نفى مدير وحدة أعمال جدة في شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف ما ردده عدد من سكان حي الصواعد الشمالي بمنطقة كيلو 14 شرق الخط السريع في محافظة جدة، بشأن وجود تسربات من مواسير التحلية تسببت في مشكلة المياه الجوفية بالحي، مؤكدا أن مواسير التحلية لا علاقة لها بهذه المشكلة. وأوضح في تصريح ل»المدينة» أن أسباب المياه الجوفية عديدة أبرزها السيول والأمطار وطفوحات الصرف الصحي. ويشكو سكان حي الصواعد منذ ما يقارب العام والنصف من مشكلة المياه الجوفية المزمنة التي تؤرق عيشهم، وتزيد من مصاعب حياتهم اليومية، ولا تستثني آثارها السلبية أحدا منهم، فالكبار تتضرر سياراتهم نتيجة الحفر الكثيرة المليئة بالمياه الآسنة، والبعض حاصرت بيوتهم فمنعهم مرضهم وكبر سنهم من الخروج لأداء صلاة الجماعة في المسجد، أما التلاميذ الصغار فيتلقون التوبيخ في المدرسة بسبب ملابسهم المتسخة، رغم أنهم لا حيلة لهم فيها مع كثرة الحفر المليئة بالمياه على الطريق المؤدي إلي المدرستين الرئيسيتين في الحي. «المدينة» رصدت واقع الحال في الحي ميدانيا، والتقت عددًا من السكان الحي واستمعت إلى معاناتهم مع مشكلة المياه الجوفية وأثرها علي حياتهم. وحل ومياه آسنة رزيق بخيت الصاعدي اشتكي من هذه المشكلة التي يعاني منها جميع سكان الحي، وحكى عن معاناة أطفالهم خلال ذهابهم إلي المدارس وعودتهم منها، حيث يضطرون للخوض في الوحل والمياه الآسنة المنتشرة في الطرقات بسبب المياه الجوفية، ورغم ذلك يتعرضون للتوبيخ من المدرسة لاتساخ ملابسهم. وكشف عن تسرب المياه إلي أحواش بيوت الكثيرين من سكان الحي الذين لجأوا إلى فرش الحصي فوقها في محاولة لمنع رشح أرضياتها للمياه الجوفية. حفر البعوض بدوره أوضح مطير محمد الحاتمي أن الطريق الرئيس المؤدي لمدرستي البنين المتوسطة والثانوية الرئيسيتين في الحي مدمر تماما بسبب المياه الجوفية ولا تجدي معه محاولات الشفط بالوايتات، مشيرا إلى أن هذا الطريق حيوي للمنطقة، فبالإضافة لكونه الطريق الرئيس للمدرستين فهو يؤدي أيضا للسوق الشعبية. وأضاف: «لكن المشكلة الأكبر بالنسبة لي والناتجة عن هذه الحفر المليئة بالمياه الآسنة، تتمثل في تكاثر البعوض الذي أذانا كثيرا». وأرجع الحاتمي ورزيق سبب المياه الجوفية في المنطقة إلى وصول مياه التحلية إليها، إذ أكدا أن هذه المشكلة لم تكن موجودة في السابق، ولمحا إلي إمكانية وجود تسرب من مواسير التحلية. البحر موجود عندنا أما حسن الصاعدي وهو من أقدم سكان الحي منذ ما يقرب من 50 عاما، فلم تفقده المياه التي ترشح من جدران بيته ولا حوشه روح الدعابة، إذ قال وهو يشير إلى التصريف أمام بيته والذي صنعه السكان عبر تحديد مجرى للمياه بدلا من تركها تصنع حفرا في الأرض: «نحن لا نحتاج الذهاب للبحر فهو موجود عندنا»، وأضاف: «جاري رجل كبير في السن ومريض، والمياه الجوفية تحاصر منزله وتمنعه من أداء الصلاة في المسجد». ولا يشرب حسن وأهل بيته من مياه الخزان خشية تلوثها لأن المياه الجوفية تحيط به من كل جانب، ويشير إلى أن المياه الراشحة إلى الجدران داخل البيت تضطره لتغيير المفارش التالفة بصفة دورية. وحكي عن معاناة جاره الذي يأتي بشاحنة لشفط مياه الصرف الصحي من بيارته، إلا أنها ما تلبث أن تمتلئ مرة أخرى خلال يومين فقط بسبب المياه الجوفية وتطفح إلى الشارع، ويضطر للانتظار عشرة ايام أخرى لشفطها مرة ثانية وهكذا، نظرا لإمكاناته المادية المتواضعة.