سؤال العظماء الذين أرادوا لحياتهم معنى، وأن يتركوا أثراً أو إرثاً يستفيد مِنهُ سُكان الأرض مِن بعدهِم. تألمتُ كثيراً وأنا أتتبع حركة الأمة وعلاقتها بالأمية، وذهِلتُ مما جرى على مر التاريخ، كان العرب والمسلمون يتسابقون على العلم وغايتهم نشر الوعي والدين، وأما الذين لم يسعفهم الحظ والنصيب بأن يتلقوا العلم كان معظمهم يعلمون ماذا يريدون ورسموا لأنفسهم طريقاً آخره السعادة وكانوا يتميزون بالفطنة، لِمَ؟!.. لأنهم جعلوا القرآن دستوراً ومرجعاً. أما مِن العجائب في القرون الأخيرة، نجد أن نسبة الأمية في تقلص مستمر وقد ساعد في ذلك الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكِبار 1966، فقد كانت نسبة الأمية 35٪ عام 2005، وتقلصت النسبة 2011، ولكن للأسف بلغت نسبة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 6.1 مليون، والأمّر يرجع إلى أن ما يقارب 20 ٪ يهربون من التعليم، وفي 2014 وبعد مجهودات عظيمة أعلنت منظمة «الألسكو» بأن نسبة الأمية هبطت إلى 19٪. كانت النساء أكثر أمية مِن الرجال، فاستهدفت الجهات المعنية بأن يكون في غضون 2020 المساواة في مقدار النِسب للجنسين. ورغم قرب تحقيق الهدف لمحو الأمية مِن الأمة والذي قُرِّرَ سلفاً بأن يكون في 2050، وذلك حسب إحصائيات المختصين، إلا أنني ومع بالغ الأسف أجد من اتخذ لنفسهِ عِدا وجعل الوهن والضياع سِمام يتغذى بِها. أعود لأسأل نفسي سؤال عِنوان المقالة «من أنا؟»، وعلى أي أرض أقف؟، هل أكتفي بالرضوخ بأن أكون مجرد رقم يُدرج ضمن الإحصائيات واستسلم لأكون من الذين ران على قلوبهِم أو من الذين وصِفوا في الآية الكريمة: «وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطاً»؟، أم أكسر القيود التي وضِعت بِقصد أو بدون، وأرسم لنفسي طريقاً أفتخر بهِ ويفتخر بهِ مِن بعدي أبنائي وأهلي ووطني؟. للتوضيح ليس الأمية فقط أن لا تعلم كيف تكتب أو تقرأ، بل هي كذلك ما أراده لنا أعداء الأمة أعداء النجاح بأن لا يكون لك هوية ولا غاية ولا طموح فيكون أول نهارك مِثل آخره ومحياك مِثل مماتك.