في الأندية كما هي الشعوب، ثمة تحولات تلتصق بمسيرتها، من دون تخيل قوي يمتزج بالفكر والقدرة تصبح المسيرة عبثا يسمى الاجتهاد، لذلك قيل عقل لم يعرف التعلم مهما يكن خصبا فلن يثمر من غير حراثه، وفي الأهلي تظل ردة الفعل مكررة حديثا وعملا، ذلك لأن الحدث نفسه مكرر منذ سنوات (هزائم، يتبعها انكسار ويفضي إلى انهيار). السؤال الكبير في الأهلي ما الذي يحدث، هكذا صاغته الألسن الممزوجة بمرارة الآلام التي استوطنت عشاقه، وهل أصبح عجزه فوق قدرة صناع قراره، وإن إعادة الفريق أصبحت أزمة مستعصية، وإذا كان هذا الواقع فلماذا لا يعلنون (وفاته) رسميا، وإن عملية الإنعاش غير الناجحة في بداية كل موسم أستنفذه. إن ناديا أصبحت سمته الفشل حد الالتصاق، عجز عن مواجهة نفسه وقبلها عجز في معرفة أين يكمن انكساره فكيف يستطيع الخروج، إن مشكلة الأهلي قراره الأول الذي دائما ما يكون خاطئا فتحل الكوارث به تبعا، لذلك من السذاجة الحقيقية أن نشخص الحالة الأهلاوية على أنها (أزمة تكيف وقناعة مدرب) هي من أوصلت الفريق لحالة الرثاء والسؤال المنطقي لهذه الحقيقة هو لماذا فر (ألفارو) ولماذا هرب (فارياس) ولماذا عاندا (سوليد) كما قيل قبلها أين أبناء النادي المهرة في المواقع المختلفة (فنيا، وتدريبيا، وإداريا) والإبقاء على شلة موظفين لا يعرفون أنفسهم ماذا يعملون. إن أزمة الأهلي الحقيقية هي (الفكر الاحترافي) الذي غاب عنه حتى اختفى، بينما توهج عند أقرانه (الاتحاد والهلال والنصر) فكان الفرق في الإنجازات والنتائج. أما حالة الانهزامية والتي استشرت فيما تبقى من لاعبي الوسط والدفاع فلا سبيل لحلها إلا التسريح، فلقد نفدت كل الحلول والمسكنات والتي زادتهم انهزامية ورسخت أقدامهم في خارطة الفريق وهو ما جعل وباءهم ينتقل كعدوى للقادمين الجدد. * إن أي مدرب صاحب فكر تدريبي يحترم تاريخه لن يستلم فريقا خاسرا ثلاثة لقاءات من أربعة وفي بداية الموسم مهما كانت المغريات، وهو مأزق على صناع القرار تحمل مسؤولياته. * عبثا قلنا إن ما نراه لايرونه وإن ما يرونه لايملكون قراره، وإن على الأهلاويين أن يعيشوا في غيبوبتهم والتي لانعرف إلى متى ستستمر. * إن الأهلي يرزح في حقبة مؤلمة، خيارات الإنقاذ لا تبتعد عن قرار يتخذ بصرامة وبعيد عن العاطفة والتأثيرات الإعلامية الملونة بتسريح كل المتخاذلين والذين استنفدوا كل الفرص مع السعي لجلب مدرب ذي مواصفات تدريبية ونفسية وصاحب قرار لكي ينهض حتى ينتصف (الجدول) أما البطولات وما شابهها من إنجازات فهي أضغاث أحلام هذا لو فكروا فيها. * قبل سفر الفريق لمعسكره التدريبي حاولت ذات مساء وبوجود أكثر من زميل إقناع صناع القرار بتوافق قدرات (كالديرون) مع حالة الأهلي في الانضباط واستكشافه لفئة الشباب والتي يمتلئ بها النادي ومبررات أخرى تصب كمزايا لهذا المدرب، لكن (سوليد) كان خيارهم.. ها هما الآن يحاولون مع (الأرجنتيني) لكنه مد يده أكثر طمعا مستغلا ظروف الأهلي. * هل فعلا هرب وليد عبد ربه من لقاء الاتحاد المقبل.