لن يحل الضجيج الإعلامي أو بكاء الجماهير وتشنجهم (عجز) الأهلي، خففوا من الغضب قليلا ومن الجزع؛ فشعور الرفض وعدم التصديق يكونان شاهدين، لكن كمشهد تخف صدمته وذهوله، حينما تنتصب وقائعه الداخلية كعبث يمارس باسم الحب أو العشق فهنا يصبح الغضب أو الجزع عائقين أمام التفاعل النفسي والفكري لكي تتجاوز هذه الحالة وتفكر في الخروج بأقل الخسائر منها. كنت أرى منذ بداية الموسم هذا المأزق، بل نبهت إليه تكرارا فسمي انفعالا، الأهلي أسير عجز فكر وليس مالا، وإلا تخيلوا كثرة عقود اللاعبين والمدربين وتسريحهم وما يترتب عليها من شروط مالية جزائية تفتقد حسن التدبير كأحد مكونات تفاعل نجاح الإنسان مع عمله. الأهلي أسير فجوة بين ما هو قائم وبين ما يجب أن يقوم حتى استحالة ردمها، فهي تتسع خطوات خاطئة للأمام تمارس واقعا فيأتي الناتج مخيبا، سأزيد بكاء الجماهير كثيرا وأسرب أن جل اللاعبين الأجانب عرضوا على الأهلي أولا، مثل؛ بوشروان، كوماتشو، وغيرهما، في يوم ما، تخيلوا هذه العقلية المسيطرة على الفعل داخل النادي حجبتها عن المشهد الأهلاوي بأعذار مختلفة واهية. هنا يصبح الإنزواء في البيت وليس البتر، هو عنوان للكل، فليس الفريق سيئا فقط، بل أصبح الفعل كاملا، جيوش من الإداريين -مواطنين ومقيمين- لا تعرف من أين (انكتوا) وكيف تسوروا جدر النادي، القريبون من المبنى يشكون وضعه المتردي الذي أصبح معه عدد الإداريين قبل لقاء الاتحاد في غرفة الملابس أكثر من اللاعبين أنفسهم. هنا لا أتحدث عن خسارة مباراة، إنما أتحدث عن وضع عام سيأتي بالكارثية إن لم يظهر صوت (عملي) يقول كفى ل «هكذا وضع». إنني أعرف أن الوضع المادي يقف حجر عثرة متى ما كانت الموارد شحيحة، لكن الذي أعرفه أن الأهلي غني برجاله وموارده، بل إن ميزانيته -كما أعلنت- خمسة وسبعون مليونا، لكن محدودية المفاوض إن لم يكن عجزه تذهب بهذه الموارد نحو التسرب وعدم الاستفادة منها بجدية تامة، العام الماضي ثمانية لاعبين ومدرب ألغيت عقودهم، وهذا الموسم، وما زلنا في أسبوعه السابع، تكرر الخطأ وأثبت المفاوض الأهلي أنه لا يستفيد من أخطائه، بل إن المؤسف ألا أحد يعرف من هو المفاوض ومتخذ القرار ومتحمل المسؤولية ومن المضحك أيضا (أن المدرب الفارو سيرمى عليه فشل اللاعبين الأجانب) كعذر تعود جمهور الأهلي عليه، لكن السؤال الكبير؛ من الذي تعاقد مع المدرب الهارب (الفارو)؟ أسئلة كثيرة لا يجد المدرج الأهلاوي من يجيب عليها، خلل واضح بل هو شلل يمزق الجسد الأهلاوي وسيظل يستشري ما لم يعترفوا أن هناك مشكلة، وأن الفكر غائب في أركان القلعة، فدائما ما تقود الأخطاء أو الإخفاقات أو حتى الفشل إلى وعي جديد يسايره نجاح كنتاج لهذه التجارب، أما الأهلي -وأقصد به الفكر الإداري- فهو إخفاق يكرس فشلا لدرجة العجز، والمؤسف أن المكابرة وتجاهل الآراء هي عنوان مشترك لأزمات الأهلي، وستظل ما لم يكن هناك تغيير شامل وليس ترتيب بيت، فالمسألة تتعدى مرحلة الخلل إلى إعلان الفشل وبالتالي الرحيل مع الشكر لكل اجتهاداتهم. • نعم هناك خطأ بدأ وتدحرج حتى أصبح مشكلة، وهناك انهزامية لاعبين وهي نتاج هذا الخطأ وليست فعل، لكن لا ضرر من تأجيل جلد الذات، خاصة بعد قرعة آسيا ومجيء الأهلي في مجموعة قوية وأندية تفوقه فنيا كمدربين ولاعبين أجانب، ولا بد التداعي لموقف يعزز الفريق للاستحقاق الآسيوي، هذا التعزيز لا يأتي إلا بالقرار الصحيح المتكئ إلى جمله الآراء ذات الخبرة وليست العديمة المتفردة كما هو حال التعاقدات الفاشلة الماضية. ••• وأخيرا.. تصحيح الخطأ ينهي سوداوية المرحلة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة