كل يوم تكبر الدوائر وتتسع بهاجس في داخلي لاتخاذ قرار أغلق بموجبه كل حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، والاكتفاء فقط ب«الواتساب» دون الانضمام لأي مجموعة، ابتعاداً عن حكايات أناس يقصونها علينا وكأننا دُمى راقصة على مسرح افتراضي، قصص بعضها تريق (...)
من الحياة نتعلم أكثر مما نتعلمه من الكتب، إذ توفر لنا الحياة طاقة الكشف عن أعماقنا وطبقات الناس النفسية الغابرة، فهناك من نشعر معه بحميمية العلاقة، نستمتع بسماع عباراته وكأنه طير شجي يغرد بجمال الطبيعة، يغني من أجلنا فنطرب له، لنرمي عن أنفسنا بعض (...)
في عالم الهندسة؛ الخطأ في وِحدة القياس من (متر) إلى (سنيتميتر) انهيار مبانٍ ومنشات وكباري وأبراج.. وفي عالم جيولوجية المياه؛ الخطأ في قراءة وحدة قياس النوعية من (جرام/ لتر) إلى (ملجم/ لتر) تدهور في صحة الإنسان والحيوان والنبات.. وفي عالم الطب (...)
من صفاتنا البشرية منذ العهد الأبدي إلى العهد السرمدي؛ البحث دوماً عن الحقيقة في كل أمور الحياة وما بعدها.. نتعمق بحثاً عن حقيقة خلق البشر والكائنات الأخرى وتركيبتها المعقدة.. نبحث بين روح لا يمكن رؤيتها وقودها المشاعر، وأعضاء تضمحل مع مرور الوقت (...)
في كل مرة ألج إلى منزلي احتضن أول من أراه من أبنائي عند المدخل.. لا أعرف لماذا هذه المرة حضنت ابني البرنس «عبدالعزيز» بعينين مغلقتين عن العالم.. ربما هي رحمة السماء التي تهطل على أبٍ يعانق دموع الفرح بابنه.. أو هي يد إنسان ممتدة لخالقه لا تعود فارغة (...)
أغلقت المكالمة الهاتفية مع موظف المستشفى؛ الذي تم فيه إجراء عمليتي الجراحية بقوله: «لا تتأخر في الحضور الليلة استعداداً للعملية صباح الغد».. عجزت أن أفسر الإحساس العميق الذي انتباني بعد هذه العبارة.. أغمضت عيني ببطء لأغرق في ثمالة دفتر الأيام (...)
عادة لا أكتب عن حادثة مررت بها مع أي شخص التقيت به إلا إذا شعرت بأهميتها.. «صلاح» صديق اعتز بأخوته، دخلنا سوياً في بداية رمضان في حوار عن «التعبد في رمضان».. ذلك الشهرٌ الفضيل الذي يأتي بعد «شعبان»، الشهر الذي ترفع فيه أعمال الخلق السنوية، كما جاء (...)
في التعبير المجازي القائم على التشبيه «العلم في الصِغر كالنقش على الحجر»؛ تأكيد على أهمية تعليم أبنائنا «القِيم» منذ سن مبكرة، فمن ضمن تلك القيم المتعددة جداً «حب الوطن والانتماء له»، والأيام التأريخية التي تمر علينا متعاقبة لنسرد لأبنائنا في ذكراها (...)
منذ زمن ليس ببعيد؛ كنت أتعجب من مشاهد مسلسلات وأفلام عربية بقصد أو دون قصد، يتعمد فيها المخرجون إظهار ضرب الزوجة لزوجها ضرباً مبرحاً تسبب له إصابات بليغة.. هذا الزوج المسكين يعتريه السكوت رضوخاً وتحملاً للإهانة والضرب، فلا يطالب بحقوقه كرجل ولا (...)
النساء منذ بداية أمنا حواء تحركهم -في الغالب- غرائزهم البريئة لتكوين أسرة، والتعلق بالأبناء، والعطاء المتناهي، ويشاركها الرجل بمشاعره المتأججة بالاحتياج.. أما الحاضر أصبحنا في انشغال تام ما بين «الأنوثة» ومعطياتها وإثبات الذات في العمل.. وظهرت (...)
ستة أشهر من اللقاءات والاجتماعات.. تصاميم لا حصر لها.. برمجة لتقنيات تُثير العجب.. فريق ميداني يزور الجهات الصحية للإخبار عن مؤتمر لصحة الأطفال.. تنسيقات وترتيبات وحجوزات لضيوف من داخل المملكة وخارجها.. مهندسون لم تغمض لهم أعين لتجهيز خشبة المسرح.. (...)
لقد أصبحت العيون متعلقة، والأذهان منشغلة، والقلوب منصرفة للوسائل الاجتماعية الحديثة وما تنقلها من زيف ووهم، لتغرس في الأنفس حسرات وقهرات لدى شباب مكافح مناضل، فحين يرى الشاب من يطلقون على أنفسهم «إعلاميون ومشاهير السناب» يتفاخرون ويتباهون دون مراعاة (...)
إلى متى نتذكر من خذلنا، رغم أننا نتحمل جزءاً كبيراً من هذا الخذلان، وخصوصاً إن كنا تجرعناه من قبل.. أين إحساسنا؟!، أين خبرتنا؟!، أين نصيحة من هم أنضج منا أو أكثر منا خبرة؟!، ولِماذا أصبح معظم حديثنا مع الآخرين عن تجاربنا المريرة فنعكر بذلك صفاء (...)
عِبارة استوقفتني برهة، هل أنا فعلا مثال جيد ونافع لمجتمعي وديني كي أكون قدوة لأبنائي أو من في محيط حياتي وأبعد من ذلك قُرَّائي؟!.. حينها تنبهت بأنه وجب عليَّ أن أراقب تصرفاتي وكلماتي وحتى كِتاباتي، فهناك من يترقب دوماً لكي يقلدنا، فنحن فخرهم وعزهم (...)
تستفزني مقولة تتداولها أقلام سعودية لا أعلم مصدرها: «يفوتكِ القِطار ولا يدهسكِ».. من حق أي شخص التعبير عن وجهة نظره، لكن دون فرضها أو ترويجها، فتمسي مؤثرة على بناتنا لمحدودية نظرتهن وقِلة درايتهن بمخططات غرابيل الغرب، أو لنقل: إنها أفكار وليدة صدفة، (...)
يرفرف قلب الكاتب حين يلج في عالم الكتابة، وتزداد نبضاته حين ينشر كتابه الأول فرحاً وترقباً، من إن كان يستحق لقب «كاتب» أم أنه أضاع من عمره سنوات باذلاً كل جهده لينال إعجاب قارئه.
بدأت أرقب أعين القراء وهم يتنقلون بين الصفحات.. لا أعلم إن كانت كلماتي (...)
أخيراً.. وجدت زملاء وكتاباً وباحثين يناقشون موضوع «الاحتراق الوظيفي» وأعراضه ومسبباته، ذلك الداء الذي صنفته بعض المراجع بالمرض النفسي والعصبي.
لن أتطرق لأعراض «الاحتراق الوظيفي»، فما كُتب عنه يُثرينا معرفة.. تساءلت متعجباً: لمَ أصبحت هذه الظاهرة (...)
أجد الشغل الشاغل لأبنائنا الخريجين البحث عن واسطة للتعيين، والأمرّ أنني وجدت من هو على وجه التقاعد يخشى أن لا يُجدد عقده أو لن تمدد خدمته إلى ما بعد سن التقاعد؛ فيبحث عما يُعرف بفيتامين «واو»، وهو الحرف السحري الذي غلب المارد، وهذا ليس حكراً على (...)
تربينا على أن «الرجولة» تحمُّل للمسؤولية بكل حب واهتمام.. وتعلمنا أن الرجل مصدر الأمان للمرأة.. وأدركنا أن العطاء لم يكن من باب الوجوب، إنما هو استحقاق معنوي للزوجة لما تقدمه من عطاء وروح لمنزلها.. وأخذنا من قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ (...)
حين تخطينا تأثيرات الجائحة القاتلة (كورونا) عادت برامج سفرنا إلى المستقبل.. من ذلك إقامة «معرض المدينة المنورة للكتاب 2022».. ملتقى اجتمع فيه الباحثون والكتَّاب والمؤلفون والروائيون بزائريه، وتناظروا لتبادل الأفكار والآراء.. فنون تنوعت بين التشكيلي (...)
لأهمية الشخص الراحل في حياتنا؛ تبدأ معاناة أهل المتوفى منذ زمن ليس بقليل، كر وفر وسهر سواء بكلل أو ملل أو بصبر، البداية بالمرض أو بمجرد الإحساس بدنو الأجل، وحتى في حالات موت الفاجعة قد يسبقه شعور غريب بأنه سيرحل من الدنيا.
حين تأتي لحظة الوداع (...)
حين نرى ما يجرى في بعض الأوطان، من جوع وسقم وبلاء وفِتن وحروب؛ نحمد الله على ما رزقنا مِن نعمتَيّ الأمن والأمان.
من واجبنا -نحن المسلمين- أن نُحِب ونتمنى لغيرنا ما حبانا الله مِن نِعم، وأن نمد يد العون لهم قدر المستطاع، خصوصا أن لنا إخوة عانوا (...)
لا فرق بينهم في الرواح من النهار ولا في الزلفة من الليل، فأهل المُدن يُزينون مداخل منازلهم بالفوانيس، وأهل البادية يهللون بالتراحيب فرحة بدخول الشهر الكريم، فنجد كل الأنام في سعادة تامة لا يعلمون سبب هذه الفرحة رغم ما فيه من جوع وعطش، ولبعض الأُناس (...)
سؤال العظماء الذين أرادوا لحياتهم معنى، وأن يتركوا أثراً أو إرثاً يستفيد مِنهُ سُكان الأرض مِن بعدهِم.
تألمتُ كثيراً وأنا أتتبع حركة الأمة وعلاقتها بالأمية، وذهِلتُ مما جرى على مر التاريخ، كان العرب والمسلمون يتسابقون على العلم وغايتهم نشر الوعي (...)
نرضى بما كُتِبَ لنا من أقدار ونصيب، وتدمع أعيننا بفراق الأحبة، ونصبر في أشد الاختبارات، ونحتسب في أقسى الابتلاءات، نجتاز المِحن بإيمان وعقيدة وجَلَد وتحمل.
تعتصر قلوبنا ألماً حين يغادر الدنيا حبيب لنا أو عزيز على قلوبنا، ليس من قساوة الفقد فحسب، (...)