تعتبر ليلة الحناء من أهم المراسم التي تتفرد بها احتفالات الزواج في المملكة بل تعتبره الأسر من أساسيات زينة العروس لذا اكتسبت ليلة الحناء وهي الليلة التي تسبق يوم الزفاف - أهمية كبيرة بالنسبة للعروس وكانت هذه الليلة في السابق تتم باجتماع أهل العروس وأقرب النساء إليها. وتذكر عائشة أحمد أن العروس ترتدي ملابس ليلة الحناء التي غالباً ما تكون خضراء أو حمراء اللون ذات تطريز ذهبي كما ترتدي قطع الذهب المختلفة وتجلس على «دوشق» أخضر مذهب غالباً ما يكون قماشه مستورد من الهند ثم تضع قدميها فوق (تكيه) أي وسادة تحضر المحنية فتضع الحناء على راحتي العروس أولا، إما على شكل قصة أو برسم أشكال أخرى غالباً ما تكون مستمدة من البيئة كالورود، جذوع النخيل والنجوم ، والخطوط والمنحنيات والأشكال الدائرية باستخدام خوصة نخيل، حيث يتم غمس طرفها في الحناء ثم رسم الشكل المراد رسمه. وتضيف بعد أن تكون قد قامت بتقميع الأصابع، تنتقل إلى الأرجل فتضع عجينة الحناء في أسفل قدم العروس، مع تقميع الأصابع، ورفع الحناء على جانبي القدم مع بعض النقاط على أصابع القدم بعد أن يجف الحناء لا تغسل العروس رجليها بل يوضع عليها قماش أخضر يلف بطريقة محكمة. وأشارت إلى أن طقوس ليلة الحناء تبدأ من الصباح الباكر، حيث يبدأ أهل العروس بالتحضير لمراسم الحفل الذي سيجتمع فيه الأهل والأقارب والجيران وعند الغروب تبدأ مراسم ليلة الحناء، فيجتمع عدد كبير من أقارب العروس من منزلها وتقوم والدتها بإعداد إناء كبير توضع به الحناء، ثم يبدأ الاحتفال بالأغاني الفلكلورية القديمة. وأوضحت أن من العادات والتقاليد القديمة أن تظهر العروس مغطاة الوجه حتى لا يراها الحضور، إلا في كامل زينتها ليلة الزفاف وكانت الخضابة المتخصصة في نقش الحناء تقوم بعجنها في إناء مزين بالشموع، ثم تنقش كفي وقدمي العروس، يساعدها في ذلك الفتيات غير المتزوجات بتجهيز المقعد الذي تجلس عليه العروس المغطاة، اللاتي يرفعن شالا مزخرفا بخيوط الذهب لونه من لون الحناء يطلق عليه المشمر فوق رأسها، وهن يمسكن بأطرافه الأربعة، وتجلس امرأة أخرى بجانب العروس لتدعو لها بالتوفيق في حياتها الجديدة، وفي هذه الحالة يصطف عدد من الفتيات بجانبها وهن في كامل زينتهن. ومن الطبيعي أن تدخل تعديلات على ليلة الحناء وذلك لاختلاف الأجيال حيث تابعت عائشة حديثها وقالت الآن أصبح يحتفل بليلة الحناء في قاعات وحضور مطربة ولا تضع العروس الحناء مطلقاً باعتبار أنها عادة قديمة ولا تتماشي مع موضة العصر ويجتمع في هذه الليلة أهل العروسة وصديقاتها ويستمر الحفل مثله مثل الزفاف. مؤكدة لم يبقى من الغمرة أو ليلة الحناء سوى اسمها وفقدت طابعها مع اختلاف العادات والأجيال.