في الوقت الذي شكا فيه أهالي سكان الألفية في جنوبجدة (السنابل الأجاويد الطحلاوي) من ازدياد وتفاقم معاناتهم مع المستنقعات والمياه الجوفية وتداعيات الأمطار الأخيرة وإصابتهم باليأس لعدم ظهور بوادر لإنهاء الوضع البيئي المتردي في المنطقة، واضطرار بعضهم إلى بيع منازلهم والهجرة إلى الشمال .. أبلغ «عكاظ» مدير شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف عن ترسية مشروع تصريف مياه الصرف الصحي في مخطط الألفية (السنابل) بإجمالي عقد بلغ 20 مليونا، وقال: «إن مقاول المشروع استلم الموقع وسيتم البدء في تنفيذه خلال العشرة أيام المقبلة». وأضاف العساف بأن المشروع سيكون جاهزا حسب العقد خلال 8 أشهر من تاريخ البدء، لافتا إلى أن الشركة الوطنية تتابع باهتمام بالغ جميع المشاريع التي يجري تنفيذها لتصريف مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية في كامل المحافظة. وهناك رصد ميداني للمشاريع ومراحل العمل فيها، لافتا إلى أن أي خلل أو قصور في التنفيذ يتم رصده فإنه ستطبق الإجراءات القانونية حيال المخالفين والمتجاوزين حسب نصوص العقود الموقعة بين الأطراف. وعود وكلام وكان سكان الألفية قد استبقوا إعلان شركة المياه بشرح معاناتهم الكبيرة مع المياه الجوفية والمستنقعات الآسنة التي غطت المساحات الفضاء في المنطقة، وقال عبدالله الزهراني: «سئمنا من كثرة الوعود بحل المشكلة وإنهاء معاناتنا، حيث لم تتعدى استجابة الجهات المعنية بشأن المياه إطلاق التصريحات الإعلامية عن ترسية المشاريع والبدء في تنفيذها». وأضاف الزهراني: «منذ عام ونصف العام ونحن نعاني من تسربات المياه الجوفية إلى الأحياء ما أدى إلى تلف البنى التحتية وتهالك الأرصفة وتعريض حياة أطفالنا إلى الخطر وإصابتهم ببعض الأمراض الجلدية الناجمة عن البعوض الذي يتكاثر في تلك المستنقعات». تخريب الأرصفة فواز الغامدي يرى أن أغلب السكان في أحياء السنابل والأجاويد ومخطط الطحلاوي من محدودي الدخل الذين أجبرتهم ظروفهم المادية على بناء منازلهم في تلك الأحياء لرخص أسعار الأراضي. إلا أن فرحتهم بتأمين السكن لأسرهم تبددت منذ ما يقارب العامين، حيث أدت المستنقعات المائية إلى تخريب المنازل وإزعاج السكان وإتلاف الأرصفة وهدم البنى التحتية وإتلاف مركبات السكان بسبب الحفر التي أحدثتها المياه. وطالب الغامدي بأن يتم الوفاء بما أفصحت عنه الجهة المعنية بالأمر عن مشروع تصريف المياه الجوفية لوضع حد لمعاناة الأهالي. خسائر فادحة ويشكو سلطان الزهراني من الخسائر المالية التي تكبدها لحظة الشروع في بناء منزله الجديد قبل عام ويقول: «بعد حفر المقاول للأرض لإقامة أساسات البناء تسببت المياه المتسربة إلى داخل الحي في ملء موقع البناء بالمياه ما أدى إلى تأخير عملية البناء وإضافة أعباء مالية على كاهلي دفعتها مقابل تأجير الناقلات لتجفيف المياه من الموقع». ويزيد أنه تعرض كذلك لخسائر مالية نتيجة لتلف أكياس الأسمنت التي قام المقاول بتحضيرها في الموقع. وأشار إلى أن الوضع العام في أحياء مخطط الألفية (السنابل الأجاويد الطحلاوي) لا يحتاج إلى كثير من الشرح، حيث أن الصورة تكفي لإيضاح معاناة السكان مع المستنقعات المائية وجريان بعضها في الشوارع إضافة إلى ما سببته من أضرار صحية ومالية جسيمة. معاناة 19 حيا تجدر الإشارة إلى أن مشكلة المياه الجوفية في جدة يعاني منها قرابة 19 حيا هي السنابل، الأجاويد، جوهرة المعارض، أبرق الرغامة، قويزة، النسيم الشمالي، العليا، كيلو 14، المنتزهات، المساعد، مخطط عبيد، مخطط الراية، الحرمين، السامر، الأجواد، الواحة وبريمان الشعبي والشرقي. ودشنت الشركة الوطنية عددا من المشاريع لإنهاء مشاكل المياه الجوفية في عدة أحياء ويجري تنفيذها في أحياء أخرى.