يعيش سكان حيّي الأجاويد والسنابل في جدة مأساة حقيقية وسط برك من المياه الجوفية والصرف الصحي، التي حولت الشوارع في هذين الحيين إلى مأوى للبعوض والحشرات الضارة، فضلا عن الرائحة التي تزكمالأنوف، والأخطر الأوبئة والأمراض التي أصبحت تهدد صحة المواطنين والمقيمين، وخاصة حمى الضنك التي بدأت تتفشى وأصبحت أحد معالم حي الأجاويد. ووسط ذلك كله يشكو السكان دون مجيب، متسائلين عن مصير مشروع ال 14 مليون الذي خصص لحل مشكلتهم الأزلية؟ وقد قامت (عناوين) بجولة في بعض المواقع المتضررة والتقت عددا من السكان، حيث قال صالح الزهراني: "معاناتنا مع المياه الجوفية بدأت منذ سنتين تقريباً. خاطبنا خلالها الجهات المسؤولة، ابتداءً من بلدية الجنوب الفرعية ومروراً بأمانة جدة ووصولا إلى المحافظ ثم أمير المنطقة الذي وجه بسرعة إنهاء معاناة أهالي الحي مدركا خطورة الوضع بعد أن سكن البعوض منازلنا، فأصيب عدد من الأهالي بحمى الضنك، إلا أن تلك التوجيهات ظلت حبيسة أدراج المسؤولين، الأمر الذي زاد من معاناتنا". وتساءل الزهراني عن مصير إعلان المجلس البلدي في رمضان الماضي اعتماد مبلغ 14 مليون ريال لمشروع معالجة المياه الجوفية بالحي. وأوضح أن أهالي الحي حاولوا معالجة ما استطاعوا على حسابهم الخاص، إلا أن ذلك لم ينهِ المشكلة. بدوره، استغرب جار الله المالكي عدم تجاوب بلدية الجنوب مع مطالب سكان الحي بتوزيع حاويات للنفايات، مشيرا إلى أن هذه النفايات شوهت جمال الحي بعد أن انتشرت أكوامها على الأرصفة. وأكد المالكي أن جميع مناطق الحي تعاني عدم توصيل التيار الكهربائي لأعمدة الإنارة، ما دعا الأهالي إلى إيصاله عبر منازلهم. أما أبو طاهر فعبر عن غضبه من إهمال وزارة الأوقاف الاهتمام بمسجد (نورة الراجحي) الذي افتتح قبل أكثر من عامين، مؤكدا أن أهل الخير هم من يقومون بتأمين المياه لدورات المياه وصيانة مرافق المسجد. وأعرب كل من محمد الشيخي وصالح سويد عن استغرابهما من النهج الذي تنتهجه شركة المياه الوطنية التي تركت الأهالي فريسة للمقاولين الذين بدأوا بمساومة الراغبين في إيصال المياه لمنازلهم بعد أن طالبهم المقاول بدفع التكاليف والتي وصلت إلى 11 ألف ريال عن كل منزل، متسائلين عن الأموال التي تعتمدها ميزانية الدولة للمشاريع التنموية.