في التعبير المجازي القائم على التشبيه «العلم في الصِغر كالنقش على الحجر»؛ تأكيد على أهمية تعليم أبنائنا «القِيم» منذ سن مبكرة، فمن ضمن تلك القيم المتعددة جداً «حب الوطن والانتماء له»، والأيام التأريخية التي تمر علينا متعاقبة لنسرد لأبنائنا في ذكراها عن ديننا وقيمنا وتاريخنا وتراثنا وحكايات الوطن وأبطاله، منها: «اليوم الوطني» و«يوم التأسيس». سوف أتجاوز التعليم منذ الصغر إلى حكاية «التأسيس» في يوم ذكرى احتفالنا بذلك اليوم التأريخي؛ إنها حكاية وطنية بدأت في 22 فبراير 1727، فعزفت لحناً عذباً من التأسيس والبناء.. حكاية مجد بدأها الإمام محمد بن سعود.. حكاية واحدة من أهم المشاريع الوحدوية في شبه الجزيرة العربية.. حكاية يرويها التأريخ مجداً وعزاً بمداد من الفخر.. حكاية جمعت صمود إمام بطموحه وحنكته. اتحدث باختصار لجلينا الحالي عن الدولة السعودية التي تأسست منذ أوائل القرن ال18، وسماها حينها الإمام محمد بن سعود ب«إمارة الدرعية الكبرى».. ذلك الإمام الذي آل إليه حكم «الدرعية» عام 1139 للهجرة (1727)، فأسس الدولة السعودية الأولى؛ وصفه المؤرخ ابن غنام بقوله: «بحسن السيرة معروفاً، وبالوفاء وحسن المعاملة موصوفاً».. وفي عام 1788 حكمت الدولة السعودية كامل «الهضبة الوسطى» المعروفة باسم «نجد». أعقبها الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، الذي جعل «الرياض» عاصمة لها.. أما المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه؛ فاستعاد ملك أجداده في الجزيرة العربية وأسس الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية)، إذ أعلن في البداية عن توحيد نجد والحجاز تحت حكمه عام 1932، بعدها أطلق اسم «المملكة العربية السعودية» بعد توحيدها. من الجميل أن نقصص على جيلنا عن كنوز تراثنا في ذلك الزمن القديم الجميل والزمن الحالي الزاهي.. قصص تثري الحياة وتساهم في تطويرها وتمنحهم معنى.. قصص تقرأ ما يجعلهم يستوعبون حلاوة ورحمة وإنسانية ديننا وقرآننا، الذي اتخذه قادة الدولة السعودية في مراحلها الثلاث دستوراً.. قصص يصبحون معها متصالحين مع كل مكونات وطن لا يشيخ. أخيراً.. من لم يعلِّم أبناءه «القِيم» فسوف يفوِّت عليهم الكثير من متع التجارب والتعلم، ويمنعهم من نور الحياة وثمار شجرة الإنسانية، ويطفئ عنهم عَسْجَد الروح التي تسكن أعماقهم. إنها مشاعر بذكرى وطنية جميلة لزمن راقٍ مضى.