إلى متى نتذكر من خذلنا، رغم أننا نتحمل جزءاً كبيراً من هذا الخذلان، وخصوصاً إن كنا تجرعناه من قبل.. أين إحساسنا؟!، أين خبرتنا؟!، أين نصيحة من هم أنضج منا أو أكثر منا خبرة؟!، ولِماذا أصبح معظم حديثنا مع الآخرين عن تجاربنا المريرة فنعكر بذلك صفاء لقاءتنا الودية؟!. هذا الخذلان المؤلم مُرُه يزداد حين نتذكره في كل ساعة وكل يوم، فيزداد في داخلنا الحزن حتى نصل إلى أن نُصدر حكم الإعدام على العطاء والسعادة في حياتنا، وفي حياة من يحيطون بنا.. فما ذنب من كانوا لنا عونا وعنوانا لكل ما هو نقي وجميل؟!، ولماذا لا نتذكر المواقف الجميلة والجدية والصادقة في ما بيننا حتى يزداد الأمل ونزداد ثقة في أنفسنا والناس حولنا؟!. وحين تكون المواقف مدونة في سجل رسمي داخل صحيفتنا وذاكرتنا بنقاط تسمى «اكسب»، لا يهم إن كان أصحابها من المقربين من أنفاسنا، أو من بعيدي المسافة والمشاعر، فلا نعلم: هل هي سداد فاتورة خير أنت قدمتهُ سلفاً، أو دعوة مُحب لك في ظهر الغيب بأن تُلبى كل مطالبك؟!. فلننظر حولنا من نِعَم ونحصرها؛ صحة البدن والعقل والقلب والعلم والمأوى والستر، والأهل والأقارب والأصدقاء إن وجِد، والمال وإن كان قليلاً، والرِضى بِما كُتب لنا، فمنا من وُلد أميراً، ومنا من وُلد مستوراً، ومنا من وُلد فقيراً.. فعطاء الله كبير يسع كل من في الأرض والسماوات. رجاء خاص: لنجعل لقاءتنا وحديثنا عن أفراحنا فقط، ولنجعل أحزاننا في مسودة سرية لا يعلمها سوى خالقنا، فحزنك لن يحملهُ سواك وإن اختلفت طرق المواساة.