مخطط الحرمين، حديث الإنشاء، الذي لا يزيد عمره على 9 أعوام فاق مثيلاته ومن هو أكبر منه سنا في المشاكل والأزمات.. حتى حار سكانه في أمر الحي الناشئ.. يقولون إنهم عجزوا عن مشاكلهم مع المياه الجوفية وتردي حال النظافة والطرق المحطمة والحفر تملأ الأزقة والممرات. محمد الردعان يقول إنه مستغرب من صمت الأمانة والجهات المختصة على أحوال مجمع الحرمين السكني، فبالكاد يستطيع الأهالي الخروج من الحي، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، الجميع يعانون الأمرين صباحا ومساء.. معاناة عند توصيل الأبناء للمدارس ومعاناة في العودة بسبب تجمعات المياه الجوفية والممرات المغلقة والمسارات البديلة السيئة وهناك مدخل وحيد عبر الطريق الدائري وهو مزدحم أيضا بسبب إنشاء السكة الحديد. الدرعان يتساءل «لا أعلم لماذا انتزعت الأمانة الأسفلت وأزالته حتى أصبح الحي يعج بالمطبات والحفر التي أرهقت أجسادنا قبل مركباتنا، شكونا كثيرا وصرخنا ولا مجيب». من ناحيته يقول مخلد العتيبي: إن مبنيين انهارا في الحي بفعل تأثيرات المياه الجوفية فهل ننتظر حتى ينهار الحي بأكمله على رؤوس ساكنيه؟ المياه تغزو المنازل وتمنع الناس من الحركة، ولم يجد الأهالي بدا غير شراء شاحنات التراب التي جرفتها الأمانة لخارج الحي؛ لردم المياه وتبلغ قيمة الشحنة قرابة 400 ريال، وأضاف «همنا الأول كيف نسيطر على المياه المتجمعة في الحي، فالجميع مشغول بما حول منزله، السكان يضعون ميزانية خاصة في مرتباتهم لعلاج المشكلة وللتقليل من الأزمة المتفاقمة، بعت سيارتي واشتريت «شاص» حتى أتمكن من الدخول والخروج من الحي بأخف الأضرار». فهد العتيبي من سكان الحي يقول: الحفريات أتلفت مركباتنا، وأرهقتنا الديون بسبب الإصلاحات المتكررة في الحي، الأهالي يدفعون من جيوبهم لإصلاح الحال، نحن الرجال لانستطيع الدخول والخروج لمنازلنا بالشكل السليم، فكيف بنسائنا وأطفالنا فالمسطحات المائية تملأ الحي وتعرقل السير. أولادنا لا يجدون مكانا للهو فالحي لايساعدنا على الاستمتاع أو حتى تبادل الزيارات، نحن من يخطط ومن ينفذ، شكونا معاناتنا للأمانة ولمصلحة المياه ولا مجيب. من جهته يقول محمد عبدالوافي إنه يشعر بالندم لأنه اختار السكن في الحي «نخرج من منازلنا قبل المشوار بأكثر من ساعة تحسبا للعرقلة التي ستواجهنا في الطريق، ويتساءل: ألا يحق لنا العيش كالأشخاص الطبيعيين نمارس حياتنا كما ينبغي ونعامل كما يعامل باقي سكان جدة». الحل بعد نصف عام «عكاظ» واجهت المهندس عبدالله العساف مدير شركة المياه الوطنية بشكاوى سكان الحي ومطالبهم واتهاماتهم وطلبهم بالتعجيل في معالجة المشاكل في «الحرمين»، فأفاد «سلمنا المشروع للشركة المنفذة ومشكلة الحي ستنتهي بعد ستة أشهر، وأضاف تمت دراسة الحي من جميع الاتجاهات ونحن على علم بالمشكلة وقمنا بتسليم مشروع إصلاحات الحي لإحدى الشركات التي بدأت فعليا في عملها الذي سينتهي بعد أشهر، وأردف هناك مشاكل أخرى في الحي غير مشكلة المياه الجوفية وهي ليست من مسؤولياتنا ولكنها تهم جهات أخرى، وإذا تعاون الجميع فإن هذه المعاناة ستنتهي في أقرب وقت». السفلتة مشروطة الدكتور عبدالعزيز النهاري الناطق الإعلامي في أمانة محافظة جدة رد على اتهامات الأهالي بأن الأمانة حولت الحي إلى شوارع ترابية، فقال إن حي الحرمين يعاني كثيرا ومشكلته تكمن في المياه الجوفية ولا يمكن سفلتة الشوارع إلا بعد الانتهاء من المشكلة الأساسية ومعالجتها، لأننا بهذه الطريقة نهدر المال العام، ولا نستطيع السفلتة في شوارع مليئة بالمياه لأن السفلتة ستتعثر وستعود الشوارع كما كانت في السابق مليئة بالمياه. مدير وحدة شركة المياه الوطنية في جدة المهندس عبدالله العساف عاد وقال: تمت ترسية مشروع تخفيف وتجفيف منسوب المياه في حي الحرمين على أحد المقاولين بقيمة 20 مليون ريال والمقاول على وشك استلام الموقع والبدء في العمل، وأضاف «لن تستمر معاناة حي الحرمين طويلا وسنعالج المشكلة في أسرع وقت».