالي قرية المودنية جربوع بن مسعود آل مطرة إن قريتهم تعتبر من القرى القديمة التي تأسست في عام 1402ه، وأنه سبق وطالب بفتح مدارس في القرية منذ عام 1409ه، «وتقدمت لوزير التربية والتعليم السابق بطلب، وحتى الآن لم يتحقق أي شيء، على رغم أن قرية المودنية تعتبر من أكبر القرى مساحة وتحيط بها هجر ومجمعات سكنية ويوجد بها سبعة مساجد معتمدة من وزارة الشؤون الإسلامية والحج والأوقاف، وبها جميع الخدمات عدا التعليم». وأوضح أن عدد الطلاب والطالبات مطابق لشروط افتتاح المدارس، حيث إن عدد متعهدي الطلاب والطالبات المعتمدة من إدارة تعليم الأفلاج تسع سيارات، وتنطلق صباح كل يوم إلى مدارس عدة، وبمسافات مختلفة يبعد أقصاها إلى 30 كيلومتراً. وأشار آل مطرة إلى كونه مستعداً بالتبرع بمقرات للمدارس من دون أي مقابل. من جانبه، قال هادي آل مطرة (أحد سكان قرية المودنية): «سنستمر في منع أبنائنا من الدراسة في المدارس الأخرى، لما نعانيه يومياً في تلك المدارس من المشاحنات والمشكلات التي تقع بين أبنائنا والطلاب الآخرين، والتي وصلت إلى إراقة الدم وتدخل الجهات الأمنية». من جهته، أكد مدير ابتدائية ومتوسطة مدرسة النايفية درعان الحامد أن طلاب قرية المودنية لم يحضروا للمدرسة منذ استئناف الدراسة أول من أمس «وتم تسجيلهم ضمن الغياب، وبلغتني أخبار بأن سبب تغيبهم عن الدراسة مطالبتهم بفتح مدارس في قريتهم». وأضاف: «نتيجة لذلك أصبح الحضور في بعض الفصول لا يتعدى 5 طلاب في المرحلة الابتدائية و11 في مرحلة المتوسطة». وحاولت «الحياة» الوصول إلى مدير التربية والتعليم في الأفلاج محمد الزايد للتعليق على الموضوع، ولكن دون جدوى.