تعد الحناء في الأعياد من العادات القديمة التي لا تزال تلقى صدى إلى وقتنا الحاضر بنقشاتها الجميلة التي تزين أيادي وأقدام كبار السن، والنساء والفتيات بمختلف أعمارهن. وكانت السيدات كبار السن قديما يضعن قبل العيد بيومين الحناء لبناتهن وحفيداتهن، ويتم ربط أيديهن لليوم التالي، أما الآن في الوقت الحاضر فيذهب الكثير من النساء إلى «الحناية» المتخصصة سواء في المشاغل النسائية المختلفة أو «حناية» خاصة تأتي للمنازل. وقد ظهرت في الأعوام الأخيرة نقشات حناء مختلفة الأنواع وتختلف هذه النقشات باختلاف المواد وعرض خط الرسمة ونوعها، وظهرت ألوان متعددة كالأحمر والأسود والأزرق والأخضر والعنابي. وقالت المحنية «أم هاني»: إن الحناء «من المواد الطبيعية الجميلة التي لها استعمالات كثيرة للنساء، سواء للزينة أو لعلاج الشعر وتغيير لونه، وقبيل كل عيد أو مناسبة سعيدة تكتظ المحال دائما بالعديد من السيدات اللاتي يفضلن وضع الحناء غير التقليدية كما كان بالسابق، فاليوم أصبح للحناء الكثير من النقشات والأنواع التي تفضلها السيدات، ومنها النقشات الهندية والسودانية والإماراتية والبحرينية والمغربية، والنقش الطاووسي، والكثير من الأنواع التي تطلبها كل واحدة حسب رغبتها»، وأشارت إلى أن النقشة الهندية هي الأكثر انتشارا. وأضافت أن الفتيات يفضلن النقش الناعم والرسوم الهندسية والأزهار وأشكال الأساور والحروف، وحتى كتابة أسمائهن على باطن الأيادي مع الرسم، ولا يحبذن الحناء على أطراف الأصابع لأنهن يفضلن تلوينها بالمناكير « نسبة كبيرة من السيدات أصبحن الآن يحضرن بناتهن الصغيرات ليلة العيد لوضع الحناء لهن لارتباطها بفرحة العيد، أما السيدات والفتيات فهن أقل في وضع الحناء ويفضلن دائما النقش والرسومات». وحول كيفية عمل عجينة الحناء قالت «أم هاني»: إن الكثير من «المحنيات» أو ربات البيوت أصبحن «يضعن الإضافات على الحناء سواء كانت لليد أو الشعر، ومنها وضع السكر والمحلب والخل والبرتقال والليمون، وبياض البيض والقهوة والزيت وغيرها، بغية الحصول على لون معين يرغبنه، أو إعداد وصفة لعلاج الشعر. وتختلف طريقة عمل الحناء بحسب نوع النقشة، لكن الطريقة الأكثر اتباعا هي وضع حنة خضراء مطحونة بشكل ناعم مع إضافة عصير الليمون والسكر الناعم وخلطها جيدا لتحضيرها للنقش الذي كان يتم بواسطة أعود الكبريت قبل أن تحل محلها بعض الأدوات الأخرى». وذكرت أن الحناء كانت تعجن قديما بالماء والليمون فقط، ثم تضعها السيدة في المكان المرغوب مرة أو مرتين أو أكثر بحسب رغبتها في الحصول على درجة معينة من اللون. وبعضهن يضعن مادة تسمى «بداج الليل» وتباع عند العطارين، للحصول على اللون الأسود. وعن ارتباط النقشات بالمناسبات ذكرت «أم هاني» أن «هناك نقشات معينة لكل مناسبة، مثل حناء العروس وحناء الغمرة وحناء الأعياد وحناء السوابع، وإن كانت كلها تختلف باختلاف رغبة السيدة وما تفضله من رسم، وبالتالي تختلف أسعارها وطريقة تحضيرها حسب نوع النقش وطوله ودقته» .