.. وما زالت الأندية الكبار تمارس ركضا رياضيا، تحاول من خلاله كسب إنجازات تسجل في أسطر تاريخها، في وقت ذهب الأهلي بانهزامية أبنائه إلى الراحة والخلود مبكرا في حال استفزت حتى طلاب الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية على صيفهم المبكر، لكن التاريخ يظل وأحداثه موثقة تفضح المخبأ، وتكشف أنصاف الحلول، ولا تؤمن بالمداورة، ويظل الدعم والثقة عنصرين أساسيين لأي فعل إنساني، كما أنهما عاملا نجاح المؤسسات والمنظمات والمجالس، يتكئ هذا الدعم على قاعدة جماهيرية؛ مشجعين كانت أو مستثمرين أو مساهمين. في النادي الأهلي، لا يعلم أحد في المجلس التنفيذي، إن كانت القاعدة التي يتحركون في إطارها ما زالت تقبل قراراتهم أو حتى ترحب بهم بعد سلسلة انكسارات، ولا يعلم الجمهور -وهو القاعدة التي يجب على المجلس التنفيذي أن يكسب تأييدها لقراراته- ولا يعرف هؤلاء الأنصار كيف يأتي أعضاء هذا المجلس أو يذهب، أو كيف يتخذ القرارات داخل منظوماته، والأهم من ذلك ما الآلية أو كيف ينصبون رؤساء النادي تباعا ومن فشل إلى فشل. هذه العلاقة التي تذهب بالأهلي كحالة حقيقية لتأزم مستمر بين صناع القرار (يدخل فيها أعضاء الشرف، وإن كان الكثير يشك أن هناك ما يسمى بهكذا مجلس على اعتبار أنه لا رائحة لهم ولا صوت) وقاعدته الجماهيرية، هي سبب رئيس لمرحلة الفشل الطويلة، التي لم تنته منذ ربع قرن؛ على اعتبار أن هذا التباين لا يؤسس لحالة ثقة في المجلس وقراراته، ولا يؤخذ في الجانب الآخر رأي الجماهير في هذه القرارات، وبالتالي هي حلقة مفرغة لمسيرة تمتد في ضياع سنوات الأهلي. هذه العلاقة التي كانت شبه مفقودة والتي تكرست في ألا ثقة بينهما، تجدد حقوق الجماهير بمعرفة ما الذي يحدث تحت صفتي المعرفة والصدق. صدق التوجه ومعرفه الواقع وأي الخلل فيها، إذ إن المسألة عصية، فيما يجعلها التاريخ أكثر سهولة؛ لأنه لا بد من إيجاد عصبية للنهوض، ما يعني عودة القرار لمدرجاته، إذ على مر التاريخ يكون الحل أكثر صعوبة واستحالة إذا خرج عن قاعدته، وإذ شئنا أن نختصر هذا التأزم ونردم بونه الشاسع، لا بد أن تكون هناك رؤية جديدة وكفاءة شابة، والثقة ليست أساسا. هذا التجديد هو الأمل الأخير، والعزاء لمن فشلوا على مر السنوات ال25 الماضية، وهم غارقون في محيط العزلة. إن الحل بات مطلوبا من الخارج؛ والخارج هنا النخب الأهلاوية التي لم تر في أعضاء الشرف أو المجلس التنفيذي مكانا لهم، بل التزموا الصمت والتمعن في ما يحدث، وهو ما يسمى بالفئة الصامتة؛ فئة تتجاوز مركز الدراسات وتتوزع في معاقل العلم والمعرفة وتتبوأ المؤسسات الاقتصادية، وتتغلغل في أطياف المجتمع، كلها وجوه قادرة على العودة بالأهلي إلى مجد طال اغترابه، فقط يحتاجون إلى نظرة أكثر خروجا من دائرة القرار الضيق الذي ابتلي الأهلي فيه. *** الشخصيتان المتداول طرحهما لرئاسة النادي الأهلي المقبلة، وإن كنت متأكدا من أن هناك تحزبا يسوقهما وفق مصالحه وليس مصلحة النادي، تدل على إن سنوات جُب مستمر فيها الأهلي؛ فأحدهما كان شريكا للفشل هذا الموسم، بل اعترف بنفسه بهذا الفشل بعد أن كان أقسم بأغلظ الأيمان في بداية الدوري بأنه لا يعرف ماذا يحدث للفريق، رغم قربه منهم، أما الآخر فلا أعلم من أي متحف أتوا به. إن قراءة فاحصة لما وصل إليه الأهلي من تردٍ في جميع ألعابه يحتاج إلى قراءة فاحصة بعقلية ونفسية محبة فيها الكثير من حسن الظن بالآخرين، بدل المرض المتفشي حاليا؛ فالنية ليست صافية في أطياف المجتمع الأهلاوي. إن الحب هو المشكلة وهو الحل؛ فالحب الصادق وفق رؤية أن الجميع يتلاقى في عشق هذا الكيان ستصبح الحلول أكثر قربا في اتخاذها ولن يتكرر الخطأ الموسمي، وهو القرار الأول واقصد به الاختيار، فحينما يأتي الاختيار جماعيا تبدأ كل القرارات أكثر وضوحا ونجاحا. *** الملايين التي يطلبها الهزازي وعبدربه والمسيليم وريشاني وشلة الانهزاميين، تدل على أن هناك اغترابا في أفكارهم، أو أن ضعف الإدارة والحال المائل في النادي والصرف غير المقنن من الإدارة، أغراهم لدرجة لي ذراع النادي، أو قل إن السياسة خاطئة لصناع القرار الذين يصدرون المتميزين ويطفشون النجوم ويبقون على هؤلاء الانهزاميين، وإلا فهذه مستويات تستاهل (ريالات) لا ملايين. وأخيرا.. سوء الظن ينتصر منذ فترة، وهذه أيامه، ولم يعد ممكن أن نوقف هؤلاء ونضع حداً لانتشارهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة