حين تخطينا تأثيرات الجائحة القاتلة (كورونا) عادت برامج سفرنا إلى المستقبل.. من ذلك إقامة «معرض المدينةالمنورة للكتاب 2022».. ملتقى اجتمع فيه الباحثون والكتَّاب والمؤلفون والروائيون بزائريه، وتناظروا لتبادل الأفكار والآراء.. فنون تنوعت بين التشكيلي والغنائي لفنانين كبار وواعدين.. جلسات حوارية وورش عمل لفتت كل من دخله.. ومسرح للطفل ببرامج إثرائية جذبتهم للقراءة. أثناء تواجدي داخل أروقة المعرض سألني المذيع المتألق في هيئة الإذاعة والتلفزيون مصطفى أحمد عباس عن رأيي في هذا المحفل كمؤلف لعدة إصدارات.. سؤاله نقلني من التأمل إلى الواقع.. أجبته أمام الكاميرا بأريحية أبناء المدينة المعتادة: «كل شيء هنا يسير بإبداع وإتقان، أبطاله شباب المدينة وبناتها؛ ابتسامتهم عريضة وتجاوبهم سريع».. ثم قلت بفخر: «بلا إطراء، المعرض غير تقليدي، سار بروح زائريه وحضورهم الوجداني». ولما كنت في قمة سعادتي بالمعرض اقتربت مني «جمانة»؛ الطفلة الصغيرة الجميلة لتسألني عن روايتي التي وقعتها بالمعرض.. حضرت ويدها تحمل وردة حمراء عنوانها «الشكر».. إحساسي -حينها- لا يوصف من الفرحة كمؤلف يشعر بالاعتزاز لأطفال يعتنقون القراءة.. وتلك هي عظمة أمانة القلم عندما نرى أبناءنا يتسابقون على امتلاك الكتاب. أما بعد؛ فمن واجبنا نحن أبناء المدينة أن نقدم شكرنا لأمير منطقتنا الأمير فيصل بن سلمان على موافقته ورعايته لذلك الملتقى الخلَّاب، وشكرنا موصول لكل القائمين على المعرض، خصوصاً أولئك الشباب رجالاً ونساء الذين بذلوا جهوداً كبيرة.. إنها طيبة الطيبة بأهلها وثقافتها.