منذ زمن ليس ببعيد؛ كنت أتعجب من مشاهد مسلسلات وأفلام عربية بقصد أو دون قصد، يتعمد فيها المخرجون إظهار ضرب الزوجة لزوجها ضرباً مبرحاً تسبب له إصابات بليغة.. هذا الزوج المسكين يعتريه السكوت رضوخاً وتحملاً للإهانة والضرب، فلا يطالب بحقوقه كرجل ولا يشتكي. تساءلت حينها..! هل هذه المَشاهد للتسلية ومحاولة إمتاع المُشاهد بمناظر غير مألوفة؟ أم أنها رسائل مشفرة لعقول الشباب قبل النساء؟ ثمة أفلام عربية (وهي الأكثر) وأخرى غربية؛ «تشقلب» سنن الكون، بأن تتقدم المرأة بفحص الرجل واختباره، ومن ثم الإفصاح عن رغبتها به أو التقدم لخطبته.. هنا المهزلة التي لا يقبلها عقل طفل قبل الراشد، إذ إن من أبرز صفات المرأة الطبيعية في كل المجتمعات هو «الحياء» الذي يميزها كأنثى. اليوم نرى بأم أعيننا تبعات تلك الرسائل التي كانت تريد ترسيخها تلك المسلسلات والأفلام، إذ كانت تهدف إلى غزو ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا بظاهرة مُتجليَّة تشمئز منها الأعين والأنفس، وهي تجرد المرأة من ثوب «الحياء»، فتتمادى بالتعدي وضرب الرجل سواء كان زوجاً أو أخاً أو حتى للأسف شاباً يسير في الطرقات، ثم تتباهى بذلك الضرب المصاحب لألفاظ سوقية لا تمت لتربيتنا بأي صلة، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد، بل تجاوزت الوقاحة والمغازلة والتحرش بالرجل المُسن قبل الشاب بلا خجل. وقد سعدنا أن أصحاب القرار في بلادنا سنوا أنظمة للتحرش لإيقاف مثل هذه المهازل الدخيلة على مجتمعنا من ضرب وقذف وشتم وتحرش من الأقلية من النساء، أسأل الله لهن الهداية. أخيراً: على الأبوين الحرص على أبنائهم وبناتهم من مشاهد تعرضها الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، بتوجيه النصح الدائم لهم، وتعليمهم أن «الحياء» من أهم صفات المرأة، وأن تقدير الرجل من أجمل طباع الأنثى، إلى جانب أهمية حسن أخلاق الرجل وتحمله للمسؤولية وإرشادهم لاحتواء المرأة.