عِبارة استوقفتني برهة، هل أنا فعلا مثال جيد ونافع لمجتمعي وديني كي أكون قدوة لأبنائي أو من في محيط حياتي وأبعد من ذلك قُرَّائي؟!.. حينها تنبهت بأنه وجب عليَّ أن أراقب تصرفاتي وكلماتي وحتى كِتاباتي، فهناك من يترقب دوماً لكي يقلدنا، فنحن فخرهم وعزهم وأكثر، نحن من نجعل منهم أُناساً ناجحين. ونحن من سيغرز داخلهِم النبتة الصالحة التي ستحفزهم لحب الناس ومساعدتهم، ومن سيرشد لاختيار الطريق الأمثل، كي يصلوا إلى هدفهم المنشود الذي كان يوماً مجرد فكرة عابرة أو حلم بعيد أو نصيحة بسيطة. وإن لم نُعِد حساباتنا فيما نفعل، وفيما نلفظ وفيما نعتقد، فقد نجره إلى طريق الضلال، والحياة التي بِلا رؤية أو هدف أو فلاح، وكذلك نحن من سيبث داخلهم الأنانية ومن سيزرع الشر في قلبهم ضعيف الإيمان، والأدهى جعلهم ضحية فشلنا ونسخة مكررة منا في المجتمع. فرجائي للآباء والمعلمين والمشاهير وكذلك المسؤولين توخي الحذر في أفعالهم وردودها، التي قد تصيب بخيبات الأمل أو قد تكون نقطة تحول مؤثرة في حياة الآخرين. أخيرا؛ وجدت عدة مقالات تناشد مشاهير السناب بالحرص على انتقاء المحتوى وأن يكون هادفاً ونافعاً، خصوصاً أن معظم المتابعين من ذوي الفئة العمرية الشابة التي تتأثر بما يعرض وينشر من قبلهم. قال الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم». ونعود لنفس السؤال!! هل نحنُ جديرون بأن نكون قدوة صالحة؟! أخيراً.. التربية بالقدوة ضرورة ليرى أبناءنا مواعظنا متجسدة أمامهم سلوكاً حياتياً، فالفراغ في القدوة أحد مسببات الأزمات التي تشهدها الأسرة بكاملها، فيضطر الصغار للبحث عن قدوة يتأثرون بها، فالقدوة تقتضي المطابقة بين القول والفعل، وهي -أيضاً- أقوى من الكلمة.